الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مَلامِح مِنْ قيَمِ وأخْلاقِ الإسْلام

عِنْدَما نَشَرْتُ مَقالي السابِق عَنِ السَيِّدِ المَسيح عَلَيْهِ السَلام في (2 يناير 2021م) بِصَحيفة "صَدَى البلد" الإلْكترونية – بِمُناسبة أعْيادِ الميلاد – تَخَيَّلَتْ في المَقال "عَوْدَتهُ عَلَيْهِ السَلام إلى الأرْض !؟!" ليُلْقي نَظْرة على مَشْهَدِ العالَمِ البائِسِ الذي يَضْربهُ الوَباء – وكَيْفَ غَمَرَهُ الشُعور بِالأسى على مَصيرِ الإنْسان ...!؟! – وقَدْ تَجاهَلَتْ البَشَرية تَعاليمهُ ودَعْوَتُهُ لِلمَحَبَّة والتَراحُم والتَسامُح فيما بَيْنَها ...!؟! – لاقى المَقال رُدود فِعْل طَيِّبة مِنْ جانِبِ الأصْدِقاءِ والقُرَّاء "مَسيحيين ومُسْلمين" وكانَتْ هُناك تَعْليقات مُقَدَّرة لِأساتِذة كِبار أشادوا جَميعًا بِفِكْرة المَقال رَغْمَ تَنَوُّع الرُؤى والأفْكار ...!؟!
 

– غَيْرَ أنَّ التَعْليق الذي اسْتَوْقَفَني كانَ لِلصَديقِ العَزيز "العميد بَحَري خالد أمين" الذي لَمْ ألْتَقهِ سِوى مَرَّة واحِدة في يَناير مِنَ العامِ الماضي إبان مَعْرَضِ القاهِرة لِلْكِتاب بِجناح "دار الهِلال" حَيْثُ كُنْتُ أقوم بِتَوْقيعِ كِتابي الجَديد عَنْ "مِحْنة التاريخ في علاقةِ العَرَبْ بِالغَرْب" كانَ يَتَجَوَّل في أجْنِحةِ المَعْرَض بِصُحْبَةِ إبْنِهِ "عُمَرْ" دارِس العُلومِ السياسية بِكُلِّية الاقْتِصاد جامِعة الاسْكندرية – دارَ بَيْنَنا حِوار حَوْل مَوْضوعات الكِتاب، وتَطَرَّق الحَديث إلى صَديقٍ مُشْتَرَك هو اللواء "محفوظ طه" المُدير الأسْبَق لِلْكُلِّية البَحَرية الذي تَعَرَّفْتُ عَلَيْهِ خِلال فَتْرة عَمَلي خارِج مَصْر – مُنْذُ تِلْكَ اللحْظة نَشَأتْ عِلاقة صَداقة وَطيدة بَيْنَنا – فَلَمْ يَنْقَطِعْ الاتِّصال رَغْم ظُروف الحِصار الذي يُفْرِضهُ "وَباء كورونا" على العَديد مِنْ مَظاهِرِ الحياة – وقَدْ تَرَكَ بِروحِهِ الطيِّبة أثَرًا طَيِّبًا في النَّفْسِ بِثَقافَتِهِ الواسِعة وتَعْليقاتِهِ القَيِّمة على كُلِّ ما أكْتُبْ – فَضْلًا عَنِ الحوارات التي تَدور بَيْنَنا مِنْ آنٍ لِآخَر حَوْلَ العَديد مِنَ القَضايا التي تَتَعَلَّق بِالشأْنِ العام ...!؟!
 

.... حَتَّى أنَّهُ في تَعْليقِهِ الأخير على مَقال "عَودة المَسيح" كَتَبَ بِقَوْل "مَقال غاية في الرَوْعة والإبْداع سيادة المُسْتَشار – مُنْتَظِرًا مَقالَكُم عَنِ الإسْلام – مِثْلَما أبْدَعْتُم في مَقالِكُم عِنْ بِداية المَسيحية ورِسالة السَيِّدِ المَسيح عَلَيْهِ السَلام ...!؟!"... لِهَذا فَإنَّني أهْدى هذا المَقال إلى "الإنْسان النَبيل العَميد بَحَري خالد أمين"...!؟! – الذي لَمْ تَمْنَعهُ مَسْئولياتِهِ العَديدة مِنَ المُشارَكة بِالرأْي في كُلِّ ما أكْتُب ...!؟!... إنُّهُ إلى حِوار "اللواء ناجي شهود" و "اللواء محفوظ طه" مِمَّن عَرَفْتَهُمْ عَنْ قُرْب – مِثال "المُثَقَّف الحَقيقي" وشَجرة طيِّبة وارفة الظِلال مِنْ أشْجار هذا الوطَنْ ...!؟!.

