الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جياو لي ينغ تكتب: دفع التعاون بين الصين وأفريقيا إلى الأمام

صدى البلد

منذ عام1991، تبنت الدبلوماسية الصينية تقليدًا حميدا حيث يذهب وزراء الخارجية إلى أفريقيا في أول زيارة لهم كل عام. وعلى الرغم من وباء كورونا في هذا العام، لا يزال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي يتغلب علي الصعوبات الراهنة، فقد قام بزيارة خمس بلدان إفريقية في أوائل شهر يناير الجاري، وذلك من أجل تنفيذ التوافق الهام بين قادة الصين وأفريقيا في ظل الأوضاع الجديدة، وتوريث الصداقة التقليدية بين الصين وأفريقيا، ومكافحة الوباء يدا بيد، وتعزيز البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق"، وكذلك تعزيز التنسيق في الشؤون الإقليمية والدولية للوصول الي توافق الأراء علي نطاق أوسع.
تعميق التضامن الصينى الأفريقى ضد جائحة فيروس كورونا المستجد. منذ تفشي هذه الجائحة، تدعم الصين وأفريقيا بعضهما البعض وتتغلبان معا علي الصعوبات. وحتي أوائل شهر ديسمبر الماضي لعام 2020 ، أرسلت الصين 8 فرق من الخبراء الطبيين إلى 16 دولة أفريقية لمشاركة الخبرات في مكافحة الوباء، وأنشأت تعاون ثنائي مع 46 مستشفى في 42 دولة أفريقية، كما قدمت المواد الطبية العاجلة لمكافحة الوباء إلى 53 دولة أفريقية والاتحاد الأفريقي. في الوقت الحالي، لا تزال الموجة الثانية من الوباء تتفشي في جميع أنحاء العالم، ولذلك هناك حاجة ماسة إلى تعزيز التعاون وتبادل الدعم الراسخ حتى يتم التغلب تماما علي الوباء. وستعمل الصين بنشاط علي تنفيذ نتائج القمة الاستثنائية للتضامن الصيني الإفريقي ضد الوباء، وستواصل تقديم الإمدادات الضرورية لمكافحة الوباء لأصدقائها الأفارقة، وإرسال فرق طبية للدول المحتاجة، كما أنها تعتزم تأسيس آلية تعاون بين المستشفيات النظيرة، والإسراع في بناء مقر المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، والوفاء بوعد جعل لقاحات فيروس كورونا المستجد منفعة عامة للعالم كله، والعمل مع الدول الأعضاء في مجموعة الـ20  بشأن تخفيف عبء الديون عن أفريقيا.
تعزيز التعاون المشترك لبناء الحزام والطريق بين الصين وإفريقيا. في الوقت الحالي، وقعت 46 دولة أفريقية ومفوضية الاتحاد الأفريقي على وثائق تعاون "الحزام والطريق" مع الصين، وتم تنفيذ مجموعة كبيرة من المشاريع مثل السكك الحديدية والطرق والمطارات والموانئ ومحطات الطاقة الكهربائية، مما أحدث تغير هائلا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أفريقيا وساهم بشكل كبير في تحسين حياة الشعوب الأفريقية.  وفي ظل الوضع الراهن للوباء، حافظت الصين على انتظام سير العمل في مشاريع التعاون الخاصة بمبادرة "الحزام والطريق" في أفريقيا، والتي تزيد عن 1100 مشروع، مما ساعد حوالي 100 ألف فني ومهندس صيني في الحفاظ على وظائفهم، واستأنفت أعمال مجموعة من المشاريع بما فيها السكك الحديدية والطرق ومحطات الطاقة. ستتغلب الصين على تأثير الوباء والتدخل الخارجي، وستركز على إنشاء البنية التحتية مع أفريقيا، ودعم بناء منطقة تجارة حرة في أفريقيا، كما ستعمل الصين على تحسين توزيع الاستثمار، وتعزيز التعاون في الابتكار العلمي والتكنولوجي، مما سيساعد أفريقيا على تعزيز الترابط، وتسريع التصنيع، وتحقيق تنمية متسارعة، فضلا عن تنمية السوق بين الصين وإفريقيا ،وأخيرا دفع التنمية عالية الجودة للبناء المشترك بين الصين وأفريقيا لـ "الحزام والطريق".
تنظيم الصين وإفريقيا لإنعقاد دورة جديدة لمنتدى التعاون الصينى الافريقى. يعد المنتدى منصة مهمة للحوار الجماعي وآلية فعالة للتعاون العملي بين الصين وأفريقيا. فعلى مدار 20 عام منذ تأسيس المنتدي، ازداد حجم التجارة  بين الصين وأفريقيا بمقدار 20 ضعفًا وحجم الاستثمار المباشر الصيني لإفريقيا بمقدار 100 ضعف. فقد أنشأت الصين أكثر من 6000 كم من السكك الحديدية والطرق على التوالي، ونحو 20 ميناء وأكثر من 80 منشأة ضخمة للطاقة الكهربائية، وشيدت أكثر من 130 منشأة طبية و45  ملعبا وأكثر من 170 مدرسة في جميع أنحاء أفريقيا. كما أرسلت الصين 21 ألفا من أفراد الفرق الطبية إلى 48 دولة أفريقية وعالجت نحو 220 مليون مريض أفريقي. ومن المقرر أن تستضيف الصين وأفريقيا الدورة الجديدة للمنتدى في السنغال في وقت لاحق من هذا العام. سنعمل مع الأصدقاء الأفارقة لمواصلة تعزيز التعاون في مجالات رئيسية مثل الصحة، والقدرة الإنتاجية، والاتصال الإقليمي، والزراعة، والرقمنة، وحماية البيئة، والأمن العسكري، وتدريب الأفراد والمهارات، وتعزيز العلاقات ودفع التعاون بين الصين وأفريقيا إلى الأمام.
تعزيز الصين وأفريقيا التنسيق والتعاون في الشؤون الدولية والإقليمية. تعد الصين أكبر دولة نامية، بينما أفريقيا هي القارة التي تتمركز فيها الدول النامية بشكل أكبر، ويتمتع الجانبان بعلاقات صداقة تقليدية عميقة. إن الصين وأفريقيا رفيقان وشقيقان على نحو جيد في السراء والضراء، كما شريكان جيدان في التنمية المشتركة وصديقان حميمان في التعاون متبادل النفع. تعمل الصين وأفريقيا كتفا بكتف وتقفان معا في تدعيم الحقوق والمصالح المشتركة للدول النامية ودعم المزيد من الديمقراطية في العلاقات الدولية. في ظل تفشي كوفيد-19 الذي حدث هذا القرن والتغيرات العالمية غير المسبوقة ومواجهة التيار المعاكس مثل الأحادية والحمائية وسياسة القوة، ستدعم الصين وأفريقيا بعضهما البعض بكل حزم، وتتعهدان بحماية السيادة الوطنية، الكرامة الوطنية والحقوق المشروعة في التنمية، وتأييد التعددية الحقيقية ومعارضة أي تدخل خارجي، مما يشكل نظاما دوليا يتمتع بمزيد من العدالة والإنصاف.
بالتطلع إلى المستقبل، تدخل الصين مرحلة جديدة من التنمية، وتنفذ مفاهيم جديدة، وتبني نمطًا للتنمية جديدا لها، وتشرع في رحلة جديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة بطريقة شاملة. في نفس الوقت، تم بالفعل إطلاق منطقة التجارة الحرة الأفريقية رسميًا. ستواصل الصين وأفريقيا تعزيز التنسيق الإستراتيجي، وتعميق التعاون العملي، وتعزيز التبادلات الشعبية والثقافية، مما يحقق بناء مجتمع  صيني أفريقي أوثق ذي مصيرمشترك.