الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد الغنام يكتب: بلا عنوان

صدى البلد

هي التكنولوچيا الحديثة التي مازالت تسيطر علي العالم اجمع والتي بدورها صنعت التطور وصنعت الارهاب فهي سلاح لا مثيل له، ولا يقدر احد على الاستغناء عنه وهذه التقنية الحديثه هي التي جعلة العالم من مشرقه لمغربه علي شفا حفره اما أن نخرج منها إلي النجاه والتطور وإما إلي الهاوية والتطرف والارهاب وأصبح العالم أجمع وكأنه يمكث في غرفة واحدة.


وإذا ذهبنا إلى محرك البحث في موقع الفيديوهات الشهير «يوتيوب» وكتبنا في البحث كلمة «تحريف»، وهي كلمة مكونه من خمسة احرف لا تعني شيئا لمن يقرأها ولكنها ذات دلالة ومغزى عند اصحابها ومن لهم فكر وعقيدة وهذا بداية الحكاية فستظهر لك ثلاثة اقتراحات على النحو التالي «تحريف الإنجيل»، ثم «تحريف القرآن»، ثم «تحريف التوراة». وإذا اخترت واحدا من هذه الاقتراحات، فإنك ستجد آلاف الروابط التي تتخذ عناوين متباينة، لكنها تخدم الفكرة ذاتها، وتشرحها وتسعى إلى تأكيدها باستفاضة، وهو الأمر الذي ينطبق بطبيعة الحال على الاقتراحين الآخرين، بالتأكيد لن يفكر في الأمر اللي اصحاب الفكر العفن ومن يسعون إلي تشتت الأمم والشعوب ومن علي شاكلتهم الذين يضعون السم في العسل لكي يجنوا خرابا وحروبا ضاريه بفكر وعقيدة خربة وبضع دراهم لا تسمن ولا تغني من جوع .


لماذا ننتظر؟ والسلاح بأيدي أبنائنا صباح مساء
إنها حرب هدامة تبدأ من داخل المنازل وتسعي لنشر فكر ومسح عقول وتأخذنا إلي الهلاك  واذا ذهبنا إلى محرك البحث الشهير «جوجل»،  وفي خانة البحث اكتب ذلك السؤال «كيف أصنع قنبلة؟»، ستجد عشرات المواقع التي توضح لك الطريقة، وتحدد لك المواد المطلوب أن توفرها لذلك الغرض ولا اقصد من هذه الكلمات سوى الحفاظ علي النشء وعدم السعي خلف افكار هدامه ولا أريد ان أري شبابنا وبناتنا قد وقعوا في طريق الهلاك فالامر جد خطير، وهناك مواقع خطيرة تصدرها تنظيمات وجماعات متطرفة قد تفتك بأبنائنا  مثل موقع مجلة «وحرِّض المؤمنين» أي تحريض وأي مؤمنين وعلامَ هذا التحريض اهو للحق أم للباطل وإذا كان للحق فلماذا تعملون في الخفاء، وهي مجلة دورية تصدر عن تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب».


ومن خلال هذا الموقع سيمكنك مطالعة محتوى ذي طبيعة إرهابية تحريضية بامتياز، وستتعلم بالطبع كيف يمكن أن تعد قنبلة «في مطبخ والدتك» كما تقول المجلة.


من جانبي، أكتب وأشفق علي من يقرأ فالامر صعب للغايه وخلف الابواب عقول وافكار تنبى وعقائد ترسخ وسم بالعسل، ومع كل هذه الشبهات والمخاوف نجد ان الشبكة العنكبوتية هي التي ساعدت العالم على بلوغ أهداف نبيلة، ويسّرت له إدراك غايات سامية، باتت في جانب منها «أداة إجرامية».


سيقول البعض  إنّ هذا حكم متسرّع، أو ربما مبالغة في المخاوف»، لكنني سأرد ببساطة بأن المشكلة ليست في وجود المحتوى الضار، الذي يمكن أن يذوب ضمن سيل منهمر من المحتويات الإيجابية، ولكنها تكمُن في الطبيعة التي تتبعها «الإنترنت» في عملها، ومعها وسائط ما يسمى بـالتواصل الاجتماعي.


يعني هذا أن «الإنترنت»، ومعها تلك الوسائط الرائجة، يتعرفان أولًا على ما يريد أن يبحث «المستخدم» عنه، أو يتوقعانه، ثم يبالغان بإفراط في توفير الإجابات، وعندما تحدث هذه الإتاحة المفرطة والكثيفة والمتنوعة ، فإن «المستخدم» يبقى داخل هذا المجال «المعرفي» ويتكرس إدراكه له، وهو أمر يُسهم في تشكيل معرفته، ومهاراته، واتجاهاته، وصولًا إلى دفعه إلى قرار وسلوك معينين.


الأخطر من ذلك، أن بعض الباحثين الثقات؛ ومنهم جوان دونوفان، عالمة الاجتماع المتخصصة في بحوث «الإنترنت» في جامعة هارفارد، يعتقدون بأن البشر أيضًا ينطون، وأنهم يقومون بدورهم باتباع الأفكار والكلمات المفتاحية داخليًا، بحيث يُشكّلون نسقًا معرفيًّا ووجدانيًّا تابعًا لها وبناء عليها.


يقودنا هذا إلى استخلاص مهم، مفاده أن الحالة المعرفية والوجدانية المؤهلة للتطرف واجتراء العنف والتمييز والكراهية تأتي عبر مصادر كثيرة، وأن مصدرا أساسيا بينها. وتفيد البحوث التي أجراها «المركز الدولي لدراسات الحركات الراديكالية»، ومقره بريطانيا، بأن مواقع «التواصل الاجتماعي» باتت مصدرًا أساسيًا للتجنيد والإلهام والمعلومات لعدد كبير من الإرهابيين. ونتيجة للدراسات التي أجريت على عشرات المقاتلين الأجانب الذين انضموا لـ«داعش» في سوريا والعراق، اتضح أن 70في المائة منهم تم تجنيدهم عبر تلك المواقع.


 فعلى مدى سنة كاملة، كرّست مجموعة من الباحثين التابعين للمركز نفسها لمتابعة نشاط نحو 190 من المقاتلين الأجانب في صفوف «داعش»، وتوصلوا إلى أن شبكات «التواصل الاجتماعي»، خصوصًا «فيسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب»، لعبت الدور الأساسي في تعزيز الحالة «الداعشية».


ويقول السير ديفيد أوماند في كتابه «استخبارات وسائل التواصل الاجتماعي» إن كثيرًا من أحداث العنف التي اندلعت في العالم أخيرًا، لم تكن لتحدث بذات الاتساع والتأثير لولا استخدام ناشطين لقنوات «التواصل الاجتماعي» في «تأجيج حس العداء والتحريض على الأعمال الراديكالية.


نحن في حاجة ماسة لمراقبة ابنائنا داخل الغرف وخلف الابواب المغلقة.