قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

د. هادى التونسي يكتب: مشروع نادي السينما الغنائي


تخيل لو استطعت ان تجمع لحظاتك الساحرة عبر العقود في ٣ ساعات،تناجي وجدانك بلغة الروح، فتشعل حماسك، و تستعيد روح الشباب و الفرح و التألق، وتعود اكثر نشاطًا و أملا و حلما .
تخيل ان محتوي تلك اللحظات الغنائية هو الارقي فنيا و معنويا، بما أهل افلام اغلب تلك الأغنيات ان تحصل علي جوائز الأوسكار، و أن المغنيين المصريين الشباب من خريجي مدارس و جامعات اللغات الأجنبية، و لهم وظائف مرموقة، لكنهم صقلوا هواياتهم في الغناء و العزف و التأليف و التوزيع و الرقص و التمثيل من خلال دراسات متخصصة، بل و أدي بعضهم في الولايات المتحدة و بريطانيا، و انه تربطهم صداقات طويلة، و يختارون غناء عشرات الأغاني التي يؤدونها مترابطة وفق شخصية و صوت المغني.
هؤلاء الشباب استطاعوا بدراساتهم و إتقانهم لعدة لغات و خبرات حيواتهم ان يستوعبوا ثقافات غربية، و ان يكونوا جسرًا للربط بين الثقافات و الشعوب و لتحديث فنون الغناء و الموسيقي و للارتقاء بالذوق العام، فماذا فعلوا؟
بدأت الفكرة منذ سنوات لدي نسمة محجوب المغنية ذات الصوت القوي الواسع و التي تؤدي بعشر لغات بوصفها المديرة الموسيقية لمشروع نادي السينما أو سينمانيا بان تكون فرقة من خمس مغنيين سواء درسوا في الكونسرفتوار او دراسات جامعية ذات صلة في مصر و الخارج او في مشروع فابريكا للتدريب الصوتي الغنائي الذي ترأسته مطربة الأوبرا الشهيرة نيڤين علوبة. و اكتملت فرقة نسمة محجوب بالمايسترو چورچ قلته و بأوركسترا سينكوپ و الموزع الموسيقي شادي الحلواني، و كان الهدف عرض اشهر الأغاني الغربية علي مدي عقود بشكل مترابط في برنامج صاحبة السعادة التلفزيوني الغنائي الاستعراضي،بما يثير الحنين و يثري الموسيقي، الا ان النجاح الساحق للحلقات المتميزة و انتشار تسجيلاتها في مصر و العالم العربي جعل المشروع يستمر للعرض العام في مصر و الخارج من خلال شركة مودرن تاتش للانتاج.كما انضم للفرقة مغنيون اخرون، منهم من يأتي خصيصا من لندن، بحيث اصبح ذلك الإنتاج الفني المذهل يضم ٣٠ عازفًا و مغنيًا يؤدون فرديا و ثنائيا اغنيات مترابطة (ميدلي)بعدة لغات و احيانا بمصاحبة راقصين.نحن إذن بصدد فن راقي و شباب واعد يستحق كل منهم التنويه و الدعم.
لو تأملنا فن الغناء المصري في القرن العشرين لوجدنا ان اهم الملحنين مثل عبد الوهاب و فريد الأطرش حرصوا علي مزج الموسيقي الشرقية و الغربية و استخدموا آلات غربية و إيقاعات مثل الڤالس و التانجو حتي شاعت بعض ألحانهم في الخارج، و اعطي ذلك الموسيقي و الأغاني المصرية وقعًا مميزًا و سائغًا ، لذا فالدور الذي تلعبه تلك المجموعة لا يحيي فقط الفن الراقي بل يعيد الي الذكري افلام الزمن الجميل، و هكذا و نحن بصدد نهضة ثقافية كبري عبر مدينة الفنون و الثقافة بالعاصمة الادارية و المدن الجديدة فهم يستحقون الانتشار في اهم المناسبات و المسارح و المهرجانات المحلية و الدولية.
و لدي تجربة حينما كنت سفيرا لدي ناميبيا منذ عام ٢٠٠٨، اذ لاحظت ان الصحافة المحلية تنقل عن وكالات غربية مقالات تركز علي مظاهر التطرف و الارهاب في مصر مثلما تنقل حاليا صورة مغلوطة عن وضع حقوق الإنسان، ومع إيماني بأهمية نشر الفنون المصرية الأصيلة في الخارج الا انني نجحت في استقدام فرقة د صبحي بدير و الاصدقاء التي تؤدي اغاني بخمس لغات لتلعب اسبوعا في المسرح الوطني، و حظت الحفلات بإعجاب رسمي و شعبي و انتشار إعلامي واسع الي الحد ان طلبتها السلطات الناميبية لعام تال، و قلدت الفكرة سفارات غربية كبري. كان القصد من ذلك ان يفهم الشعب اننا نجيد نفس الفنون التي يحبونها، فالمرء عادة يحب صورة نفسه في الآخرين، و ان يزول ذلك الحاجز المعنوي الذي يحجب عن تلك الشعوب الصديقة ان يروا مصر علي تنوعها بروح المودة و التفاهم. لذا اتساءل عما اذا كان بمقدورنا تخيل جدوي ايفاد فرقة نادي السينما ( سينمانيا) او مجموعة مصغرة منها لتؤدي بصحبة عازفين من البلد المعنية الي بلدان اجنبية مختارة في مهرجانات او أسابيع ثقافية لكسب مودة شعوبها. ظني ان النجاح سيفوق التوقعات، فلنفكر معًا خارج الصندوق.