الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمود بكري يكتب: الأمريكان وحقوق الإنسان (2)

صدى البلد

تزعم الولايات المتحدة الأمريكية أنها تأسست على حقوق الإنسان، وتصف نفسها بأنها المدافع عن هذه الحقوق حول العالم، ولهذا تقوم بإصدار تقارير حول حقوق الإنسان بالدول الأخرى من خلال تجميع التلميحات والشائعات، وتستخدم هذه التقارير كشماعة للتدخل في شئون الدول التي لا تتوافق مع مصالحها الاستراتيجية.

وما يدعو للسخرية من تلك المزاعم، أن أمريكا ترفض التصديق على العديد من الاتفاقيات الدولية الرئيسية لحقوق الإنسان، بما في ذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وإتفاقية حقوق الطفل، وإتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة .. والأمر الأكثر دهشة، أن الولايات المتحدة لها تاريخ ممتد وعريق في انتهاكات حقوق الإنسان وخصوصية الأفراد والدول، فقد نفذت ما عرف بمشروع " بريزم" الخاص بعمليات الرصد والتنصت طويلة المدى بشكل مكثف على الاتصالات داخلها وخارجها على حد سواء، مرتكبة بذلك مخالفة صريحة للقانون الدولي وانتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان ... كما قامت بالتعدي المباشر والعلني على بلدان ذات سيادة كالعراق وأفغانستان وسوريا وغيرها، مستخدمة حقوق الإنسان كمبرر للدموية التي ارتكبتها بحق هذه البلدان، فقد أنفقت4.2  تريلون دولار أمريكي على الحروب التي شنتها منذ العام 2001، وكانت معظمها حروبًا أحادية الجانب، دون موافقة من مجلس الأمن الدولي أو الكونجرس الأمريكي، وتسببت هذه الحروب في خسائر بشرية كبيرة وأخرى فادحة في الممتلكات، مما تسبب في وقوع كوارث مروعة لحقوق الإنسان، نتج عنها سقوط أكثر من 800 ألف قتيل وملايين اللاجئين والنازحين.

ففي العراق على سبيل المثال، وبحسب تقرير منظمة العفو الدولية ، ارتكبت قوات الاحتلال الأمريكية انتهاكات " شديدة جدًا " لحقوق الإنسان، وقالت المتحدثة باسم المنظمة آنذاك " أصبنا بخيبة أمل لأن حقوق الإنسان استخدمت كمبرر لشن حرب في العراق، والآن يتعرض العراقيون لانتهاكات حقوق الإنسان"، كما نددت المنظمة بالأوضاع اللانسانية والتعذيب في مراكز اعتقال من بينها سجن أبو غريب سيئ السمعة.

كما استخدمت الولايات المتحدة كافة أنواع الأسلحة والأساليب في اعتداءاتها على الشعوب، والمثال الأكثر صرامة هو استخدامها القنابل الذرية ضد اليابان في أثناء الحرب العالمية الثانية، واستخدام السلاح الكيميائي في حرب فيتنام، بجانب ممارسات التعذيب الوحشي المنافي للإنسانية ضد المواطنين والمقاتلين الفيتناميين، وتعرض آلاف الفيتناميات لعمليات اغتصاب متكررة وجماعية على يد الجنود الأمريكيين، وغيرها من وسائل التعذيب المخيف مثل وضع الرؤوس في الماء لفترة طويلة، وتعليق الأسير خلف عربه وجره في حقول الأرز حتى يموت، والرمي من المروحيات أثناء تحليقها، والسحق تحت جنازير المصفحات.


وبرغم كل هذه الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة بحق الإنسانية والشعوب، ما زالت تظهر نفسها على نحو خادع بأنها " نموذج يحتذى " للدفاع عن حقوق الإنسان... وتناست أن للشعوب عيون مبصرة.

وللحديث بقية.