الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. ميرفت عبد العظيم تكتب: المشكلة السكانية خطر يهدد الأمن القومى

صدى البلد

إن المشكلة السكانية باتت هاجسا يؤرق كل من يدرك خطورتها على الأمن القومي والسلم الاجتماعي ربما بما لا يقل عن خطر الإرهاب.

ومن منطلق موقعي كعضو في لجنة الصحة بمجلس النواب وعملي كاستشاري لأمراض النساء والتوليد فإنني أهيب بالقيادة السياسية الرشيدة وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي خاض معارك كثيرة أن تتصدي بشجاعتها المعهودة لتلك المشكلة.

وبنظرة سريعة نجد أن عدد سكان مصر جاوز الاثنين بعد المئة مليون وهو رقم سيصل بالمعدلات الحالية التي تبلغ ٣.٠٧ مولود لكل سيدة إلى ١٦٠ مليون بحلول عام ٢٠٥٠ وهو ما يستلزم إنشاء ما يقارب ٥٤٠٠ فصل دراسي جديد سنويا، ويلتهم حوالي ٣٢ ألف فدان مابين بناء عشوائي ومنافع عامة. كما سيقل نصيب الفرد من الماء بمعدل ١١٪؜.

ومما يثير التعجب أن بعض المثقفين الذين نعول عليهم لتوعية الناس يرددون عبارات في غاية الخطورة مثل تلك الأعداد هي قوة بشرية وضربوا مثلا بالصين التي بلغ تعدادها ما يزيد عن المليار و٢٠٠ مليون نسمة متناسيين أو ربما غير مدركين أن مساحة الصين ٩ ملايين كم مربع اغلبها أراضي مزروعة ومنح الله الصين ما يزيد عن الـ٥٠ ألف نهر قصير وحوالي ١٥٠٠ نهر تزيد أطوالها عن ١٠٠٠ كم مما يجعل المقارنة مضحكة في بلد يعيش أهلها على٧٪؜ من مساحتها وبلغت حد الفقر المائي بمعدل ٦٥٠ لترا من المياه سنويا نصيب الفرد.

واقترح من خلال تلك الأرقام بعض النقاط السريعة دون تفصيلات لا مجال لذكرها على سبيل المثال، وسائل تنظيم الأسرة لابد من توافرها الدائم بكل مراكز تقديم الخدمة الصحية مع تدريب مستمر للأطقم الطبية المقدمة للخدمة منعا لحدوث حالات من الحمل غير المرغوب فيه نتيجة الاستخدام الخاطئ، التنسيق التام بين الأجهزة المعنية كوزارة الصحة والتعليم والشباب والتضامن والأوقاف والأزهر والكنيسة، السعي لخلق تشريعات جديدة بمبدأ المنح والمنع بما لا يخالف الدستور.

غياب الدور الإعلامي في تلك القضية له أثر سلبي لا بد من تغييره بحملات إعلامية واعية وبسيطة وقريبة من المواطن تؤتي ثمارها، تغليظ وتطبيق قانون زواج القاصرات على المخالفين وهذا ملف مهم يطول شرحه لخطورته ولأثره المباشر على الزيادة السكانية، تصحيح المفاهيم الدينية فيما يخص تنظيم الأسرة.

وأخيرا يجب تفعيل دور المجلس القومي للسكان الذي يبدو غائبا عن التأثير الحقيقي في المشهد، ويبقى ضبط معدلات الزيادة السكانية حلما لابد من السعي بكل جدية لتحقيقه فبدونه لا سبيل للاستفادة بكل معدلات التنمية التي تجرى على أرض مصر.