الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هند عيسى تكتب: الإسلام دين الإنسانية

صدى البلد

يقول الكاتب الإنجليزي جود: "إن الحضارة الحديثة ليس فيها توازن بين القوى والأخلاق: فالأخلاق متأخرة جدا عن العلم، فقد منحتنا العلوم الطبيعية قوة هائلة، ولكننا نستخدمها بعقل الأطفال والوحوش ..فالانحطاط هو خطأ الإنسان في فهم حقيقة مكانته في الكون، وفي إنكاره عالم القيم، الذي يشمل قيم الخير والحق والجمال".

وتقول الكسيس كارليل "في المدينة العصرية قلما نشاهد افرادا يتبعون مثلا أخلاقيا مع أن جمال الاخلاق يفوق العلم والفن من حيث إنه أساس الحضارة ".

يقول نيتشه فيلسوف الغرب "الضعفاء العجزة يجب أن يفنوا! هذا هو مبدأ من مبادئ حبنا للإنسانية! ويجب أيضا ان يساعدوا على هذا الفناء 
منظومة القيم في الإسلام ركيزة مهمة فقال صلي الله عليه وسلم".

 "إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق "في سنة سيدنا محمد ص حوالي 2000حديث حوالي 97% منهم تتحدث عن الاخلاق الكريمة وتشيع الرحمة والرفق والحنان والحب والعدل والإحسان وقوله "ص" علي  انه متمم لمكارم الاخلاق لان العرب كانوا يعرفون بالأخلاق الكرم والشجاعة والصدق لكنهم كانوا يغالون في بعض الصفات فجاء النبي ليضبط منظومة القيم والأخلاق دون افراط او تفريط والتي تم بها تأليف القلوب انطلاقا من نداء الفطرة والتعارف والتشارك الإنساني.

قال ابن القيم "الدين هو الخلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين ".
منهج الإسلام الاعتدال والوسطية ونبذ التطرف وتعزيز ثقافة الحوار الفعال وتقبل الاختلاف والانسجام مع المجتمع الإنساني وتفهم الاختلاف والتنوع الطبيعي فقال تعالي "وشاورهم في الامر " تعبر الآية عن حرية الرأي والتعبير والمشاركة والحرية السياسية وأسس ودعائم الديمقراطية التي وضعها الإسلام كأساس للحكم.
ويقر الإسلام مبادئ التعايش الإنساني والانفتاح على جميع الأمم فقال رسول الله ص "يا أيها الناس، الا ان ربكم واحد، وان اباكم واحد، الا ان لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي ولا احمر على اسود ولا اسود على احمر الا بالتقوي "
وقال تعالي "انا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " يدعو الله تعالي بالانفتاح والاطلاع عل الثقافات الأخرى للتعارف وبناء المصالح هذا نهج الإسلام مع جميع الأمم  للتعارف لا للتصادم وكان الاقناع والتعقل هو طريق المسلمون في الدعوة الي الله فقال الله تعالي "ادع لسبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " ونبذ التطرف والتشدد والصدام فانتشر الإسلام بقوته المنطقية ومبادئه الإنسانية وصلاحيته لكل زمان ومكان ذلك لأنه دين الفطرة والفكر السليم ولان مصدره الهي نزل من الحق القدير ورفض الإسلام الحرب والقتال وأذن بالقتال في حالة التعدي علي المسلمين  او التهديد عند الدخول في الإسلام فيقول الله تعالي "ولا تلقوا بأيديكم الي التهلكة ". وقال تعالي "أذن للذين يقتلون بأنهم ظلموا وان الله علي نصرهم لقدير " 
وجاء الإسلام لينظم حياة الناس ويحررهم من العبودية ويقر مبادئ المساواة ويرد الحقوق لأصحابها ورفض العنصرية والعصبية فنظرة الإسلام للإنسان نظرة تكريم فقل تعالي "ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير مما خلقنا تفضيلا"
المساواة بين الناس دون النظر للون، الجنس، اللغة والتنديد بالاستعلاء فكانت الأفضلية بين الناس بالتقوي والعمل الصالح.
يضرب الإسلام أروع الأمثلة في معاملة الناس جميعا على حد سواء فقال تعالي "ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " 
مبدأ العفو عند المقدرة والإحسان  فقال تعالي "وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ,ولئن صبرتم لهو خير للصابرين " انظر الي خطبة رسول الله  بعد ان فتحت مكة وهو واقف علي باب الكعبة وقال لهم :اذهبوا فأنتم الطلقاء " مثال لحسن المعاملة للأعداء والتسامح والعدالة والمساوة وضرب المسلمون اروع الأمثلة عند معاملة الاسري فكان ص يقول لأصحابه "استوصوا بهم خيرا " ثم انظر الي وصيه ابي بكر لأسامة بن ذيد وجيشه حيث يقول "يأيها الناس قفو اوصيكم بعشر فأحفظوها عني :لا تخونوا ,ولا تغلوا ,ولا تعذروا, ولا تمثلوا, ولا تقتلوا طفلا صغيرا, ولا شيخا كبيرا, ولا امرأة ,ولا تقطعوا نخلا, ولا تحرقوه ,ولا تقطعوا شجرا مثمرة ,ولا تذبحوا شاة ,ولا بقرة ولا بعيرا إلا للطعام " .
تجسيدا لمعاني الإنسانية والرأفة والرحمة في الإسلام.
ودين الإسلام هو دين اللطف واللين حتي مع الخصوم فقال جل شأنه مخاطبا موسي وأخاه هارون عليهما السلام حين امرهما بالذهاب الي فرعون ليدعواه لعبادة الله "اذهب انت وأخوك بآياتي ولا تنيا  في ذكري اذهب الي فرعون انه طغي فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشي "
كانت دعوة الإسلام ليست لاغتصاب الأراضي ولا نهب ثروات والأموال  انما جاءت لإرساء قيم ومبادئ إنسانية وعدل ومساواة بين البشر ونبذ الظلم والاستعباد فهؤلاء العرب قبل ان يدينون بالإسلام كانوا في اضطراب شامل ,وحرب مستمرة ,وتقاطع وتدابر ,واحقاد وفتن وكانت الجزيرة العربية مسرحا للمعارك الدامية ,والمذابح المستمرة فما ان دخلوا الي الإسلام حتي تحولت الجزيرة العربية الي حال من السلام لان الدين الإسلامي جمع قلوبهم علي الإخلاص والمودة فيقول الله تعالي :ولا تنازعوا  فتفشلوا وتذهب ريحكم " سورة الانفال ويقول الله تعالي في سورة الحجرات "انما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم" وكان صلي الله عليه وسلم رجل سلام كان يفضل الصلح في حالة الحرب حتى لو انتقص حقه حتي وان كان منتصرا  ضاربا اعلي الأمثلة في التسامح والرحمة والعفو عند المقدرة قال تعالي "وإن جنحو للسلم فاجنح لها ,وتوكل علي الله " 
إذن امرنا الإسلام بعدم التنازع والوحدة والتماسك والتراحم ولم يدعو للفرقة والتكفير فقول النبي "لكم دينكم ولي دين "كان لأهل الشرك اما ما نراه من بعض الفئات التي تكفر وتستبيح الدماء لا يمسون الإسلام في شيء والإسلام منهم برئ هؤلاء المتطرفون هم أعداء الإسلام.