الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الشناوي يكتب: مصر تسحب الجميع نحو مرادها الأخير

صدى البلد

إنها مصر يا سادة بلد التاريخ الكبير؛وآلاف السنين من الحضارات؛عمود الخيمة؛ورمانة الميزان؛رأس جسد الشرق الأوسط؛وقلب العروبة؛قد يمرض جسدها أحيانا ولكنها لا تموت؛ولئن قدر الإله مماتها فلن ترى الشرق يرفع الرأس بعدها أبدا .

توالت عليها السنون؛وتعاقبت عليها الأحداث؛فلا تراها إلا كالطود الأشم شامخة؛خضعت لها رقاب الجبابرة؛وتحطمت على عتبات مجدها جماجم القياصرة؛ما رماها رام إلا وعاد رميه إلى نحره فأرداه قتيلا .

حراس معبدها على ثغرها مرابطون؛هنا وهناك يتحركون؛يديرون المشهد تلو المشهد؛لا ينتظرون الخطر لمواجهته؛بل يركضون نحوه؛بحسهم المستيقظ؛وضميرهم الحي؛فتصيب لعنتهم كل من يحاول النيل أو حتى الاقتراب .

من تآمروا بالأمس على المحروسة؛خانهم الحظ والتوفيق؛ها وقد غاب عنهم في لحظة من الحول والغرور أن الأسد في عرينها؛تكشر عن أنيابها؛لتفرم كل متآمر هنا أو خارج هنا.

ما كان الخريف العربي إلا نارا حامية كادت أن تأكل الأخضر واليابس؛لو عناية رب العالمين سبحانه وتعالى 
مصر حين أرادوا لها الشر؛سحبت الجميع نحو مرادها الأخير.

مؤامرات حيكت ونسجت حبالها بظلام ليل بهيم؛بمباركة من البيت الأبيض والذي حمل ملف الإرهابية على عاتكه؛وصولا بها إلى سدة الحكم؛,عنوة تحت التهديد بتفجير البلاد؛قبيل اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية؛حيث قرر وقتها  حراس المعبد التضحية بالجنين من أجل انقاذ الأم.

مراوغة وانسحابا تكتيكيا من أرض المعركة شيئا قليلا؛ليعاودوا الكرة مرة أخرى؛تحريرا للبلاد من رق الجماعة ومخالبها .

أصيب الكثير منا يومها بخيبة الأمل؛يوم أن رأينا الشماريخ والأسلحة النارية تطلق طلقاتها فرحا منهم بتربعهم على عرش المحروسة!

لم نك نعلم كما لم تعلم الجماعة أن الانسحاب المؤقت خطة استراتيجية لتحقيق النصر المؤزر!
انطلق مكتب الارشاد هنا وهناك؛محاولا الاستحواذ وبنهم شديد على مفاصل الدولة ومؤسساتها؛بل والتدخل في شئونها السيادية(الخط الأحمر)!

فقدت الدولة هيبتها؛وتراجع دور مؤسساتها؛ناهيك عن أزمات الوقود؛وعمليات السطو والنهب والتخريب وخطف الجنود؛ليخرج علينا رئيس الجماعة مناديا بضرورة المحافظة على أرواح الخاطفين والمخطوفين على السواء؟!
لم تتغير قناعات الجمعية العمومية للشعب المصري؛بأن هذه الجماعة فاشية؛تسير بسفينة الوطن نحو المجهول فتكاد أن تغرقها .

فتحركت القيادة العسكرية لكونها الأمل الأخير لإنقاذ البلاد .
فخرج الشعب وقال كلمته وهنا أصيب البيت الأبيض بنوبة من الإسهال والغثيان المفاجئ؛حيث الجماعة كانت تقاضت مليارات الدولارات؛من إدارة (أوباما)بيعا لسيناء مقابل تهجير الفلسطينيين إليها؛كي تهنأ إسرائيل هناك في القدس والتي بعد خيبة الأمل والمسعى أعلنت عاصمة لإسرائيل!

حاول(أوباما)مكالمة المشير السيسي حيث كان وزيرا للدفاع والذي رفض الأخير التواصل معه معللا ذلك بأن البلاد أضحى لها رئيسا مؤقتا(عدلي منصور)وهذا هو البروتوكول المتعارف عليه دوليا!

لم تنس القيادة المصرية موقف البيت الأبيض في أحداث 25 يناير وما تلاها؛من فتح للسجون؛وقتل للمتظاهرين؛وما موقعة الجمل عنا ببعيد!

وكيف ننسى أيضا تحرك الاسطول الامريكي قبالة السواحل المصرية؛تمهيدا لإعلان محمد مرسى العياط رئيسا للجمهورية!

واليوم وبعد إدراكى أهمية المرحلة التى تمر بها مصر، وهى تمضى على درب تأسيس دولة حديثة ذات استقلال وسيادة وطنية، ويقينى بأن مثل هذه الخطوة سوف تستجلب على الدولة المصرية- نظامًا وشعبًا- الكثير من المخاطر والتحديات من قبل قوى داخلية ظلامية لا ترى فى مصر وطنًا بقدر ما ترى فيها مطية لتحقيق مصالحها الخاصة، ومصالح قوى خارجية داعمة لها، ليس فى مصلحتها أن تتحرر الإرادة الوطنية المصرية، ولا أن تستعيد مصر قوتها وتأثيرها الإقليمى والدولى؛ لأن ذلك يضر بشدة بمخططاتها الرامية للهيمنة على المنطقة.

وإن كنت أؤمن بأن التاريخ لا يعيد نفسه؛ إلا أنني أؤمن حق الايمان بأن مصر تعيش اليوم معركة لا أقول تشبه حرب الاستنزاف؛أو السادس من اكتوبر ؛بل إن هذه المعركة تفوق ذلك حجما ووصفا.

وكيف لا وهي معركة المصير(البقاء أو الفناء إلى الأبد).
ورغم ايماني الشديدأيضًابأن لكل مرحلة رجالها؛وايدلوجية قيادتها؛فإن مصر  اليوم بقيادتها السياسية الحكيمة؛وبما تحمله من حقائب دبلوماسية؛تتحرك بثبات وقوة؛بعدما هدمت أحلام الطامعين بحرفية كبيرة لا نظير لها .