ولدت بعيب خلقى وبترت ساقها.. قصة أول موديل من ذوي الاحتياجات الخاصة في بورسعيد.. شاهد

تظل محافظة بورسعيد على مدار العصور يفخر أبنائها بانتمائهم لارض الباسلة على الدوام نتاج مات ورثوها ورثوهمن ابائهم واجدادهم من جينات البطولة والتحدى .

ويظل تحدى البورسعيدية على مدار السنين علامة ساطعة فى تاريخ الوطن لما يقدموه من نماذج مختلفة فى التضحيات متثقة فى الجينات و النجاحات .

ويستعرض موقع «صدى البلد» قصة نجاح من نماذج التحدى و التضحية لفتاة بورسعيدية لم يتجاوز عمرها 25 عام من ذوى الاحتياجات الخاصة لم تترك اليأس يسيطر على حياتها بل وقفت في تحدٍ كبير حتى تحقق طموحها في أن تصبح "موديل" من ذوي الهمم.

اقرأ أيضا:

ظلت سارة تعانى بين غرف العمليات حيث انها منذ ولدتها تعاني من ضمور فى النخاع الشوكى بالإضافة الي عدم وجود فقرتين بالعمود الفقري المسؤولين عن الحركة والتبول اللإرادي .

تقول سارة محمد لو استسلمت للاعاقة لقضى عليّ منذ سنوات، وساندني الرئيس عبد الفتاح السيسي ودعّمني بعبارة قوية كانت هي القدمين التي سِيرت بهما وأنا لا أملك سوى كرسي متحرك، فقد جعلتني كلمة (تحدي التحدي) أتحمل وأصبر.

وتروى سارة قصة اعاقتها التى كانت سبب فى بتر ساقها اليمنى و جرح فى القدم اليسرى وهى أكبر إخوتي، وضاعت فرص التعليم فحصلت على شهادة محو الأمية .

وتؤكد سارة انها بدأت التحدى بعدما رفضت التوقف عند شهادة محو الامية باستكمال تعليمها حتى وصلت هذا العام إلى الصف الثالث الإعدادي مشددة على عزيمتها لاستكمال رحلة التعليم للحصول على مؤهل دراسي لانه سند لها .

تقول سارة بدأت حياتى العملية بتدخل من اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، والذى وفر لى عملًا بأحد المصانع، واستمر صرف المرتب 6 أشهر وبعدها طلبوا منّي الاستقالة، فلم أيأس، وبعدها وفّرت لي القوى العاملة وظيفة بإحدى المدارس الخاصة براتب 800 جنيه يُخصم منها 300 جنيه تأمينات ويتبقى لي 500 جنيه شهريًا".

وتُتابع "سارة": "فكّرت في عمل خاص يعيننى على أعباء الحياة، فأنا أحتاج لكثير من المصروفات الخاصة ومنها شراء البامبرز، وكان العبء كبيرًا على أسرتي، وخشيت من التنّمر في بادىء الأمر، وبالفعل تعرضت للتنمر بعد أن كتبت على الفيسبوك أنني أُريد فستانا أذهب به لحفل زفاف وبالفعل وجدت تنمرًا من سيدة تمتلك أتيليه فحزنت جدًا، وبعدها فوجئت بصاحبة أتيليه آخر تُدعى شيماء العربي، توفر لي فستانا ذهبت به لحفل الزفاف وأُعجب الجميع بي وبالفستان".

وتستطرد: "قررت العمل موديل فشجّعتني شيماء العربي صاحبة الأتيليه واحتضنت الفكرة حتى وجدت نفسي أناديها (ماما) وفتحت أمامي طريقًا جديدًا أتمنى أن يكون مضيئًا حتى أستطيع أن أحقق بعض أحلام ذوى الاحتياجات الخاصة".

وتقول شيماء العربى، صاحبة أتيليه، والتي تبنت فكرة الفتاة: "لم أُفكّر سوى في إسعاد سارة، فهي فتاة جميلة حلمها بسيط يستحق الدعم، وعندما نادتنى بكلمة (ماما) صممت أن أحقق لها ما تتمنى".

وبفرحة كبيرة عبّرت ابتسام كامل، والدة الفتاة "سارة"، والتى تبلغ من العمر 45 عامًا، عن سعادتها لدعم الجميع لابنتها، متمنية أن يتحقق حلمها البسيط، فهي لها الحق في أن تفرح وأن يكون لديها طموح.

وتُضيف والدة الفتاة: "زوجي يعمل سائقًا وأسرتنا مكونة من 5 أفراد، وعانينا كثيرًا في مرض سارة حيث قضت عمرها من عملية جراحية لأخرى، ولأول مرة أرى الفرحة تغمر وجه ابنتي عندما ارتدت الفستان السواريه لتصبح موديل بل والأجمل أنه فستان زفاف، وأتمنى من الله أن يأتي اليوم الذى أراها ترتدي هذا الفستان".