الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زياد عبد التواب يكتب: سلسلة "ما"

صدى البلد

يشعر أغلب المثقفين ومحبو القراءة هذه الأيام بنوع من الحيرة وأحيانا نوع من العجز عن فهم أمور متعددة مما تدور حولنا فيكون الملجأ هو الذهاب إلى أحد المكتبات لمحاولة اقتناء كتاب أو أكثر فى فرع أو أكثر من فروع العلوم المتعددة وهنا تحدث الصدمة وتظهر أمور لا يمكن الإجابة عنها أو تفسيرها.

أسئلة كثيرة تطفو إلى السطح عند تصفح المطبوعات المختلفة بداية من اسم الكتاب وسمعة كاتبه ومدى إلمامه بالموضوع وقدرته على توصيل المعلومة وكذا أيضا سعر الكتاب وتباينه فربما نجد كتابا صغير الحجم لكاتب غير معروف يبلغ ثمنه عشرة اضعاف كتاب آخر لكاتب ومفكر كبير مثل عباس محمود العقاد...قضية متشابكة تتداخل فيها حقوق الملكية الفكرية ونوع ورق الطباعة واستراتيجية دار النشر ومدى حداثة او قدم الكتاب وربما أيضا هل الكتاب محلى الطباعة أم مستورد من الخارج بالكامل.

نعود ونبحث عن أصول المعرفة والعلوم المختلفة...نصطدم بالكثير من الغث والقليل من السمين وهنا أجد أن الإشارة إلى هذا السمين هو واجب قبل أن يكون مجرد تعرض عابر...من النماذج المتميزة ما قامت به الهيئة المصرية العامة للكتاب من خلال سلسلة من الإصدارات الصغيرة والمبسطة بقلم كبار الكتاب والمفكرين فى المجالات المختلفة.

سلسلة بعنوان "ما" تشير اليها الهيئة على أنها مشروع معرفي يتضمن أنواعا عديدة من المعرفة التي تتيح للجميع خاصة الشباب التعرف على المداخل الأساسية للمعرفة.

كتيبات صغيرة يتراوح سعرها بين ثلاثة إلى خمسة جنيهات فى فروع المعرفة المختلفة...."ما علم الاجتماع" هو أحد تلك الأمثلة...كتاب من القطع الصغير مكون من 111 صفحة بسعر خمسة جنيهات تأليف الأستاذ الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع المعروف.

"ما الفلسفة"..."ما الموسيقى"..."ما الفقه"..."ما التاريخ"..."ما الجغرافيا"..."ما المسرح"..."ما الشعر"..."ما العروض"..."ما الفضاء الرقمي"..."ما الابداع"..."ما التربية"..."ما الفن التشكيلي"...الخ

باقة متميزة من الكتيبات تتحدث عن العلم ونشأته ومراحل تطوره و أقسامه وخلافه...بدأت بخمسة كتب فى معرض الكتاب 2018 و تضاعف عددها عدة مرات حتى الآن.

الكتب متواجدة بمقار توزيع كتب الهيئة المصرية العامة للكتاب فى المحافظات وأيضا موجودة فى كل قصور الثقافة فى أي مكان...اعتقد أن من يقتنى تلك المجموعة ويقرأها سيكون إنسانا متميزا ومختلفا عن أقرانه بالعلم الحقيقي والفهم لما يجرى من حوله بعيدا عن ثقافة شبكات التواصل الاجتماعي التي انتشرت كالنار فى الهشيم ويدرك المثقفون خطورة تفردها بالساحة.