تعتبر شجرةالجميز أحدي الثروات الصحراوية البستانية المهملة والتي تعتبر من الأنواع النباتية القادرة علي مواجهة ظروف التغيرات المناخية بكفاءة شديدة.
شجرة الجمّيز ، من أهم الأشجار والنباتات المقدسة عند المصريين القدماء، وهي شجرة نوبية الأصل انتقلت إلى فلسطين والشام، ويبلغ متوسط عمرها 400 عام، كما تدلنا النقوش والرسوم الموجودة على جدران المعابد المصرية القديمة.
وقد اهتم كل حكام مصر بزراعتها واستثمارها، فكانوا يزرعونها على جوانب الترع وفي حدائق القصور، ولأنها كانت شجرة مُعمرة فكانوا يتخذونها علامةً للحدود بين الحقول، فتجد سجلات المحاكم تذكر أن الحد الفاصل بين أرض فلان وأرض فلان شجرة الجميز المعروفة للطرفين.
حيث قال المهندس عبد الله الحجاوي رئيس جمعية حماية البيئة بمحافظة شمال سيناء ، لصدى البلد، أن شجرة الجميز شجرة معمرة، يصل ارتفاعها إلى حوالي 8 أمتار دائمة الخضرة، فهي تحمل أوراقًا متطاولة رمحية الشكل ملفوفة نوعًا ما إلى الداخل ، فهي شجرة كبيرة يهتم بها المصريين ويكثرون من زراعتها في الريف لإعطاء الظل وتنقية الجو من الأتربة. وهي من الأشجار المثمرة لنوع من التين. موطنها الأصلي الشرق الأوسط وشرق أفريقيا وجنوب الجزيرة العربيه وشبه جزيرة سيناء وخاصة محافظة شمال سيناء .
كما أنها تعتبر شجرة دائمة الخضرة تتميز أخشابها بالقوة وخاصة عند غمسها في الماء وتبدأ شجرة الجميز بإعطاء الثمار بعد حوالي 5 سنوات من تاريخ نموها، وأوراق النبات بيضاوية الشكل خشنة الملمس، ثمار الجميز تشبه إلى حد ما ثمار التين، ولكن أرق منها كثيرًا ولا يوجد في الثمرة بذور مثل التين وطعمها حلو المذاق ولونها أصفر مائل للاحمرار ويفرز النبات سائلا لبنيا غزيرا.
كما قال الدكتور سامي عبد المالك خبير أثري، لصدى البلد، ان أشجار الجميز مقدسة عند الفراعنة ، واكدت ذلك النقوش المرسومة على جدران مقبرة الأميرة «تيتي». كما وجدت ثمار الجميز الجافة في العديد من المقابر الفرعونية وداخل عدة سلال بالإضافة إلى وجود أوراق الجميز في توابيت الموتى.
وقد سجلت الدراسات السابقة ، بإنها شجرة مصرية خالصة، منها صنع الفراعنةُ السفنَ والعجلات الحربية وآلات الري كالطنبور والساقية، ومقابض الآلات الزراعية كالفأس ونحوها، ومنها صنعوا توابيت الموتى وصناديق الثياب (الدواليب)، ورسموها على جدران مقابرهم ووضعوا ثمارها في سلال داخل مقابر الملوك.
وذكر الدكتور محمد عبد الله اخصائي العلاج بالنباتات الطبيه، لصدى البلد، أن العصارة اللبنية لشجرة الجميز استعملت قديما ضمن الوصفات العلاجية لبعض الأمراض الجلدية وخاصة مرض الصدفية ولعلاج لسعات العقارب وعضات الثعابين.
وقال ابن سينا في الجميز: الجميز في لبنة قوة ملينة محللة للدم جدًا وقيل ان لبن هذه الشجرة ملزقة وملحمة للجراحات العسيرة وكذلك يحلل الأورام العسره.