سونيا بوماد:
- تجربة الحرب قادتني للكتابة
- مصر بلدي ومسئولة عنها
- الغرب يحكون واقعنا في روايتي
- محاكمة زيوس وراؤها فنان لبناني
- روايتي الجديدة أصلها يعود لـ هتلر
قصة ملهمة ومليئة بالكفاح والإيمان وسط العديد من المواقف الصعبة والأيام المريرية كانت وراء دخول سونيا بوماد عالم الكتابة كروائية لبنانية ونمساوية في آن واحد، قادتها تجربة الحرب وصوت الموسيقى والرصاص معًا إلى كتابة يومياتها لتكتشف قدرتها الكبيرة على الكتابة ومن ثم تحقق أول أعمالها وهي سيرتها الذاتية «الرصاصة الصديقة» نجاحًا باهرًا وتصدر بلغات عديدة .. التقى موقع «صدى البلد» الكاتبة والروائية سونيا بوماد للحديث معها حول دخولها عالم الكتابة، وحياتها الآن في مصر، إضافة إلى سر عملها المسرحي الأول وروايتها المستقبلية.
أدارت أزمتها
بدأت الكاتبة اللبنانية والنمساويةسونيا بوماد،حياتها كمدرسة بيانو ثم أصيبت ابنتها برصاصة في رأسها جراء اعتداء إسرائيلي عام 2006 على لبنان فقررت أن تهاجر على إثره إلى النمسا لعلاج ابنتها ومعها ابنها أيضًا في حادثة قلبت حياتها رأسًا على عقب لكنها كانت مليئةبالكفاح والإيمان مع حسن إدارة للأزمات والتركيز على الإيجابيات لمدة تزيد عن 15 عامًا.
تتذكر «سونيا» تفاصيل دخولها عالم الكتابة في ندوة بـموقع «صدى البلد» قائلًا: «سافرت على أوروبا لعلاج ابنتي، وأقمت لمدة ليست بالقليلة في أحد مخيمات اللجوء، وكانت الحادثة بالنسبة لي مواجهة مع الذات دفعتني إلى كتابة يومياتي، وشجعني على ذلك حبي الشديد للقراءة، ثم طلب مني عدد من أصدقائي كتابة قصة ابنتي، وبالفعل كتبت سيرتي الذاتية في كتاب حمل عنوان: «الرصاصة الصديقة» بين طياته تجربة الحرب والإعاقة ونوتات الموسيقى.
تؤكد الكاتبة اللبنانية النمساوية أن هذه الأزمة هي من صنعتها ككاتبة خاصة بعد عملها كمساعدة اجتماعية في مخيمات اللجوء تقدم العون لكل محتاج في تلك المخيماتبعد إن كانت هي وأولادها يتلقون المساعدة فيها،وبين محاولات انتحار فاشلة وتلقى للعلاج النفسي في صراع مع الموت والإعاقة أصبحت سيرتها مشروع كتاب عام 2007، ثم أرسلته لدار النشر عام 2010.
عادت سونيا بوماد إلى لبنان بعد 11 سنة من الغربة تغيرت خلالهم كثيرًا للأفضل حيث علمت اللغة العربية للأجانب وشاركت في أنشطة عديدة لحقوق الإنسان، كما ألفت العديدة من الروايات، أبرزها: «كايا» وهي فانتازيا وواقع يعتمد على شخصية أميرة أسطورية من العام 1500 ق.م بهدف إظهار صراع الإنسان مع الماضي من مبادئ وتقاليد إلى الأمر الواقع حديثًا.
وحققت رواية كايا مزيدا من النجاح لها حيث طبعت منها 5 طبعات في وقت صدورها فقط، وبعدها بفترة قصيرة أصدرت رواية «التفاحة الأخيرة» عن حرب البلقان بين البوسنة والهرسك امتدادًا إلى الحروب التي استغلت فيها الساسة الدين لدعم فكرة الحرب، ومن روايتها أيضًا «أنا الآخر» وفيها تناقش فكرة الاستنساخ البشري من خلال الدخول إلى رحلة للمشاعر البشرية، وتعمل سونيا الآن على إصدار رواية عن الغزو الفضائي إضافة إلى تأليفها «محاكمة زيوس» أول مسرحية مونودراما للكاتبة.
توجه الكاتبة والروائية سونيا بوماد: «لا تلعنوا الأزمات، وإنما تعلموا فن إدارتها، فقد نضجت وتعلمت الكثير من تجربتي، وكنت أم قوية، واستطاعت ابنتي أن تحرك يديها المشلولة، وتعود إلى لعب البيانو، وحاليًا أدرس الإعلام بجامعة فيينا، إضافة إلى الكتابة والعمل المستمر على تطوير الذات».
نجاحي بمصر
وأوضحت سونيا بوماد، أنها من أشد المتعصبين لمصر وتشعر بأنها بلدها ولا تقبل أي كلام سلبي عليها خاصة أنها حققت جزءًا كبيرًا من نجاحها بفضل مصر وشعبها.
وأضافت «سونيا» في ندوة بموقع «صدى البلد» أن الأوضاع في مصر أفضل من كثير من دول العالم بما في ذلك دول أوروبية، وأن المصريين يحتاجون إلى عدم الإنصات إلى السلبيين والمتشائمين.
