الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وفاء أبو السعود تكتب: حلم أم حقيقة؟

صدى البلد

أراكِ تأتين من بعيد، وسط ضباب يتساقط من السماء إلى الأرض، هي هيئتك، نفس ملامحك، ابتسامتك الصافية التي تتراقص لها العصافير والأغصان، أنتِ هي؟

أين كنتِ، ولماذا الهجر والبعاد، حدثيني، لماذا الصمت، فقد ناشدتك كثيرًا حتى أني أرسلت دعواتي للقائك على الملأ، دعوتك  بكل ما في من طاقة لتعودي وتسكني بين أضلاعي، هل أنتِ حزينة مني لهذا الحد.

أعلم جيدا ما فعلته بكِ، فقد بالغت في ظلمك، وأعلم أن لكِ حقا علي ليس بالهين، فأنا حقا من ضيعتك مني، ولكني لم أنساكِ، ونداءاتي لكِ لم تنقطع يوما، أود أن نلتقي سويا، لنصفي حسابات السنين، وأحتضن ذلك القلب الذي كان يشبه الماس تتلألأ أضواؤه في كل الاتجاهات وفي كل الأوقات، ولا يحتاج لنور لينبعث شعاعه.

نار هجرانك لا تزال يكتوي بها قلبي، حبيبتي، ما نسيتكِ يوما، أتلهف للقائك، ليكون عناق السحاب، يغدق مطرا ليحي سنوات القحط التي عايشتها بدونك.

أيتها الفاتنة، ماذا فعلتِ بقلبي المسكين، فقد استحوذت عليه في غفلة مني ولم تتركي لي ولو جزءا صغيرا أعيش به وأستكمل به ما تبقى من حياتي.

هل أراكِ حقا، أم أن هذا طيف لك، أم خيال منك، أم هو ظلك يسكنني في سنوات عمري، ألم يكفي كل هذا الصد والهجران، اطمئني فبعدك عني هو أشد عقاب، فقد تركت جسدا صامتا يتحرك بلا أي روح، ألم يأن أوان الصفح والغفران لكي تسامحني، فقد تسامحت مع الدنيا بأسرها، فلماذا تضنين علي بتلك الفرصة، تنازلتِ عن حقوقك لدى الكثيرين، لماذا لم أكن أنا من بينهم، ويكفيكِ أني ما زلت أهيم بداخلك، وأتنفس هواكِ، وأعشق براءتك، كنتِ دليلي وسبيلي، كنتِ حائط صد أحتمي به من صدمات الحياة وجفاف ليالي المطر، أعلم أنك لست في حاجة لي كما أحتاج إليك، 
لكنني أطمح لهذا اللقاء.


حدثيني، هل اقترب موعد اللقاء، فأنا ما زلت أسأل عنك حروف سطورك لعلها ترفق بي وتعيدك لي ليكتمل بنياني، وننطلق سويا، نحلق في سماء الدنيا بجناحين، يحملان حب يكفي العالم وتسامح يظلل تلك الجفوة.


أراكِ تأتين لي في إقبال وإدبار، يا لها من لحظات فارقة في حياتي، سأظل أناديكِ، وسأظل أبحث عنكِ وأحاصرك بكل قوتي، حتى تعودي لي.