الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد عبد الكريم يكتب: عيد الشرطة.. فخر لكل المصريين

صدى البلد

تحتفل مصر كل عام يوم 25 يناير بذكرى انتصار الشرطة المصرية، على جنود بريطانيا العظمى، عندما واجه أفراد قسم شرطة الإسماعيلية، وعددهم 130 فردا، حصار قوات الاحتلال البريطاني  لمبني القسم، ورفضوا الانصياع لإنذار لقائدهم البريطانى اكسهام الذى كان على رأس قوة غاشمة مدججة بأحدث أسلحتها  يحاصرون القسم الصغير لإذلال القيادة السياسية المصرية، والقضاء على المقاومة الشعبية وتجريد الفدائيين المصريين الذين أذلوا جنود الاحتلال في مدن القناة بعملياتهم الشجاعة على مقراتهم ومعسكراتهم وحرمانهم من التغطية الأمنية التي كانت توفرها لهم قوات الشرطة.
 
وأبى جنود الشرطة وضباطها التنازل عن القسم وتسليم أسلحتهم، وصنعوا بدمائهم فصول معركة الكرامة بالإسماعيلية عام 1952 متحدين مع الشعب في مواجهة العدو الغاشم، مما أذهل القائد الأنجليزى اكسهام الذى أصدر أمرا بأداء  التحية العسكرية لـ 80 جندى مصاب و50 شهيدا من أفراد الشرطة المصرية، تكريما لبسالتهم وشجاعتهم التي لم يرى مثلها في التاريخ العسكرى العالمى ، ولذلك أصبح يوم 25 يناير عيدا للشرطة نفتخر به دائما، ونتذكر فيه، كيف خرج من بين أبناء مصر ضباطا وجنود قضوا على غطرسة عدو غاشم ظن أنه يستطيع بأسلحته الحديثة هزيمة كرامة وشجاعة الشرطة المصرية.

وتحولت معركة الإسماعيلية  يوم 25 يناير عام 1952 ، تاريخا مشرفا نفتخر به، ورمزا لتلاحم الشرطة المصرية مع الشعب، الذى تحول شبابه ورجاله ونساؤه إلى قنابل موقوتة تنفجر في وجه العدو المحتل لمنطقة القناة بالعمليات الفدائية التي جعلتهم لا ينعمون باحتلالهم لأرضنا الغالية، فكانت الهجمات الفدائية تتم يوميا على جنودهم وضباطهم في مدن قناة السويس، كما ترك أكثر من 90 ألف عامل وموظف مصرى عملهم ألف عامل مصري بمعسكرات البريطانيين ومنعوا إمدادهم بالمؤن والغذاء، بالتنسيق مع رجال الجيش والشرطة المصرية، فقرر العدو المتغطرس الاستيلاء على مبنى محافظة الإسماعيلية وكان يحرسه 800 جندى مصرى وقسم شرطة الإسماعيلية وقوته 130 جنديا وكانت بوادر المعركة الحقيقة تنسج خيوطها لترسم لوحة فنية للكرامة المصرية باستبسال جنود قسم شرطة الإسماعيلية في الدفاع عن العلم المصرى بكل ما يملكونه من سلاح ولو أدى الأمر للتضحية بأرواحهم. 

وفى مفاجأة لم يعتدها العسكريون، قرر القائد الإنجليزى لمنطقة القناة "البريجادير اكسهام" أداء التحية العسكرية لكل الجنود والضباط المصريين بعد قتالهم بشجاعة وإسقاط عشرات القتلى والمصابين بين جنوده بالأسلحة والبنادق البدائية، دفاعا عن بلادهم وشرفهم العسكرى، وقام جنود وقادة الإنجليز بأداء التحية العسكرية لشهداء الشرطة المصرية ومصابى معركة الكرامة، تكريما لشجاعتهم العسكرية النادرة في الدفاع عن بلادهم وكرامتهم.