الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جندناه منذ 40 عاما.. كيف أصبح ترامب رجل الـ KGB في البيت الأبيض بشهادة ضابط مخابرات سابق؟

الرئيس الأمريكي السابق
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

كشف الضابط السابق بالمخابرات السوفييتية (كي جي بي) يوري بوريسوفيتش شفيتس، أن المخابرات السوفيتية جندت الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منذ أكثر من 40 عامًا، وظل طوال تلك الفترة عميلًا نائمًا إلى أن حان وقت الاستفادة منه بعد انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة في 2016.

وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، خدم شفيتس، الذي يبلغ من العمر الآن 67 عامًا في المخابرات السوفييتية في الثمانينيات، وأوفد إلى الولايات المتحدة تحت غطاء مراسل لوكالة أنباء "تاس" الروسية، وفي عام 1993 استقر بشكل نهائي في الولايات المتحدة وحصل على الجنسية الأمريكية، وهو مصدر معلومات رئيسي لكتاب الصحفي كريج أونجر بعنوان "عميل أمريكي" عن علاقة ترامب بروسيا.

وقال شفيتس في حوار مع صحيفة الجارديان "ترامب مثل هؤلاء الذين يجري تجنيدهم خلال فترة دراستهم ثم يرتقون إلى مناصب رفيعة، هذا ما حدث مع ترامب".

ويروي أونجر كيف لفت ترامب أنظار الروس للمرة الأولى عام 1977، عندما تزوج زوجته الأولى عارضة الأزياء التشيكية إيفانا زيلنيكوفا، وبعدها أصبح هدفًا للتجنيد للمخابرات التشيكوسلوفاكية بالتعاون مع الكي جي بي.

وبعد ذلك بثلاث سنوات، افتتح ترامب أول مشروع كبير مملوك له، فندق جراند حياة نيويورك، وعقد صفقة لشراء 200 جهاز تلفزيون للفندق من رجل أعمال مهاجر سوفييتي يُدعى سيميون كيسلين مالك شركة "جوي لود" للإلكترونيات.

ووفقًا لشفيتس، كانت شركة "جوي لود" إحدى واجهات نشاط المخابرات السوفييتية في الولايات المتحدة، وكانت مهمة كيسلين تتمثل في تحديد الأشخاص المناسبين للتجنيد كعملاء، وهو الذي رشح ترامب (وكان وقتها رجل أعمال صاعدًا) للتجنيد كعميل، ولكن كيسلين أنكر علاقته القديمة بالمخابرات السوفييتية في اتصال مع صحيفة "الجارديان".

وفي عام 1987، زار ترامب وزوجته الأولى إيفانا موسكو وسان بطرسبرج للمرة الأولى، وعندئذ بدأ طرح موضوع دفع ترامب لخوض معترك السياسة. ويقول شفيتس "بالنسبة للكي جي بي، كان هذا مشروعًا طموحًا. لقد جمعوا الكثير من المعلومات عن شخصية ترامب ليعرفوا من هو بالضبط، وكان انطباعهم أنه شخص ضعيف فكريًا ونفسيًا تسعده عبارات التملق والإطراء".

وأضاف شفيتس "هذا هو الكارت الذي لعبوا به، وبدأوا لعبة الإيحاء له بأن شخصية مثله يجب أن تقود الولايات المتحدة يومًا ما، وأن أشخاصًا مثله بوسعهم تغيير العالم".

وبعد فترة قصيرة من عودته إلى الولايات المتحدة عام 1987 بدأ ترامب حملة انتخابية للفوز بترشيح الحزب الجمهوري له لخوض السباق الرئاسي، وأقام فعالية انتخابية بالفعل في مدينة بورتسموث بولاية نيوهامشاير، بالتوازي مع سلسلة إعلانات دعائية في صحف أمريكية كبرى.

وفي مناخ الحرب الباردة السائد آنذاك، كانت آراء ترامب غريبة على أسماع الأمريكيين، لا سيما في عهد إدارة شرسة في عداوتها للكتلة الشيوعية مثل إدارة الرئيس الراحل رونالد ريجان، حيث اتهم ترامب اليابان الحليفة باستغلال الولايات المتحدة، وشكك في جدوى عضوية البلاد بحلف الناتو، وطرح تساؤلات حول الأسباب التي تدفع الولايات المتحدة لتحمل تكاليف الدفاع عن دول تستطيع الدفاع عن نفسها.

ويقول شفيتس أنه كان في روسيا عندما بدأ ترامب حملته الانتخابية، وذات يوم بينما كان في مقر المخابرات السوفييتية بدأت تصله برقيات تهاني من مسئولين بالكي جي بي، تهنئه على حملة ترامب الانتخابية باعتبارها "عملية ناجحة للمخابرات السوفييتية".

وأضاف شفيتس "كان هذا حدثًا غير مسبوق. أنا على اطلاع جيد بعمليات الكي جي بي في السبعينيات والثمانينيات، ومن بعدها عمليات المخابرات الروسية، ولم أسمع عن شيء كهذا أو قريب منه. لكن هذا ما حدث، وفي النهاية أصبح الرجل هو الرئيس بالفعل".

وتابعت "الجارديان" أن فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة بعد نحو 30 عامًا من حملته الانتخابية الأولى كان نبأ سعيدًا لموسكو، ومع أن لجنة التحقيق في التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية لم تستطع إثبات وجود علاقة مشبوهة بين ترامب وروسيا، فإن مبادرة "مشروع موسكو" التابعة لمركز التقدم الأمريكي رصدت 272 اتصالًا و38 لقاء على الأقل بين أعضاء في حملة ترامب الانتخابية وفريقه الانتقالي وبين شخصيات روسية.

ويقول أونجر عن ترامب "لقد كان عميلًا. وفي الوقت الذي بدأ نشاطه مطلع الثمانينيات كان الروس يبحثون بشكل محموم عن أشخاص صالحين للتجنيد. ترامب كان الهدف المثالي من عدة أوجه. غروره ونرجسيته جعلا منه هدفًا مثاليًا للتجنيد. لقد زرعوه منذ 40 عامًا حتى أصبح رئيسًا".