عانت بورسعيد على مدار سنوات طويلة من الإهمال الطبى بسبب قصر الخدمات الطبية على مستشفيات الحكومة متهالكة البنية الأساسية نتاج إنشائها منذ مايقرب من 50 عاما، ومنها ما بنى مع نشأة المدينة الباسلة فى أعقاب حفر قناة السويس والتى من بينها اسبتالية بورسعيد والتى سميت فيما بعد بالمستشفى الأميرى ثم مستشفى بورسعيد العام.

ومع تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل عادت الحياة مجددا الى الجسد الطبى البوسعيدي لما شهدته من نهضة طبية شاملة سواء فى المنشأت الطبية بشكل عام متمثلة في البينة الأساسية والمستلزمات الطبية وغرف العمليات وحتى الأطباء المهرة التى طالما تسول المواطن البوسعيدي لقائهم سواء في معاهد الدولة القومية الطبية وحتى الميسور منهم انتظر بالأيام والشهور كي يتمكن من لقائهم بعيادتهم الخاصة.

وجاءت مستشفى النصر التخصصي للأطفال في مقدمة مستشفيات المنظومة الطبية التى رفعت الأعباء عن كاهل المواطنين فى انقاذ ارواحهم وارواح أبنائهم لما تضمه من اقسام لعلاج جراحات الأطفال النادرة بين الأورام و القلب و الكلى وغيرها بجانب شمولها على احدث وحدة جراحات قلب وقسطرة على مستوى مصر بل على مستوى الوطن العربي بينها وحدة الخبير العالمي مجدى يعقوب وقسم قسطرة القلب والأوعية الدموية برئاسة الدكتور طارق رشيد أستاذ القلب والاوعية الدموية بجامعة عين شمس.

اقرأ أيضا:محافظ بورسعيد يستقبل رئيس قسم القلب والقسطرة بجامعة باليرمو

والتقت عدسات صدى البلد بالدكتور طارق رشيد رئيس قسم قسطرة القلب بمنظومة التأمين الصحى الشامل، فى محافظة بورسعيد ، من داخل إحدى الورش التعليمة المعدة لتدريب الكوادر الطبية من أبناء بورسعيد وخارجها للانضمام للمنظومة كنواة لتكوين فريق طبى متخصص فى عمليات القسطرة.

يقول الدكتور طارق رشيد: "لقد استطاعت بورسعيد أن تحقق ما فاتها من إهمال طبى على مدار السنوات الماضية لتصل فى فترة وجيزة لم تتجاوز العامين منذ تدشين منظومة التأمين الصحى الشامل على يد الرئيس عبد الفتاح السيسى، إلى كل هذا الإنجاز الطبي الكبير.

وأوضح رشيد، أن بورسعيد تشهد نهضة طبية شاملة لا توازيها أى محافظة أخرى خارج القاهرة والاسكندرية، وحتى مستشفيات الجامعات نتاج وجود غرف عمليات حديثة ومتطورة، وأجهزة طبية ومستلزمات وفرتها الدولة يدعمهم نخبة من الاساتذة المتخصصين فى جراحات وقسطرة القلب والأوعية الدموية فى مصر، بجانب العديد من الخبراء الاجانب الذين انبهروا خلال زياراتهم الأولى لبورسعيد بما شاهدوه من تجهيزات تساوى التجهيزات العالمية والتى كان آخرها الخبير الإيطالى الفيريدو جلاسي استشاري القلب والقسطرة بجامعة باليرمو الإيطالية ورئيس جمعية القلب الأوربية السابق للانسداد المزمن للشرايين.

وشدد الدكتور طارق رشيد، على أن الخبير الإيطالي أبدى سعادته البالغة بما شهده في بورسعيد وأكد رغبته في البقاء في الباسلة حتى انتهاء جائحة الكورونا لارتفاع الإجراءات الاحترازية والتزام الأطقم الطبية والمواطنين بها.

واثنى الدكتور طارق رشيد على استقبال اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد للخبير الايطالى، الفيريدو جلاسي استشاري القلب والقسطرة بجامعة باليرمو الايطالية ورئيس جمعية القلب الأوربية السابق للانسداد المزمن للشرايين، بديوان عام محافظة بورسعيد ، وذلك بحضوره والدكتور ياسر صادق رئيس قسم القلب بمجموعة مستشفيات كليوباترا والدكتور محمد امام استاذ الأوعية الدموية بمعهد القلب ومستشفى النصر، وذلك لمناقشة سبل تطوير المجال الطبى فى قسم القلب والقسطرة بمحافظة بورسعيد وخاصة بعد الطفرة الملحوظة فى منظومة الصحة ببورسعيد بتطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل وتطوير الكوارد الطبية على أعلى مستوى.

واكد رشيد على أن محافظ بورسعيد، مسئول بدرجة مواطن ومواطن بدرجة مقاتل، حيث إنه استطاع استثمار زيارة رئيس قسم القلب والقسطرة بجامعة باليرمو لمناقشة عدد من الملفات الخاصة بالتعاون بين المحافظة وجامعة باليرمو الإيطالية فى مجال أمراض القلب والشرايين بما يحقق أفضل مستوى طبى بالمحافظة فى هذا المجال .

وكشف رشيد أن مشاركة الخبير الإيطالى لأول مرة فى بورسعيد جاءت لورشة عمل مستشفى النصر التخصصي لعلاج الانسداد التام المزمن للشرايين التاجية بأحدث التقنيات العالمية في وجود الخبير العالمي بروفيسور الفريدو جالاسي أستاذ وخبير CTO تحت رعاية الهيئة العامة للرعاية الصحية.

وقال رشيد إن ورشة العمل ضمت نخبة من أساتذة القلب بمختلف الجامعات المصرية واستشاري القلب على مستوى الجمهورية وتهدف إلى التدريب على أحدث أساليب تقنيات علاج الانسداد التام المزمن للشرايين التاجية CTO باستخدام التقنيات والمعدات الحديثة، والتدريب على كيفية استغلال أدق وسائل التشخيص والتقييم والتصوير الطبي في علاج الحالات المعقدة من هذا المرض.

وشدد رشيد أن الورشة تأتي ذلك ضمن استراتيجية هيئة الرعاية الصحية بالعمل على الارتقاء بمستوى مهارات وكفاءة مقدمي الخدمات الصحية من خلال التدريب المستمر، بما يضمن تقديم أفضل خدمة طبية للمرضى على أعلى مستوى ووفقًا لأحدث الممارسات العالمية.

وكشف رشيد أن فريق قسطرة القلب نجح فى القضاء مطلقا على كشوف الانتظار نهائيا لافتا الى أن المريض الآن يجرى العملية فور إنهاء التحويل فى مدة لا تتجاوز يوم وإذا كانت الحالة طارئة فيتم إجرائها فورا دون انتظار أوراق.

وابدى الدكتور طارق رشيد انبهاره الشديد بالخدمات الفندقية التى لمسها والأطباء فى بورسعيد مشدد على أن بورسعيد يجب أن تأخذ حقها سياحيا خاصة فى سياحة المؤتمرات والسياحة الدولية.

واختتم رشيد حديثه لصدى البلد قائلا يكفى أهالى بورسعيد أن الخبير الإيطالى أخبر الجميع أنه يشعر أنه فى قطعة من أوروبا خلال زيارته لبورسعيد.