اعترف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن بلاده تدفع للميليشيات والجماعات المسلحة بالإضافة إلى القوى السياسية التي تدين لها بالولاء أموالًا طائلة.
وقال ظريف، خلال مقابلة مع صحيفة "اعتماد" الإصلاحية الإيرانية، اليوم السبت، عند سؤاله عما ذكره مسؤول في حركة حماس الفلسطينية، إن قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني سلمه 9 حقائق تضم 22 مليون دولار في عام 2006: "نعم، نحن ندفع المال، ولكن هذا لا يعني أن نوع العلاقة التي نتمتع بها مع الأصدقاء في المنطقة على أنهم وكلاء عن إيران".
وزعم ظريف، أن "ما تفعله إيران من تقديم الدعم المالي للجماعات الموالية لها في المنطقة، ليس شراء مرتزقة، وهذا هو الفرق بيننا وبين الآخرين"، مشيرًا إلى أنه لا يعرف حجم المال الذي تصرفه إيران على القوى الموالية لها في المنطقة.
وأضاف أن: "شراء المرتزقة لا ينجح، ولكن إيران تدفع دائمًا مقابل السياسة الخارجية، ولم نحاول توسيع نفوذنا"، مبينًا: "نحن أحد البلدان العديدة التي تقدم مساعدات إنمائية، على سبيل المثال قمنا ببناء برلمان جزر القمر أو جيبوتي خلال الفترة السابقة، وفي العديد من البلدان قمنا ببناء عيادات أو مستشفيات أو لدينا مشاريع تنموية، والولايات المتحدة، والصين، وحتى تركيا، تنفق الكثير من الأموال في الخارج، وبعض هذه الأموال عبارة عن مساعدات للأحزاب والجماعات السياسية، وهو ما تفعله العديد من الدول علانية أو بشكل سري".
وكان القيادي البارز في حركة حماس الفلسطينية محمود الزهار، أشار، في أواخر ديسمبر الماضي، خلال مقابلة تليفزيونية، إلى لقائه الأول مع الجنرال قاسم سليماني الذي قُتل في غارة أمريكية، مطلع العام 2020 وكيف تسلم منه في العام 2006 بأمر من الرئيس الإيراني السابق أحمد نجاد مبلغًا ضخمًا موزعًا على 9 حقائب، مضيفًا أن المبلغ كان 22 مليون دولار.
واعترف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال المقابلة، بقلة دوره في تشكيل السياسية الإقليمية لبلاده، مضيفًا:"كان لدي دور أكبر وأوسع في صياغة السياسات الخاصة بالاتفاق النووي الذي جرى إبرامه العام 2015 مع القوى الدولية".
وأوضح قائلًا: "لي دور أكثر محدودية في تشكيل السياسة الإقليمية، وقد دفعت شخصيًا ضريبة التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية في المرحلة السابقة“، مشيرًا: "أتمنى ألا أكون وزيرًا للخارجية في المرحلة المقبلة".
وفيما يتعلق بمستقبل الاتفاق النووي مع وصول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السلطة، قال ظريف: "رسالتنا إلى فريق بايدن يجب ألا يبحثوا عن التنازلات كما نحن كذلك"، مبينًا أن "المرشد الأعلى (علي خامنئي) كان يرى أن المفاوضات النووية هي بداية اختبار لنوايا الولايات المتحدة، فإذا نجحت يمكننا أن نتفاوض بعد ذلك مع ملفات وقضايا أخرى".