EN 
ربما أصبحت حكايات النصب التي يقوم بها بعض الاشخاص ضد المواطنين والاستيلاء علي أموالهم ، متكررة خلال الفترات الأخيرة بشكل يثير الريبة والتساؤلات المشروعة حول مدي قدرة النصاب علي إقناع الناس بتوظيف أموالهم بعيدا عن الحكومة وفوائد البنوك وغيرها من الجهات الاستثمارية الحكومية . وجرائم توظيف الأموال والتي كانت حديث الثمانينات من القرن الماضي أثناء وجود " الريان " لتوظيف الأموال ، هي الجرائم التي يخطط لها وينفذها شخص واحد أطلق عليه الاعلام مؤخرا مسمي " المستريح" وكانت احدث هذه الحوادث والجرائم هي واقعة "مستريح المنيا"الذي استولي من المواطنين علي مبلغ مليار ونصف المليار جنيه في بضعة شهور ! بعدما اوهم الضحايا بقدرته علي اعطاءهم فوائد تصل إلي ١٥٠% شهريا بمعني إذا أخذ مبلغ ١٠٠ الف جنيه يعطي الضحية ١٥ الف جنيه شهريا !!
وبشكل يفوق تماما فوائد البنوك التي انخفضت الي ادني مستوياتها و بشكل غير مسبوق وصلت إلي 8% وكسور وهو ربما الأمر الذي جعل المواطنين تلجأ بمحض إرادتها الي الشخص المستريح طمعا في أرباح وفوائد اكبر من البنوك شهريا ، والمستريح يعلم ذلك بل يتوقعه!
الأمر الآخر هو أن المستريح ويساعده في هذا الأمر مجموعة كبيرة من المستريحيين الفرعيين الذين يمثلون داعم للرأس الكبيرة في عمليات النصب والاجرام وفي بدايات عمليات النصب حتي نهايتها!
و يوجد المستريح في كافة محافظات مصر نتيجة اعتماده علي جشع وطمع أصحاب الأموال في الحصول علي ارباح كثيرة ويستمر في منحهم فوائد شهرية لمدة ٣ اشهر متتالية ثم يختفي عن الأعين دون رجعة وهناك قضايا في المحاكم منذ سنوات طويلة وحاليا ولم يفصل فيها القضاء ولم يحصل الضحايا علي حقوقهم من المستريح بسبب عدم التمكن من القبض عليه بأي صورة من الصور !
ربما إذا لجأت الحكومة الي رفع قيمة فوائد البنوك الي مستوي مقبول يمكن من خلاله قيام المواطنين بعمليات إيداع الأموال في البنوك بشكل آمن وافضل من اعطائها لمقاول أو مستريح ما وهو راضي تماما وهناك ضحايا كثيرون في محافظة قنا مثلا بنجع حمادي لمستريح جديد تم القبض عليه وحبسه ولكنه يرفض إعطاء حقوق الضحايا ويوافق علي أن يظل بالسجن !
ومن ثم ينبغي علي مجلس النواب أن يغلظ من العقوبات علي كل مستريح جديد يظهر بشكل تصل إلي الإعدام شنقا لانه استحل لنفسه أموال تعب وشقاء وحرمان لأشخاص لا حول لهم ولا قوة ويستولي عليها بسهولة ويختفي عن الساحة تماما حتي يمكنه من إنفاقها في أشياء عديدة خاصة به وحتي يكون عبرة للآخرين الذين تسول لهم أنفسهم تقليده والاستيلاء علي أموال العامة دون وجه حق ..ولابد من زيادة فائدة البنوك وتوسيع مجالات العمل في المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتدعيم الاعمال الشبابية والأفكار الصناعية والتجارية الجديدة ،و تغليظ العقوبة القانونية ضد هؤلاء الأشخاص الملقبون بالمستريح لانه سيظل مستريح ،بينما أصحاب الحقوق سيظلوا اشقياء ومهمومين !!
