الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شيركو حبيب يكتب: ذاكرة الإرهاب وشعوب المقاومة

صدى البلد

في مثل هذا اليوم الأول من فبراير 2004 وقبل 17 سنة، وقد وافق أول أيام عيد الأضحى، قام إرهابيان بعمليتين انتحارين في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، أدت إلى استشهاد كوكبة من رجالات السياسة والإعلام والجامعات والمواطنين الأبرياء.

ظن متبنو العملية الإرهابية الجبانة أنهم بذلك سيقضون على الشعب الكردي، وهو من قاوم من أمثالهم الكثير، وليس أدل على ذلك من عملية الأنفال والقصف الكيمياوي، والتهجير والمعتقلات و الإبادة الجماعية، كل هذه الجرائم زادت من إصراره على النضال لأجل قضيته المشروعة فى العيش بسلام وأمان عل أرضه وبناء علاقات المحبة والصداقة مع كافة الشعوب.

في هذه الذكرى الأليمة يحتم علينا تاريخها أن نكون كشعوب حرة أكثر إصرارا على توحيد الجهود والتكاتف من أجل القضاء نهائيا على الإرهاب وفلوله، وبناء بلد ديمقراطي تعددي فيدرالي دستوري فى عراق حر لا يعرف التبعية ولا الطائفية والمذهبية، فقط يعرف المصلحة العليا للوطن والشعب وينبذ العنف والكراهية.

إن بناء عراق على أساس الشراكة الحقيقية الوطنية لجميع مكوناته دون تميز، وحل الخلافات بين أربيل وبغداد بالأخص على أساس الدستور، والتوافق على أساس المواطنة والانتماء بعيدا عن الأجندات الخارجية التي تريد تحويل العراق إلى ساحة للصراعات، يمكن معه أن ينعم المواطن العراقي بالاستقرار و العيش الكريم بعد عقود من الظلم و البطش و الإرهاب و الحروب التي راحت ضحيتها الملايين من أبنائه بمختلف انتماءاتهم القومية و الدينية.

إن الذكرى ال 17 لإنفجار أربيل الإرهابي يحثنا جميعا كعراقيين على توحيد الجهود من أجل إعادة الاستقرار والعمران والعمل على غد مشرق للأجيال القادمة، وبناء علاقات على أسس المصالح المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلدنا.

في هذه الذكرى نحي بإجلال واحترام جميع الشهداء الذين ضحوا بدمائهم الزكية من أجل الوطن والشعب، الذين ضحوا من أجل الديمقراطية والكرامة، ونأخذ العبر والدروس من الماضي حينما تعاون لأول مرة الجيش العراقي مع قوات البيشمركة الكردستانية من أجل صد الإرهاب والدفاع عن أرض العراق.

علينا أن نذكر بإجلال بطولات العراقيين بكافة مكوناتهم وخاصة قوات بيشمركة كردستان وقيادتها البارزانية ودورها فى تحقيق الانتصارات والبطولات، والدعم والتعاون الدوليين لهذه القوات من كافة المدن والعواصم الإقليمية فى دول حرة تعرف وتعترف بخطر إرهابي داعش.

إن مصر الشقيقة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تحارب الإرهاب بكل عزيمة وجدارة، فيضيف أبطالها مجدا وعزة وكرامة لوطنهم والعالم أجمع، وينعم شهداؤها بالخلود دفاعا عن الحرية والديمقراطية، وهى بذلك نموذج حي لدولة صامدة تدافع عن حقوق الإنسان فى الحياة كأغلى حق يمكن الحديث عنه.

إن إتفاقا غير مكتوب بين الشعبين العراقي والمصري على مواجهة الإرهاب الداعشي، يمكن أن نقرأ بين سطوره بطولات جنود الجيشين والبيشمركة الكردية فى مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، ونفهم أن دفاعنا المشترك عن أمن العالم واستقراره فى هذه المنطقة هو زود عن إنسانيتنا وديمقراطيتنا الحقيقية التى لا تعرف إزدواجية فى الحكم على معاناة الشعوب، ولتكن كلماتنا تذكيرا لكل شعوب الأرض بما يسطره جنودنا من تاريخ فى حماية الإنسانية كلها.