قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

الديون تحاصرها والسجن ينتظرها.. مأساة "نجوى" التي باعت كل ما تملك لرعاية أبنائها المعاقين

الأسرة
الأسرة
×

وجباتهم اليومية"عيش، ملح، طماطم" لا بديل آخر يسد جوعهم سوى هذه الوجبة التى تضر أكثر مما تفيد، فتراكم الديون و قسوتها، مع محاولة الهروب من شبح السجن الذى يهدد ربة المنزل، هو ما دفعهم للإكتفاء بهذه الوجبة المتواضعة لسداد ما عليهم من ديون والتزامات للكثير من الجمعيات بقنا.

الديون لم تكن وليدة اللحظة أو للإنفاق على أمر ترفيهي، لكنها تراكمات سنوات، للإنفاق على نجليها المعاقين بأمراض ذهنية، و تكاليف تزويج نجلتها التى تأخر زواجها لسنوات لعجزهم عن تجهيزها، فضلًا عن الإنفاق على 3 آخرين من الأبناء الذين تم إخراجهم من التعليم لعدم القدرة على تلبية أبسط الاحتياجات المعيشية.

الوضع داخل المنزل، لم يكن أيسر حالا من ربة المنزل التى رسم الحزن ملامحه بقوة على وجهها، فالكلمات الصماء مهما كانت قوتها لن تعبر عن المأساة اليومية التى تعيشها ربة المنزل و أطفالها، خوفًا من أحكام السجن التى باتت قريبة من التنفيذ، وهو ما يعنى حرمانهم من مصدر رعايتهم.

مسكنهم المتواضع بمنطقة الشيخ حسين، بمركز نقاده، خلا من معظم الاحتياجات الأساسية، على رأسها ثلاجة لا يجدونها لخفظ الأنسولين لعلاج الأم المصابة بمرض السكر منذ فترة طويلة، و لم ينام الأطفال على أسرة آدمية إلا من فترة بسيطة من خلال أهل الخير الذين وفروا لهم الأسرة بعدما كانوا ينامون على البلاط، بعد بيع كل ما يملكون لسداد جزء من الديون.

قالت نجوي محمد "ربة منزل" كنت أعيش حياة مستورة مثل بقية الأسر، فى شقة متواضعة بمنطقة الشيخ حسين فى مركز نقاده، أحاول تدبير نفقات علاج طفلين من ذوى الإعاقة، وكانت الأمور تسير بهدوء ، إلى أن حل موعد زفاف نجلتى، ما دفعنى للاقتراض من جمعيات أهلية لتدبير نفقات الجهاز، لكن بعد فترة ساءت الأحوال، وعجزت عن سداد الأموال التى اقترضتها ، حتى تراكمت الديون وعجزت عن السداد، مع الاحتياجات اليومية و العلاج اللازم لنجلاى المعاقين.

و تابعت محمد، و بعد فترة من المطالبات وجدت نفسى مضطرة لبيع اثاث المنزل و أصبحت الشقة خاوية إلا من آهاتنا و معاناتنا من حر الصيف وبرد الشتاء، و أصبحت وجبتنا اليومية عبارة عن "عيش، طماطم، ملح"، لتوفير جزء من المعاش الشهرى الذى يتقاضاه ابنى و بنتى المعاقين و المقدر بـ 400 جنيه، حتى أتجنب أحكام الحبس و السجن التى تحاصرنى من كل اتجاه.

و أضافت محمد، بأن زوجها المريض يحاول من خلال العمل باليومية فى أحد الأماكن الخاصة تدبير ما يمكن للهروب من شبح السجن، ودفع فواتير الماء و الكهرباء و الصرف الصحى التى تأتى عكس الواقع المرير الذي نعيشه داخل منزلنا الخاوى من أبسط الاحتياجات اللازمة للمعيشة.

و أوضحت محمد، بأن أهل الخير المجاورين لنا وجمعيات أهلية تكفلوا بإحضار بوتاجاز و آسرة لأبنائنا، بعدما كنا ننام جميعًا على الأرض بعد بيع كل محتويات المنزل لسداد الديون التى أغرقتنا، مطالبة الدولة بأن تنفذها من الديون و أحكام السجن التى تحاصرها رحمة بها و بأبنائها خاصة المعاقين منهم والذى لم يكون لهم بديل غيرها يرعاهم بعد الله.

اقرأ أيضًا :