الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان البيه يكتب: وأما بنعمة ربك فحدث

صدى البلد

معلوم أن نعم الله تعالى المتفضل بها على العباد لا أول لها ولا آخر . بل إن الفضل الإلهى المتعدد في النعمة الواحدة لا أول له ولا آخر وصدق عز وجل إذ قال ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) ..وقوله سبحانه وتعالى  ( وما بكم من نعمة فمن الله  ) .. ومن أعظم النعم بعد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله.  نعمة الإسلام والهداية إليه والإستقامة عليه وسلوك طريق الله تعالى والمعرفة به عز وجل  . ومن أجل النعم أيضا نعمة الهداية والتوفيق فبهما يستقيم العبد ويفتح له باب المعرفة بالله تعالى وتتزكى نفسه وتطمئن وينشرح صدره ويطهر قلبه وتسموا روحه ويكن عبدا ربانيا متصفا بصفات الربوبية ..يقول سبحانه ( يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي ) . ولا شك أن العطاءات الإلهية منح من الله يسوقها عز وجل على أثر العناية الألهية والإمدادات بأنوار الهداية . ولقد أمرنا سبحانه وتعالى أن نحدث بنعمه عز وجل.  فقال سبحانه  ( وأما بنعمة ربك فحدث ).. ومن باب التحدث بفضل الله تعالى وعنايته بي في رحلة إرتحالي إليه وإقبالي عليه عز وجل وسلوك طريقه  . أتحدث مقرا بعظيم فضله تعالى وواسع كرمه مشيرا إلى توفيقه لي وعنايته بي سبحانه من باب جوده وفضله وكرمه .. أقول ..عندما استرجع شريط ذكرياتي على مدار قرابة الخمسون عاما  في مشوار رحلتي في الله تعالى من بداية محرقة. إلى نهاية مشرقة . بدأت الرحلة بمجاهدات نفسي و إنتصاري على هواها وميلها  مرة وتراجعي وإنهزامي أمامها مرة حتى أعانني الله تعالى عليها وأيدني بنصره. .و لقد كان من المجاهدات ..الصيام والقيام والذكر والتفكر والتقلب في  مراتب النفس وأوصافها السبعة.. من النفس الأمارة إلى النفس اللوامة والنفس الملهمة وصولا إلى النفس المطمئنة والراضية والمرضية والكاملة التي حظت وشرفت بصفة العبودية بعد رحلة مجاهدة كبيرة كم عانيت فيها.. وكان توفيق الله عز وجل مصاحبا لي دوما .. وكان من المجاهدات أيضا سياحاتي في الله تعالى  سنين شرقا وغربا مودة لأهل بين النبوة الأطهار عليهم السلام والأولياء والصالحين وطلبا لمجالسة الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه والمزيد من العلم وخاصة علم القلوب وكان  أكثرها سعيا على الأقدام صيفا وشتاءا .. ومن جذبات للروح وأحوال وزهد ونوم في المقابر ومن مجالس علم وتفكر وتأمل ونظر في آيات الله تعالى.. ومن سنين على الأعتاب أعتاب أهل الفضل ومن تربية وإرشاد مريدين وطلاب لطريق الله تعالى  في ساحة السيدة نفيسة عليها  السلام إمتدت إلى خمس وثلاثون عاما.  وتربية وتنوير رجال ومشايخ  لم تكن رحلتهم قد إكتملت بعد .. ومن سهر ليالي وبكي ووجد وشوق وحنين وأنين وآهات وهيام وولع وغرام وعشق وتصبب ووله وغيبة وحضور وصحو ومحو .. و من مصاحبة أكابر أولياء ورجال ومناظرات وصولات وجولات وشرح ومعاني وطي أيام بلا نوم وليالي وخدمة أحباب ومقابلة كل أنماط البشر وكل أشكال من ينتمون للطريق . المنتمون الحقيقيون والمدعين ..وكم عانيت من حقد الحاقدين وحسد الحاسدين ومعارضة الجاهلين ممن توهموا أنهم رجال ومشايخ . .وإلتقيت بأهل الولاية الحقة وأهل الإدعاء والمتصوفة الحقة والمتسوفة الذين هم عالة على أهل الله والطريق وغير ذلك الكثير والكثير..كلما تذكرت  ذلك كله أشعر أن العناية الإلهية لم تفارقني لحظة وأن الرحلة كانت بالله سبحانه .ولم تكن بي  كانت بفضله وتوفيقه وعنايته عزوجل واجد الخطاب الرباني. يتردد في مسامع قلبي...( إنك بأعيننا )..فله عظيم الحمد وله تعالى عظيم الشكر فهو صاحب الفضل والتوفيق والمنة.. وفي الختام أقول ( وما بكم من نعمة فمن الله ) ..