وتابعت الكاتبة اللبنانية النمساوية أنها تشعر بأنها مسئولة عن كل جزء في مصر بما في ذلك المحافظة على الرصيف ونظافة الشارع، لافتًا إلى أنها تحاول من خلال كتابتها تعظيم قيمة الوطن في قلب كل شخص.
وأكدت الروائية سونيا بوماد أن مصر فعلًا أم الدنيا وأنها تشعر بالأمان فيها، لافتًا إلى أن الموجود بالنمسا موجود أيضًا بالقاهرة من ابتسامة الناس وعرضهم المساعدة إضافة إلى أجواء المحبة المنتشرة بين الناس على اختلاف حالاتهم.
ونبهت الكاتبة اللبنانية النمساوية: «بلادكم هي مسؤوليتكم، وسمعتها من سمعتكم، واللي بنتكلمه كل يوم بيشكل سمعة البلد، وبتمني إننا نحب وطنا، ونحكي عن الأشياء الإيجابية، وكل شيء هيتغير من حولنا، أنا مرة نزلت كنست الشارع».
رواياتيخيالية
تتميز روايات الكاتبة اللبنانية، سونيا بوماد بتفاصيل خيالية بعيدًا عن المنطق باستثناء سيرتها الذاتية الوحيدة التي جمعت بين الحرب والمعاناة وصوت الموسيقى، كما احتفظت بأسلوب الحياة العربي في كتابتها رغم إقامتها في فيينا.
ونبهت «سونيا» في ندوة لها بـموقع «صدى البلد» أنها تعتمد بشكل كبير في رواياتها على جعل الشخصيات الأسطورية من العالم الغربي تعيش قصصًا عربية بكافة تفاصيلها، معلقةً: «بأخد قصص من الغرب وأشرقها مما يُشعر القارئ بتميز رواياتي وإدراكها للواقع الآني».
محاكمة زيوس
وكشفت سونيا بوماد عن السر وراء عملها المسرحي الأول محاكمة زيوس الذي يعرض الآن على مسرح الهناجر بالقاهرة لمدة شهر يوميًا ما عدا الاثنين.
وأفادت «سونيا» في ندوة بموقع «صدى البلد» إنها كانت ترغب في دراسة المسرح منذ صغرها، ودفعها للكتابة المسرحية في الفترة الأخيرة فنان لبناني مخضرم يشبه شخصية زيوس.
وأوضحت الكاتبة اللبنانية النمساوية أنها في ذات مرة كانت تتابع عرض للمونودراما والتقت بهذا الفنان الذي شجعها على الكتابة فتحدت نفسها وكتبت أثناء العرض معالجة مسرحية.
ولفتت سونيا بوماد إلى أن هذا الفنان شهد لها بكتابتها المسرحية، وكانت يرغب في أدائها، لكن أصابته ظروفا مرضية، حتى تصادف لقائها بالمخرج والفنان عمرو قابيل أثناء وجودها في مصر، والذي قرأ المسرحية وأعجب بها كثيرًا.
وأشارت إلى أنه تم اختيار النص من بين ما يزيد عن 50 عرضا مسرحيا من قبل وزارة الثقافة المصرية، وأن المسرحية نظرة على العصر الإغريقي، الذي هو بداية المسرح في العالم، مؤكدًا أنه بعد انتهاء هذا العصر بدأت الديمقراطية والفكر البشري يدفع الناس إلى البحث عن المعرفة.
وواصلت أن مسرح المونودراما يعد من أصعب أنواع المسارح، حيث يعتمد على الممثل الواحد، وهي تجربة جديدة ومغامرة كبيرة يقوم بها الفنان عمرو قابيل الذي يقدم رؤية جديدة تعتبر مفاجأة للجمهور المصري، حيث يقدم شخصية درامية تمثل معادلا حركيا لبعض المشاعر والمواقف التي يتعرض لها زيوس وتقوم بهذه الشخصية الفنانة الاستعراضية، مروة مصطفى، ومشاركة الأداء الصوتي إهداءً من الفنانة القديرة، سوسن بدر.
وأكملت أن المسرحية تضم مجموعة من أهم المبدعين في المسرح المصري، فيقوم بتصميم الديكور الفنان، عمرو الأشرف، و أزياء ريم شاهين، وموسيقى حازم الكفراوي، في عالم ساحر مليء بالإثارة، كان مصدر إلهام دائم لكل عشاق الأدب والفنون، خاصة السينما التي تناولت قصصا وحكايات من خلال أعمال سينمائية ضخمة الإنتاج.
الغزو الفضائي
وبينت سونيا بوماد تفاصيل روايتها الجديدة والتي ستكون عن الغزو الفضائي مسايرة للأقوال المترددة من حين لآخر عن غزو الفضائيين للأرض بما فيها من مشاهد مسربة من أطباق طائرة وكائنات فضائية.
واختتمت الكاتبة اللبنانية النمساوية أنها بحثت في أصل هذا الأمر فوجدت أن حاكم ألمانيا النازية هتلر هو أول من عمل على تصنيع أطباق طائرة، وأنه بين الحربين العالميتين الأولى والثانية تسربت الفكرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومن ثم بدأت حملات التخويف من القادم المجهول.