الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حمدى متولى يكتب: حكايات تليفزيوينجى «7».. فن الإدارة

صدى البلد

نعم الإدارة فن وتعلم وممارسة وخبرة والمدير لا بد أن تكون له مواصفات خاصة جدا أولها الحكمة، ومن أوتى الحكمة فقد آتاه الله كل شيء.. أن يكون هادئ الطباع فى معظم الأحيان وأن يكون مثقف ويعلم الكثير عما يديره .. أن يتدرج فى العمل الذى يتولى قيادته حتى يمكنه التصرف فى صغائر الأمور وأهمها.

وهذا هو التليفزيون المصرى حيث تحضرنى قيادة لها بصمات فى كل مكان وطأت فيها قدماها أو عملت بها.. هى الإعلامية القديرة الراحلة سهير الأتربى، فمنذ أن كانت مذيعة وهى إعلامية متميزة ومختلفة وظلت هكذا فى كل منصب تولته، فعندما تولت رئاسة القناة الثانية كانت لها بصمات وخبرات فى التعامل مع الزملاء، وكانت تعرف إمكانيات كل من يعمل عليها، وتلك هى مميزات القيادة المتميزة.

كانت سهير الأتربى من المتميزين ولذلك فقد تم استكمال الأعمال الناجحة بل وقامت بدعمها كما فعلت فى برنامج «وقائع مصرية» الذى وصل الأمر فيه إلى متابعتها مراحل التصوير والمونتاج بنفسها والذى كنت أعمل به مساعدا فى ثمانينيات القرن الماضى، ونفس الشيء فعلته مع آخرين وآخرين.

فقد كانت القناة الثانية فى عهدها لمها ما يميزها ويجعلها أكثر تفوق على مثيلاتها من القنوات، فتم تصعيد الإْلامية القديرة لتصبح هى مؤسسة للفضائية المصرية وأول رئيسة لها، وتميزت أيضا القناة فى عهدها ولأنها صديقة للجميع وتعرف قدرات ومميزات كل من يعمل معها، فقد أصبحت من الرموز في عالم الإعلام، قم تولت بعد ذلك رئاسة قطاع التليفزيون وهى أكثر خبرة وحكمة، فأصبحت سهير الأتربى من الأسماء اللامعة فى الإدارة لما تتميز به من القدرة على اتخاذ القرار، وقد كنت شاهدا على الكثير من هذه المواقف وشاركت فيها.. لذا كان يقال دائما «المدام سهير قالت.. فلا تقلق» لأنها تعرف قرارها ولا تتراجع فيه.

سهير الأتربى الإعلامية القديرة ما أكثر مواقفى معها وحاصة عندما كانت رئيسة للقناة الثانية وفى الفضائية المصرية عندما كنا نؤسس لهذه القناة الوليدة.

لن أنسى القديرة سهير الأتربى وأياديها البيضاء على أجيال عديدة.. لا أنسى إرسالها الوردو على المنزل بعد زواجى لتهنئتى رطريقتها الرقيقة والراقية.. لن أنسى بعد أن تركت التليفزيون وخرجت على المعاش وتولت بعدها رئاسة لجنة التراث لقدرتها وإمكانياتها الكبيرة، وسألتنى وقتها عما أشغله فى التليفزيون من مناصب، فقلت لها إنني مدير عام التنويهات فطلبت منى أن أنضم إلى لجنة التراث مع النخبة من الإعلاميين منهم الصديق الإعلامى الكبير وجدى الحكيم والإعلاميين عزة الأتربى وفاطمة فؤاد وعباس سمير وغيرهم من قطاعات ماسبيرو المختلفة، وتك تكليفى بعمل برنامج عن التراث مع الجميل وجدى الحكيم والذى لم يمهله القدر لخروجه إلى النور.

رحم الله سهير الأتربى ووجدى الحكيم.