عندما ضجّت مصر فرحا بسماع صوته.. وداعا شيخ الإذاعيين صالح مهران

ودعت الإذاعة المصرية اليوم، الثلاثاء، الإذاعي الكبير صالح مهران، شيخ الإذاعيين وأحد روادها الأوائل الذين صنعوا أمجادها وشكلوا تاريخها الحافل بالمواقف الوطنية والذكريات الخالدة التي وثّقت تاريخ مصر الحديث.

ويُعد صالح مهران أحد الأصوات الإذاعية المعدودة التي عرفها الشارع المصري في فترة توهج الإذاعة واعتماد المصريين على الراديو كمصدر رئيسي في نقل ومعرفة الأخبار في حقبة الرئيس جمال عبد الناصر وأوائل عهد الرئيس محمد أنور السادات.

بدأ صالح مهران حياته العملية كمقدم للنشرة، حيث زامل الإذاعي القدير فاروق شوشة في أول نشرة قدمها في رمضان عام 1962، ومنها تدرج في المناصب داخل الإذاعة إلى أن تولى غدارة التخطيط الموسيقي والغنائي عام 1991 وكانت من أهم الإدارت التي تقوم عليها الإذاعة آنذاك.

"تم رفع العلم المصري على الضفة الشرقية للقناة" كلمات انطلقت عبر أثير الراديو بصوت صالح مهران عام 1973 أثناء حرب أكتوبر المجيدة تبعتها فرحة عارمة في كل أرجاء مصر.

خبر البُشرى بالانتصار في حرب أكتوبر وعبور القناة دوى في مسامع وأرجاء المحروسة بصوت صالح مهران، وكتب تاريخا جديدا لمصر، حيث كان شرفا عظيما للإذاعي الراحل وموقف خالد في مسيرته العملية.

المشهد الثاني لـ صالح مهران نشرته ابنته الإذاعية القديرة أميمة مهران التي نشرت له صورة بجوار جمال عبد الناصر في أحد خطاباته، حيث نقلت الصورة مصحوبة بما كتبه والدها تعليقا عليها "عبد الناصر، خروشوف، والمذيع.. مع عبد الناصر شاهدت معظم زعماء العالم عن قرب".

وبصوت عبد الناصر، احتل الراديو المصري مكانة عزيزة في قلوب كل المصريين.. كل العرب.. كل الأفارقة.. وكل الشعوب المحبة للحرية والعدل والمساواة في آسيا وأوروبا والأمريكتين.

فارق صالح مهران الحياة اليوم، الثلاثاء 9 فبراير، عن عمر ناهز 84 عاما بعد صراع مع المرض.

وولد مهران في 5 سبتمبر عام 1937 فى منطقة الزيتون بالقاهرة.

وأعلنت الإذاعية أميمة مهران تفاصيل جنازة والدها حيث قالت: "الصلاة على والدي بعد صلاة الظهر في مدافن الأسرة عند مقابر الكومنولث، لن نقيم عزاءً نظرًا للجائحة".