عرف اهالي الواحات بالوادي الجديد"الطوب اللبن " منذ القدم وشيدت به الدواوين ومنازل الأعيان، أما عامة الناس فكانت منازلهم عبارة عن عشش وأكواخ من الطين.
يقول المواطن جمال أبو زيد، من أهالي حي عين الدار بالخارجة، ان جميع بيوت البسطاء في الماضي بنيت بالطوب اللبن، ولم يكن أحدًا يعرف الطوب الأسمنتي، وكانت هناك مجموعات من الشباب مخصصو لمسح الطوب اللبن، فجميع منازل الواحات بنيت بالطوب اللبن.
وأضاف أن مسح الطوب ينقسم إلى نوعين طوب نيئ أولبن وطوب محمي ظهر في أواخر الستينات وكان مسحه يتطلب فورمة من الحديد، أما الطوب اللبن فيحتاج قالبا من الخشب.
اقرا ايضا:
محمية طبيعية وأثرية.. منطقة اللبخة
مركز استشفائي وسط صحراء الوادي الجديد
يقول سالم الفرفروني، محترف في مهنة مسح أو ضرب الطوب من عشرات السنين, إنه أمتهن حرفة ضرب الطوب من حوالي 40 سنة ,وكانت مهنة صعبة وشاقة، وكانت بمثابة فرصة العمل الوحيدة للشباب في أجازة المدارس، حيث كان يلتف حوله العديد من الشباب ليعمل معه في مهنة مسح الطوب لتوفير مصاريف المدارس.
وأوضح الفرفروني، أن عملية ضرب الطوب تبدأ أولا بتجهيز الرمل والطفل ثم يتم عجنه داخل معجنه مخصصه لذلك وبعد ذلك يتم تجهيز قالب خشبي يستخدم لمسح الطوب، مشيرا الي أن معظم البيوت الريفية المتواجدة من صنع يده.
وتابع إن مرحلة مسح الطوب يليها مرحلة البناء والبناء بالطوب اللبن عبارة عن رص قوالب بنظام خاص وربطة ببعضة بالمونة للحصول على كتلة واحدة جميع أجزائها متماسك بشكل يضمن حسن مقاومتها للأحمال الزائدة التى تتعرض لها , مشيرا الي أن هناك أحياء في الخارجة القديمة والداخله بنيت بالكامل بالطوب اللبن فضلا عن القري الاسلامية والتي مازالت متواجده حتي الان .
واكد خالد عبد الرحيم أن اهالي الواحات يعرفون مهنة ضرب الطوب، وكانوا يدربون الشباب منذ الصغر على تلك المهنة للعمل بها في وقت أجازات المدارس ، أما الآن فمهنة مسح الطوب تراجعت أمام الطوب الاحمر والطوب الاسمنتي والخرسانه المسلحه , حيث ظهرت المباني المشيدة بالخرسانه المسلحه والطوب الأحمر بالرغم من تكلفتها الباهظه في القري والمدن .
يقول ماجد سليم باحث في تراث الواحات انه بالرغم من ظهور المباني الحديثه واختفاء المباني التي شيدت بالطوب اللبن ,إلا انها بدأت في الظهور مرة أخري حيث يتنافس أصحاب القري السياحية علي الطوب اللبن لتشييد المنشآت السياحية بالخامات البيئية البسيطة والتي تتمثل في الطوب اللبن .
وأضاف سليم أن البيوت المشيدة بالطوب اللبن تعتبر ذات تكييف رباني لها فوائد صحية كبيره أولا أن هذه البيوت لا تدخلها الرطوبه فضلًا عن كونها دافئه في فصل الشتاء ورطبه في فصل الصيف بدون أي تكييفات ,والقري التي شيدها المعماري العالمي حسن فتحي خير دليل علي ذلك حيث تم تشييدها بالطوب اللبن والخامات البيئية.