الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علامة استفهام


أب يقتل طفليه وقام بإلقائهما في البحر، أم  تجردت من كل المشاعر فقررت أن تقتل طفلتيها وقامت بوضع لهن دواء يقوم بقتلهن على المدى البعيد من أجل التخلص منهن والطلاق من زوجها، أب قرر أن يتخلص من نجله بذبحه بإستخدام قطر طبى  بسبب معاناة الابن بوجود كهرباء زائدة على المخ،  وىخر يقوم بتعرية طفلته التى تبلغ من العمر عام واحد لإشعال النار فيها نتيجة خلافات بينه وبين زوجته لولا تدخل المارة.

  واصبح قتل الابناء عناوين مالوفة  في صفحات الحوداث  لجرائم غير مالوفة علي المجتمع المصري المشهود له بالسماحة والطيبة وحسن الخلق .

لم يكن العنف مطروحا علي المفردات السلوكية  للمجتمع المصري حتي وقت ليس بالبعيد لكنه تغلل اليها شيئا فشئ  نتيجة الغزو الثقافي والاعلامي  الذي افرز مفاهيم ومفردات غريبة علي المجتمع المصري تسللت  لشرائح لا يستهان بها.
  
وحدث الاختلال  الذي اصاب قيم عدة وتشوهت العديد من الثوابت المجتمعية واختلطت المفاهيم الدينية الامر الذي  ادي الي النيل من بعض القيم الاصيلة واختلت الموازين واعتلت المقاييس‏ وضلت شريحة ليست بالقليلة وفقدت البوصلة الاخلاقية. 

تلوث سمعى وبصري وعشوائية ممنهجة  افرزت انفلاتا سلوكيا واكبه تحول في جميع  المناحي وعادات غريبة علينا ومفاهيم القسوة عنوانها الابرز وشيئا فشئ واصبح انتهاج القسوة والعنف خاصة بين ذوي الروابط القوية مثل الاباء والابناء امرا يدعو للقلق فالحالات الفردية اصبحت متكررة واخشي ان تتحول  الي حد الظاهرة .

فبعض الحوداث اصبح  مخيفا في دلالاته والمنحنى في ازدياد وناقوس خطر يضع علامة استفهام كبيرة حول دور الاسرة التي اصبحت مشغولة عن ابنائها وهل فقدت روابطها الاجتماعية التي تقف حائط صد يكبح جماح العنف كما كان في الماضي عندما كانت الاسرة هي النواة الصلبة ضد الهجمات الشرسة لحلحلة التماسك المجتمعي ومحاولات تجريف الشخصية المصرية.

وللاسف مع كل واقعة أو جريمة يسرع المحللون بتبريرها انها حادثة فردية وظواهر دخيلة وشئيا فشئ اصبح كل طارئ مستغرب مألوف مستأنس وماخفي كان اعظم وفي كل مرة نكتفي بالاستنكار والاندهاش.

افيقوا فاذا لم تتم دراسة هذه الجرائم المتكررة فنحن امام خطر داهم وعنف وتطرف يتمددان داخل المجتمع الذي اخشي ان يبتعد بسلوكياته عن التسامح والرحمة الذي  متمسكا بهما تحول بات يطرح الكثير من التساؤلات اهمها ما الذى تغير فى القاموس الاخلاقي والاجتماعي للمجتمع المصري؟ وكيف نعالجه وما هو دور التعليم والثقافة بروافدها الناعمة والاعلام التوعوي.

نوعية الجرائم التي  يشهدها المجتمع المصرى كل يوم تجاوز المقبول وكلها تكشف عن عطب وخلل واضح وامراض اجتماعية فجة .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط