الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان البيه يكتب: مراتب الفوز في القرآن

صدى البلد

ما من إنسان إلا وله تطلعات وأماني وأهداف يسعى لتحقيقها والفوز بها وكم تكن فرحته وسعادته عندما يحققها ويفوز بها، والفوز لا يأتي من فراغ ولا يتحقق بالأماني وإنما يتحقق بالعمل والجد وبذل الجهد والتحمل والمثابرة والإصرار والتحدي والعزيمة.


هذا وكل مسعى للفوز في أمر من أمور الدنيا ونجاح فيه السعادة فيه سعادة مؤقتة تنتهي وتزول بموت الإنسان ومفارقته للحياة الدنيا، وهناك فوز دائم لا يفارق صاحبه أبدا وعلى أثره يقام صاحبه في السعادة الأبدية في دار الخلد والخلود والديمومية في جنة الله تعالى ونعيمه في الآخرة، وهذا هو الفوز والفلاح الحقيقي الذي ليس بعده فوز.


هذا وهناك ثلاثة أنواع من الفوز أشار إليها الحق سبحانه وتعالى في قرآنه، وهي الفوز المبين، يقول تعالى: "من يصرف عنه يؤمئذ فقد رحمه وذلك هو الفوز المبين"، والمقصود بالصرف هنا "العذاب والنار"، ويقول جل جلاله: "فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ذلك هو الفوز المبين"، هذا والفوز الكبير أشار إليه عز وجل في آيات كثيرة منها قوله "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير".


هذا وأما عن الفوز العظيم فهو خاص بأهل ولاية الله تعالى الذين جمعوا الإيمان والتقوى والصدق في محبته تعالى وفي أحوالهم لقوله تعالى "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم ولا يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم"، ويقول عز وجل: "قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم".


هذا وكما ذكرنا أن الله تعالى قد بين لنا الأسباب المؤدية إلى الفوز بعفوه ورحمته وفضله تعالى ورضاه وأوضح أسبابها والسبيل إليها وما على العبد المؤمن إلا الأخذ بهذه الأسباب والاجتهاد فيها، وهذه الأسباب تتمثل في طاعة الله وتقواه واتباع هدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله، مصداقا لقوله تعالى: "ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما".


وطاعة الله عز وجل تعني الإستقامة على أمره تعالى والالتزام بأوامره ونواهيه وتعاليمه وإقامة حدوده وأحكامه، وطاعة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله تعني اتباع هديه القويم وإقامة سنته الرشيدة والتمسك بها، ولا يتأتي ذلك إلا بمجاهدة النفس والانتصار والفوز على هواها وما تميل إليه بطبيعتها الأمارة بالسوء، هذا والانتصار على النفس وهزيمتها هو الجهاد الأكبر لقول النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله "أعدى عدو لك نفسك التي بين جنبيك فإنها أقوى من سبعين شيطانا".