الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. غادة فؤاد تكتب: المرأة الأفريقية والاتحاد الأفريقي.. إلى أين؟ (1)

صدى البلد

نبدأ معا سلسلة من المقالات التي تتناول أوضاع وأحوال المرأة الافريقية وما وصلت إليه داخل القارة وخارجها ولعل انتخابات مفوضية الاتحاد الافريقي الأخيرة تلك الانتخابات التي أجريت في القمة الافريقية رقم (34) الافتراضية منذ أيام قليلة في الفترة من (6 – 7 فبراير الحالي) تكون فرصة مناسبة كنقطة بداية ننطلق منها لرحلة نغوص فيها داخل واقع المرأة الأفريقية وأجندة العمل على المستوى القاري والوطني الخاصة بتمكين المرأة في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية. 
فمنذ العام 2015 يولي الاتحاد الأفريقي وهو المؤسسة الأم على المستوى القاري أهمية خاصة لتفعيل كافة المعاهدات والاتفاقات الخاصة بنشر ثقافة المساواة بين الجنسين على أرض الواقع من خلال إعطاء المرأة حقوقها في تولي المناصب والمشاركة في صنع واتخاذ القرار لما يضفيه ذلك من أثر إيجابي على المجتمع بأسره وليس على واقع وحياة المرأة فقط ... فكيف يكون للتغيير والتنمية مردود جيد وملحوظ إذا أستبعد من تنفيذهم وصنعهم نصف المجتمع والشريك الاساسي للرجل في الحياة والمعيشة وتحمل المسئولية؟ 
بالنظر للخطوات التي اتخذها الاتحاد الأفريقي من أجل الإقرار بأهمية تولي المرأة للمناصب القيادية والتنفيذية نجد أن الاتحاد بدأ بنفسه وأجهزته واللجان التابعه له في إتخاذ خطوات إيجابية، فإذا كان الاتحاد يتألف من 6 مفوضيات تابعة لمفوضية الاتحاد الأفريقي فأن المرأة في الانتخابات الأخيرة قد تم إختيارها في عدة مناصب هامة أولها إنتخاب السيدة/ منسانزاباجانوا من رواندا نائبة لرئيس مفوضية الاتحاد السيد/ موسى الفكي بعد حصولها على 42 صوتا من أصل 55 أي ثلثي الأعضاء من وسط 8 مرشحين من 7 دول أفريقية. كما أن إعادة انتخاب السيدة/ جوزيفا ساكو من انجولا كمفوض للزراعة والتنمية الريفية والاقتصاد الأزرق والبيئة المستدامة، والدكتورة/ أماني أبو زيد من مصر لرئاسة البنية التحتية والطاقة هو دليل على ثقة المجلس التنفيذي للاتحاد في نجاح المرأة كقيادة وإدارة على مستوى العمل القاري. بالإضافة الى استمرار تولي السيدة/ أميرة الفاضل محمد من السودان والبروفيسور/ سارة أغبور من الكاميرون في منصبيهما كمفوض الصحة والشئون الانسانية والتنمية الاجتماعية ومفوض التعليم والعلوم والتكنولوجيا والابتكار حتى إتمام الانتخابات الخاصة بتلك المناصب. 
تسعى خطة العمل الأفريقي لتمكين المرأة إلى تنفيذ أجندة العمل (2063) والتي تهدف إلى تحقيق المناصفة والمساواة بين الرجل والمرأة في تولي المناصب القيادية بنسبة (50:50) بحلول عام 2063 سواء على مستوى الأجهزة القارية أو الوطنية وعليه فأن الاتحاد الأفريقي وأجهزته يسيرون على خطى جيدة قد تزيد عن النسبة المستهدفة في بعض الحالات، فإذا قارنا نسبة الرجال إلى النساء في قيادة مفوضية الاتحاد التي أصبحت تتألف من 8 أعضاء بعد الإصلاحات التي تمت (الرئيس ونائب الرئيس وستة مفوضين) يتضح أن النساء يشكلن الآن 5 من أصل 8 مناصب قيادية في رئاسة المفوضية والمفوضيات التابعه لها.
وهكذا فإن الاتحاد الأفريقي يقدم مثالًا ونموذجًا يحتذى به للدول الأفريقية وللعالم في إتاحة الفرصة للمرأة في تولي المناصب وفقا لمبدأ الكفاءة والخبرة وتخطي النماذج التقليدية التي ترسخت في أذهان وعقول البعض حول دور المرأة والحواجز الإفتراضية بعجزها عن القيادة والإدارة والحكم الجيد، وذلك يعد في صميم التصدي للتمييز ضد المرأة وهدم الأسوار التي ظلت لسنوات عائق أمام حصول المرأة على حقوقها في المشاركة في الحياة العامة والسياسية.