الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.أحمد سعد عقل يكتب: ويسألونك عن الوائدين؟!

صدى البلد

"وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ"
.. كان العربُ في الجاهلية، إذا بُشّر أحدُهم بالأنثى، اسود وجهُه، وكره أن يعيره قومه بميلاد أنثى، ظنًا منهم أنها ستجلب له العار، ولن تحمل عنه متاعب الحياة، وسيظل طيلة حياته في حراستها، فيرتكب الجرم الأكبر، ويبوء بالخسران الأعظم، فيدسها في التراب حية، أو يقتلها وينتهي أمرها، ثم ما يلبث أن يصيبه شؤم فعلته، فلا يسعد بنوم، ولا تستقيم له حياة؛ ذلك لأنه تحدى قدرة الخالق الرازق، وقتل نفسًا حرم الله قتلها، وعاث في الأرض فسادًا، وكأنه قتل الناس جميعًا، فبدلا من أن يستريح بفعلته، فإنه يشقى بجرمه وجريرته، وبدلا من أن يعيش حياة خالية من العار، يحيا حياة مليئة بالذل والانكسار.

ثم في الآخرة.. ستقف الموءودة بين يدي ربها، وتُسأل عن الذنب الذي قُتِلَت به. فهل بجيب القاتل ويبرر فعلته؟
والمجتمع الآن يعج بكثير من أمثال هؤلاء الوائدين؛ فقاتلوا العفة والطهر وائدون وسيُسألون عن جرمهم، وآكلو لحوم الناس بالباطل، الخائضون في أعراضهم وائدون، المتكبرون والمتجبرون على خلق الله بغير حق وائدون، الذين يستغلون ما مكنهم الله فيه فيظنون أنفسهم آلهة من دونه، وتأخذهم العزة بالإثم، فلا يرتدعون، ولا إلى الحق يعودون، كل هؤلاء وائدون، الذين يقضون على إبداع العقول المفكرة في الخير والحق وائدون، تموت معهم قرائح أفكارهم، ولكن لا يموت جرم القاتلين.

فليحذر الذين يئدون الحق والخير والفضيلة أن يصيبهم شؤم ما جنت أيديهم خسرانا في الدنيا، وخزيا وعقابا في الآخرة.

الديان لا يموت.