EN 
لفت انتباهى الجماهير المشجعة للنادى الأهلى فى مباراته مع نادى الدحيل القطرى، اللافت ليس الكم بل السعادة التى تعتلى هذه الوجوه التى حرصت على مساندة ومؤازرة الفريق الأشهر مصريا وعربيا، وبعد أيام من الممكن أن نقول عالميا.
مشاهدة هذه الجماهير وطريقة التشجيع وملامح الحب والسعادة كافية بترك رسالة تقول مفرداتها أن السياسة لا تستطيع ان تتحكم فى تصرفات المواطنين، وبأن القوى الناعمة قادرة على فعل ما تعجز عنه كافة مفردات جهابذة التشريعات السياسية والبروتوكولات الدولية.
فبعيدا عن التعقيدات والمسميات والمفردات السياسية بدت الحياة فى هذا اليوم الرياضى متناغمة جميلة وظهرت الصورة مفعمة بالحب والود لتزيل فترة ليست بالقصيرة من الجمود السياسى الذى شهدته الأجندة العربية السياسية.
(الكوره) كما تنطق شعبيا قالت كلمتها فى مباراة الأهلى والدحيل وأكدت أن الشعوب تجرى وراء أحلامها ولا تتوقف أمام علاقات تجمدت أو انقطعت أو انتهت، فهى تبحث لفريقها عن الدعم والمؤازرة فى أى مكان وزمان ووسط أية أجواء.
السياسة قد تفرض نفسها على كافة أنواع ومناحى الحياة إلا الرياضة فهى الوحيدة التى تتخطى العقبات السياسية وتتحداها بل وتجعل فرحة الانتصار والنجاح تبتلع ما سبقها من متاعب وأزمات.
الحديث عن السياسة والكورة ومختلف أنواع ما يسمى بالقوى الناعمة يعيدنا إلى مقارنة ما فعله العالمى المصرى محمد رشوان لاعب الجودو فى اليابان من تنازله عن هزيمة منافسه لعلمه أن به علة أثناء المباراة؛ ليسلم رشوان نفسه إلى خصمه ليهزمه بكل رجولة وشرف ليصبح بعدها رشوان نجم اليابان والعالم كله وتتحدث عنه كافة وسائل الإعلام ويدرس ما فعله فى المحافل الرياضية، ما فعله رشوان تناقض كلية مع ما فعله لاعب مصرى آخر فى إحدى البطولات العالمية حينما رفض السلام على منافسه الإسرائيلى الذى فاز عليه وجاء مصافحا إياه كإجراء وتقليد رياضى.
الموقفان محركهما الأول السياسة ونتيجتهما حفظت فى ذاكرة العالم كله بسلبيتها وإيجابيتها لتتواصل المعانى والمفاهيم حتى يومنا هذا ويسطر المشجعون الكرويون مفاهيم راقية للرياضة رافضين إقرانها بالسياسة.
قديما قالوا لو تركت للشعوب فرص التسوية والإصلاح لقاموا بالأفضل والأسرع.
