الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حمدى متولى يكتب: حكايات تليفزيونجى «6»

صدى البلد

ورحلت صاحبة «حبيبى دائما» أروع الأعمال السينمائية فى تاريخ السينما المصرية والعربية.. الإعلامية القديرة والكاتبة والأديبة المتمردة صاحبة الشخصية المتميزة كوثر هيكل والتى كنت ولا زلت أعتبرها أما ثانية لى.

كنت أتمنى أن أكتب عنها وهى على قيد الحياة ولكننى اليوم أحكى عنها بعد أن رحلت ويبقى تاريخها المشرف وسيرتها العطرة ونجاحها كإدارية من طراز خاص وإعلامية واعية من الجيل الذهبى للكيان الكبير ماسبيرو.

كوثر هيكل الأستاذة والمعلمة والرئيسة والزميلة.. أتذكر بدايتى وهى مدير عام للبرامج اليقافية بالقناة الثانية وكانت شديدة الحزم والحسم والقوة فى التعامل مع الجميع، والكل كان يقدرها ويحترمها.

كنت دائما أحكى معها فى أيامها الأخيرة غن مواقف كثيرة وتقول لى بصوتها العذب الجميل الإذاعى: «فاكر زمان يا حمدى».. وأقول لها: «فاكر كويس لما كنتى تبعتى تسألى عن معد أو مخرج أو مذيعة، فكان الجميع يقولون: خير اللهم اجعله خير.. مدام كوثر عايزانى .. خير، وكثيرا ما كنتى تثنين على العمل أو تقومين بتقويمه وتصحيحه ووضعه للأفضل.

حكايات وحكايات مع القديرة الراحلة التى رحلت بجسدها فقط وستظل خالدة بمواقفها وأعمالها بيننا.

أتذكر حينما كانت رئيسة للقناة الأولى وقامت الإعلامية سلمى الشماع والسيناريست أحمد صالح معد برنامج «زووم» وطلبوا منها أن أقوم بإخراج برنامج «زووم» خلفا للمخرج على الجندى رحمه الله، فوافقت بكل ترحاب وثفة فى وتشجيع لى.

أيضا من المواقف التى لا تنسى عندما قمنا بالتسجيل فى برنامج «زووم» مع المخرج الكبير يوسف شاهين عن فيلمه القصير «القاهرة منورة بأهلها» وأهدى الفيلم للبرنامج بشرط عدم حذف كادر منه، وأشرفت بنفسها كوثر هيكل بصحبة نائبها فى هذا الوقت الإعلامى أحمد سمير على مونتاج الفيلم والنزول إلى حجرات الفيديو فى حضور يوسف شاهين وفوجئ الجميع برفضها لعرض الفيلم بالكامل لأنه لا يتناسب مع قيم وعادات وسلوكيات مشاهدى التليفزيون المصرى.. هذه هى كوثر هيكل.. 

أتذكر أيضا وهى تشغل منصب نائب رئيس التليفزيون ورئيس لجنة اختيار الأعمال للمشاركة فى مهرجان الإذاعة والتليفزيون واختيارها لبرنامجى «شخصيات سينمائية» وثناءها عليه وعلى المجهود المبذطول فيه .. فكم كانت تسعدنى آرائها فى برامجى لأنها إعلامية ذات عقل راجح وفكر مستنير وثقافة عالية كنت نتعلم منها جميعا.

لا يزال صوتها يرن فى أذنى وأتذكر من ٢٠١٧ عندما كنت على موعد لتناول الشاى معها وتأخرت حوالى نصف ساعة، وكان العقاب مكالمة تليفونية تأنيب على احترام المواعيد.. فقلن لها يومها: «يا فندم أنا فى الطريق بس لجين بنتى كان عندها ميعاد دكتور ولسه مخلص» فردت بصوتها الأخاذ وشخصيتها القوية: هاتها معاك عشان أضوفها وأطمن عليها.. وفعلت، وكم كانت حفاوة الإستقبال والأمومة والود والحب وظلت تحكى للجين الحكايات التى تستفيد من تجاربها وتجولنا فى شقتها بين الصور والجوائز التى نالتها على مدى تاريخها واستحقتها بجدارة. 

ما يهدئ من روعى لفقدان الأديبة والكاتبة والإْلامية كوثر هيكل أننى لم أغب عنها ولم إنشغل عنها أبدا طيلة السنوات الماضية، بل كنت أتواصل دائما وأحرص على مداومة السؤال عنها والحديث معها والتعلم من خبراتها وحكمتها .. فى كل المناسبات تحكى لى عن الكيان العظيم ماسبيرو ورموزه.. أتذكر وفاء كوثر هيكل وحبها الكبير للفنان القدير أبو بكر عزت واعتزازها بتاريخها وجوائزها وتكريماتها.

ستظلين دائما فى ذاكرتنا وستخلد سيرتك للأجيال القادمة