تعتبر محافظة أسوان قلعة للمشروعات العملاقة فى صعيد مصر، فعاصمة الاقتصاد الأفريقي تمتلك رصيدا هائلا من الخامات الطبيعية المتنوعة كالجرانيت والفوسفات والرخام والمنجنيز، بجانب العديد من المقومات الأخرى التى قامت عليها صناعات مختلفة كمصانع كيما والسكر ولب الورق والخشب الحبيبي وغيرها الكثير.
وهنا تأخذنا اليوم عدسة "صدى البلد" إلى شرق مدينة أسوان والتى تحتضن أكبر منطقة صناعية بالعلاقى والمقامة في موقع يقع بعيد تمامًا عن المناطق والأحياء والمجمعات السكنية، وهو ما ساهم فى عدم وجود أى أضرار بيئية ناتجة منها، وتم إنشاؤها بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1409 لسنة 1994 على مساحة 222.6 فدان.
اقرأ أيضًا:
وهذه المنطقة تضم 286 ورشة حرفية، بجانب 12 مصنعا بإجمالي استثمارات 130 مليون جنيه منها 69.5 مليون جنيه مخصصة لإنشاء مشروعات جديدة تضم 13 مشروعًا في مجال تقطيع ونشر الرخام والجرانيت وصناعة المواد البنائية، و8 مشروعات في الصناعات الغذائية، و5 مشروعات في الصناعات الميكانيكية، كما أن هناك 5 مشروعات أخرى حرفية وبيئية، بالإضافة إلى مشروعين في الصناعات الكيماوية.
وتعتبر المنطقة الصناعية بالعلاقى منطقة جذب للاستثمارات وتقوم المحافظة بتقديم جميع التسهيلات لتحقيق ذلك حيث إنه يتم الاستجابة الفورية لأي طلب لمستثمر يرغب في زيادة المساحة المخصصة له بعد البدء الفعلي في الإنتاج تشجيعًا لزيادة حجم الاستثمارات داخل المنطقة الصناعية التي أصبحت مهيأة لذلك عقب تطوير المنطقة في الفترة الأخيرة بتكلفة وصلت لنحو 15 مليون جنيه، بجانب وجودها بالقرب من محاجر ومناجم الثروات التعدينية التي تنفرد بها المحافظة.
وتم مؤخرًا رصف الطريق المؤدي إلى المنطقة الصناعية في المسافة من ميدان العلاقي وحتى مدخل المنطقة الصناعية بطول 1 كم وبعرض 40 م في الاتجاهين لتسهيل وصول المركبات والسيارات للمنطقة التي تقل العاملين والمواد الخام المختلفة.
ولم تشهد المنطقة الصناعية إغلاقا لمصانع بسبب انتشار جائحة كورونا، حيث إن المصانع والورش تواصل إنتاجها من الخامات المختلفة بمعدلات طبيعية، وبالتوازى مع ذلك يوجد مصنع لإنتاج الكحول الإيثيلى والذى تم افتتاحه وتشغيله بعد أن تم توفيق أوضاعه الإدارية التى تعطلت لأكثر من عامين، حيث قام المصنع ببيع الكحول فى عبوات مختلفة.
وتم التنسيق بين محافظة أسوان الهيئة المصرية العامة للتنمية الصناعية آلية لاستكمال تشغيل 30 مصنعا جديدا بالمنطقة الصناعية بالعلاقى بعد أن كانت فى قائمة المشروعات المتعثرة لسنوات مع إقامة منطقة صناعية حرفية جديدة فى امتدادها.
هذا بجانب العمل على تقنين أوضاع 50 مصنعا تم إنشاؤها منذ سنوات خارج المنطقة الصناعية من خلال الإسراع في إنهاء إجراءات منح رخصة التشغيل لتحقيق الاستقرار الوظيفى والاجتماعى للعمالة التى تعمل داخل هذه المصانع.
وقال العميد أحمد عز، المشرف العام على المناطق الصناعية بالمحافظة، فى تصريحات لـ"صدى البلد"، إنه تم توقيع عقد الصيانة والتطهير للشبكات مع فرع شركة مياه الشرب والصرف الصحى، والذى سيشمل تطهير بيارات التجميع وغرف فصل الزيوت والشحوم وشبكات انحدار ومطابق غرف التفتيش، حيث سيستفيد من هذا المشروع 818 ورشة، بالإضافة إلى 232 مصنعًا صغيرًا ومتوسطًا بالمنطقة الصناعية بالعلاقى.
هذا بينما قال سطوحى مصطفى، رئيس جمعية المستثمرين بأسوان، إن الجمعية تقدمت إلى هيئة التنمية الصناعية بطلب لتخصيص 100 فدان لإنشاء منطقة صناعية جديدة بجوار المنطقة الصناعية الموجودة حاليًا بمنطقة العلاقى، وذلك بهدف عمل توسعات للمصانع الحالية، إضافة إلى إقامة منطقة جاذبة للمستثمرين يوجد بها جميع الخدمات التى يتطلبها المستثمرون حيث أن المنطقة الجديدة ستقام بنظام المطور الصناعى، وستوفر الآلاف من فرص العمل.
وكانت مجموعة من مسابقة "شباب أسوان يبتكر" قامت بزيارة المنطقة الصناعية بالعلاقى، حيث أكد اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، أهمية هذه الزيارات الميدانية ودورها فى إتاحة الفرصة أمام الشباب للاطلاع على مقومات النجاح والتحديات التى تواجه رائد الأعمال الصغير ومحاكاتها، بجانب الاستفادة منها لتشجيهم وتحفيزهم على بدء مشاريعهم والنجاح فيها.
وأشار المحافظ إلى أن هذه الزيارات الميدانية تعد تطبيقًا عمليًا للشباب بعد استيفائهم للدراسات النظرية واجتيازهم الدورة التدريبية التى تلقوها لمدة 3 أسابيع من خلال لجنة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر برئاسة نائبة المحافظ الدكتورة غادة يحيى، والتى أوضحت أن هذه الزيارة تهدف إلى صقل مهارات المتسابقين وتنمية مهاراتهم الإدارية والفنية ودراسات الجدوى، فضلًا عن التسويق الإلكترونى (E.marketing) من أجل رفع كفاءة الشباب لتسويق منتجاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعى بغرض الوصول إلى الجمهور المستهدف للمشروع.
وشهدت المنطقة الصناعية تنفيذ أعمال صيانة لأعطال كسور المياه من خلال العمل الميداني بالتنسيق مع شركة مياه الشرب وبوجود مسئولي التنظيم بالمنطقة الصناعية، وذلك ضمن أعمال رفع كفاءة خدمات المنطقة من نظافة وتجميل وصيانة الصرف الصحي.