سلط تقرير لصحيفة "ميرور" البريطانية الضوء على حالة نادرة تعاني منها امرأة في الـ33 من عمرها، وعادة ما تعرضها لمواقف محرجة خاصة مع المقربين منها، حيث تعاني من حالة تُعرف باسم "Face Blindness" أو "عمى الوجوه"، وهي تحول دون قدرتها على التعرف على وجوه الآخرين، إلى جانب أنها تواجه حتى صعوبة في تمييز وجهها في صورها العائلية أو مع الأصدقاء.
وأكد التقرير أن حالة هذه السيدة "لورين نيكول جونز"، وهي من مقاطعة "ديربيشاير" بإنجلترا، حادة لدرجة أنها لا تدرك دائمًا أنها تنظر إلى انعكاس صورتها ولا يمكنها التعرف على أصدقائها أو المشاهير كما تعاني من أجل رصد نفسها في الصور؛ ونظرًا لعدم وجود علاج لحالتها فقد تعلمت الاعتماد على وسائل أخرى للتعرف على المحيطين بها مثل السلوكيات والعادات والطريقة التي يتحدث بها كل شخص.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن "جونز" قولها إن حالتها يمكن أن تجعل حياتها صعبة في بعض الأحيان، مضيفة أنها تواجه صعوبة بالغة في رؤية نفسها في الصور، وهو ما يتسبب لها في مواقف محرجة، وكان من ضمن المواقف المحرجة التي تعرضت لها بسبب حالتها أنها لم تتمكن من التعرف على سيدة جاءت مندفعة نحوها بابتسامة عريضة خلال حفل عيد ميلادها، ليتبين لها لاحقًا أنها في حقيقة الأمر صديقة مقربة منها منذ كانت في سن الـ12 عامًا، وكانت هي وصيفة الشرف في حفل زفاف هذه السيدة قبل شهر من حفل عيد الميلاد، ولم تكتشف ذلك سوى بعد أن بدأت في التحدث إليها وإخبارها بأنها حضرت من أستراليا لتعد لها مفاجأة في عيد ميلادها.
ومن ضمن المشاكل التي تواجهها بسبب حالتها أنها في بعض الأحيان تعتقد أنها تنظر إلى شخص آخر عند رؤية انعكاسها في المرآة، وأشارت إلى أنها اضطرت للتوقف عن مشاهدة الأفلام بسبب عدم قدرتها على تمييز الوجوه، مما يجعلها تواجه صعوبة في استيعاب قصص الأفلام التي تشاهدها لذا فهي تفضل القراءة.
وأضافت "لورين نيكول جونز" أنه لا يمكنها تمييز وجوه المشاهير خارج السياق الذي اعتادت رؤيتهم فيه، فمثلًا يمكن أن تواجه صعوبة في التعرف على ملكة بريطانيا إذا كانت مرتدية ملابس رياضية، وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجهها في أحيان كثيرة، إلا أنها نادرًا ما تواجه صعوبة في تمييز وجوه أفراد عائلتها وزوجها لأنها مقربة جدًا منهم.
يذكر أن "جونز" أدركت أنها تعاني من "عمى الوجوه"، والذي يشار إليه أيضًا باسم "Prosopagnosia" عندما كانت في الـ19 من عمرها، بعد قراءة كتاب لطبيب الأعصاب والمؤلف البريطاني "أوليفر ساكس" والذي يعاني بدوره من هذه الحالة، ولفتت إلى أنها لا تميل لإخبار الآخرين بشأن حالتها لأن ذلك سيؤدي لتلقيها مزيد من الأسئلة حولها، وهي تحاول بصفة عامة التعامل مع أزمتها بالضحك والسخرية، لكن الحالة يمكن أن تكون محبطة في كثير من الأحيان، ويبدو أنها تزداد سوءً في أوقات التوتر والضغوط العصبية.
وأفاد تقرير "ميرور" بأنه يُعتقد أن واحدًا من بين كل 50 شخصًا يعانون من "عمى الوجوه" بدرجات متفاوتة، ولا يعرف الخبراء سوى القليل جدًا عن هذه الحالة المرضية، ويُعتقد أنها حالة خلقية أو ناتجة عن تلف أو تشوهات في جزء من المخ يتحكم في تمييز الوجوه والذاكرة.
تجدر الإشارة إلى أن "لورين نيكول جونز" استطاعت التغلب على حالتها وعملت كأخصائية في النطق واللغة، لكنها تخلت عن عملها للتدرب كأخصائية نفسية، وهي حاليًا تدرس هذا المجال.