تتمتع العديد من المدارس المصرية بتراث وتاريخ يتعدى 100 عاما، حيث كانت شاهدة على العديد من الأحداث ومن بينهامدرسة السنية بالسيدة زينب والتى تعد أعرق واقدم مدارس الفتيات بمصر.
حيث تعتبر المدرسة السنية الواقعة بالقرب من ميدان السيدة، زينب أعرق مدرسة للبنات فى مصر ، و يعود تاريخ إنشاءها لعام عام 1873، بعد أن طلبت جشم آفت هانم الزوجة الثالثة للخديوي إسماعيل إنشاء مدرسة لـ"للبنات داخلية وخارجية للتثقيف والتعليم"، بحسب ما جاء في جريدة "الوقائع" المصرية في عددها الصادر في أغسطس 1873.
ويذكر التاريخ ان طالبات مدرسة السنية خرجن لأول مرة للاشتراك في مظاهرة سياسية ضد الاحتلال الانجليزي في ثورة عام 1919 ووقفن مع الرجال يطالبن بانسحاب الاحتلال من مصر. وتعد المدرسة السنية أحد الانجازات الحقيقية للخديوي اسماعيل في مجال التعليم .
ويعد مبنى المدرسة فهو تحفة معمارية رائعة استخدمت فيها الاخشاب والزخارف الفنية بأسلوب راق يعكس حجم النهضة التي شهدتها مصر في عصر الخديوي اسماعيل.
و قد انشاء المدرسة تحت عنوان «انشاء مدرسة للبنات داخلية وخارجية للتثقيف والتعليم»، وكانت هذه المدرسة هي النواة الأولى لتعليم البنات في مصر والشرق الأوسط كله .
وقد ظلت المدرسة السنية منارة للعلم طوال 129 عاما هي عمرها وحققت انجازات ومكاسب أكبر بكثير من الهدف الذي انشئت من أجله، فقد كان الهدف الأساسي الذي ذكرته جريدة «الوقائع» وخطط علي مبارك هو تعليم البنات تعليما ابتدائيا وعمليا يمكنهن من كسب العيش عند الحاجة وتجهيز البنات للالتحاق بمدرسة الولادة بالقصر العيني التي انشأتها حكومة محمد علي لتخريج الحكيمات والمولدات، ولكن المدرسة العريقة تطورت وساهمت بشكل فعال في بناء المجتمع المصري وتخريج طالبات على مستوى عال من الثقافة والعلوم شغلن مناصب كبيرة في الدولة تذكر منهن الكاتبة والشاعرة ملك حفني ناصف التي اشتهرت باسم «باحثة البادية» ورائدة التعليم في مصر نبوية موسى أو فتاة تحصل على البكالوريا في مصر ووزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية السابقة عائشة راتب وكانت أول من طالبت بتولي المرأة منصب وكيل النائب العام، ونذكر أيضا الكاتبة الكبيرة أمينة السعيد أول امرأة تحترف الصحافة وتتولى منصب رئيس تحرير حيث تدرجت في المناصب حتى وصلت الى رئاسة تحرير مجلة حواء، من خريجات المدرسة أيضا مفيدة عبدالرحمن أشهر محامية في مصر والتي عرفت بالدفاع عن قضايا المرأة، وهناك أيضا انصاف سري وفاطمة فهمي ودولت الصدر ونازلي الحكيم وزينب عبده، والمذيعة اللامعة صفية المهندس رئيس الاذاعة سابقا وسامية صادق رئيس التليفزيون سابقا.