• يَعْلَمُ المُنْصِفون في الشَرْقِ والغَرْب أنَّ الإسْلامَ جاءَهاديًا لِلنَّفْسِ البَشَرية مِنْ نَوازِعِ الشِرْكِ والضَلال، مؤْتَلِفًا مَعَ الطَبيعة البَشَرية، وأقامَ قَوانين الوجود على أساسٍ مِنَ التأمُّلِ والفِهْم – حاثًَّا على كَشْفِ أسْرارِ الكَوْنْ – ونَظَّمَالعِلاقاتِ الاجتِماعية على أساسٍ مِنَ الواجِب والمَسْئولية والتأْكيد على المَثوبة والجزاء – فَشَرْعٍ مِنَ الدِّين ما شَمَلَ الدُّنْيا بِإرْساءِ قَواعِدِ الأخْلاقِ لِتَوْفيرِ الحياة وإعْلاءِ كَرامةِ الإنْسان، ورَبْطِ ما بَيْنَ الدِّينِ والدُّنْيا بِرِباطٍ مِنَ الوِحْدة والاتِّساق –وأكَّدَ الإسْلام علىالْوَحْدانية الخالصة التي جَوْهَرِها الإيمان بِإلهٍ واحِدٍ لا شَريكَ لَهُ – ولَمْ يَلْجَأْ رَسولُ الإسْلام إلى المُعْجِزاتِ والخَوارِقِ لإثْباتِ رِسالَتِهِ، بَلْ كانَتْ الدَعْوة إلى الإسْلام تُخاطِبُ العَقْلِ والنَظَرِ والفِكْرْ، فَلَمْ تَعْرِفْ العَنَتْ والإكْراه، بَلْ قامَتْ على المُسالَمَة والإقْناع – فَلَيْسَ لِلنَّبيِّ أْنْ يُكْرِهَ أحَدًا على الإيمان.

• يَتَمَيَّزالإسْلام بِأنَّهُ دَعْوة لِحياةٍ مادِّية ورَوْحية مُشْتَرَكة – حَياةتَشْمَلْ كُلَّ ما يَتَعَلَّقَ بِالإنْسانِ مِنْ هَواجِسِ النَفْسِ البَشَرية إلى جانِبِ الحَقائِقَ الكَوْنية – والقُرْآنالكَريمْ يُقَرِّرْ: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾ [القصص: 77] – فالإنْسان لا يُمْكِنَهُ الاسْتِغْناء عَنْ حاجاتِهِ المادية وتَطَلُّعاتِهِالرَوْحية – وقَدَرالإنْسان في هذهِ الحياة أنْ يأْخُذ مَوْقِعًا بَيْنَ هاتَيْنِ الحَقيقَتَيْنِ المُتَضادَتَيْن "المادَّة في مواجَهة الروح" وهُنا يأتي الإسْلام بِاعْتِبارِهِ الحَلِّ الأمْثَل لِلإنْسان، لأنَّهُ يَعْتَرِف بِالثُنائية في طَبيعَتِهِ – وأيِّ حَلٍّ آخَر يَغْلِب جانِبًا مِنْ طَبيعَةِ الإنْسان على حِسابِ الجانِبِ الآخَر مِنْ شأْنِهِ أنْ يَعوقَ إنْطِلاق الإنْسانية في تَحْقيقِ هَدَفِها نَحْو إعْمارِ الكَوْنِ وإقامَة المَدَنية والإعْلاءِِمْن شأْنِ القيَمِ الدينية، ورُبَّما يؤدِّي إلى نُشوءْ صِراعٍ داخِلي يُصيبُ النَّفْسَ البَشَرية بِالتَشَوُّهاتِ والفِصام – ويَضْرِبُ المُفَكِّرُ الإسْلامي "الدُّكْتورعزت بيجوفتش"*رئيس جمهورية البوسنة الأسْبَق – المِثالعلى وجود مِثْل هَذهِ التَشَوُّهات في الحَضارة الغَرْبية مِنْ واقِعِ الصِراعِ الحادِث بَيْنَ المُثُلِ العُلْيا لِلمَسيحية والنَماذِجِ السياسية لِلمُجْتَمَعِ في الغَرْبِ التي نَشَأتْ وتَطَوَّرَتْ مُنْفَصِلة مُسْتَقِلَّة عَنْ هَذِهِ المُثُلْ – "فالكَنيسة تَرْعى الروح، بَيْنَما تَتَحَكَّم الدَوْلة في الأجْسام"ووِفْقًا لِمَقولة المَسيح عَلَيْهِ السَّلام "إِعْطِ ما لِقَيْصَرٍ لِقَيْصَرْ، وإِعْطِ ما لله لله" [إنجيل متى: 22-11].فَقَدْ تَمَّ السَماح لِلإنْسان الغَرْبي أنْ يَكونَ "مَسيحيًا" في حَياتَهَ الخاصَّة، وأنْ يَكونَ "ميكيافيلِّيًا"**في أعْمالِهِ ومُعامَلاتِهِ العامَّة. 

• وثَقافة الإسْلام – بِما تَشْتَمِلْ عَلَيْهِ مِنْ قيَمٍ وأخْلاق – لَهاسِماتٍ وخَصائِص تَنْفَرِدْ بِها عَنْ غَيْرِها مِنْ الثَقافات – فَهي تَدْعو إلى العَدالة والتَراحًم والمُساواة بَيْنَ بَني البَشَرِ في الحُقوقِ والواجِبات وتَحْريرَهُم مِنْ أغْلالِ العُبودية لِغَيْرِ الله، واحْتِرامِ الإنْسان لِذاتِهِ ولِلآخَرين، ومَسْئوليَّتِهِ عَنْ سُلوكِهِ أمام ضَميرِهِ وخالِقِهِ – وتَقومعلى أساسٍ مِنَ التَوْحيد الخالِص لِمُبْدِعِ الكَوْنِ وبارِئِهِ، والنَظْرَة الإنْسانية لِكافَّة المَخْلوقات في التَعامُل مَعَها مِنْ جَمادٍ وحَيوانٍ ونَباتْ، وتَقومْ على أساسٍمِنَ التَوازُنِ بَيْنَ الفَرْدِ والجَماعة – بَيْنَ الحَقِّ والواجِبْ – بَيْنَ العَقْلِ والوَحي – بَيْنَ العِلْمِ والإيمان – بَيْنَ المادَّة والروح – غاية رِسالَتِها إتْمامِ مَكارِمِ الأخْلاقِ وتَكْريمِ الإنْسانِ دونَ تَعَصُّب لِعُنْصُرٍ أو تَمْييز لِجِنْسٍ على آخَر – فَهىفي جَوْهَرِها ثَقافة عالَميَّة لا تَعْرِفْ الجُمود والانْغِلاقِ مُتَفَتِّحة على كُلِّ ثَقافة تَأخُذ مِنْها ما يُلائِمَها، يَنْضوي تَحْتَ لِوائِها كُلِّ أجْناسِ البَشَرِ في إطارٍ مِنَ العَدْلِ والمُساواة – تَدْعوإلى إلَهٍ واحِد هو الله رَبُّ العالَمين ونَبيِّها أَرْسَلَهً الله رَحْمَةً لِلجَميعِ ليُخْرِجَ النَّاسُ مِنَ الظُلُماتِ إلى النُّورْ – وجاءَتْ في مُجْمَلِها تَعْبيرًا عَنْ "مَنْهَجِ الوَسَطية" فَلامَجال لِغُلوٍّ أو تَفْريط – وأعْلَتْ مِنْ قيمَة الفِكْرِ والتَفْكير ليُصْبِحَ بِمَثابة الفَرِيضة الواجِبة، فأثْمَرَتْ بِخَصائصَها المُتَفَرِّدة حَضارةٍ زاهِرة بَهَرَت العالَم مِنْ حَوْلِها بِإنْجازاتِها في كافَّة ميادينَ العِلْمِ والفِكْرِ وبِقُدْرَتِها الهائِلة على التَسامُح واتِّصافِها بِالشُمولِ فًهى تَجْمَعُ بَيْنَ الدُّنْيا والدِّينْ في كَيانٍ واحِدٍ مُتوازِن يُعَبِّرُ أصْدَق تَعْبيرعَنْ إنْسانيةِ الإنْسان. 

• والمَسْئولية في الإسْلام لَيْسَتْ مَسْئولية الضَمير أو مَسْئولية القانون فقط – وإنَّما هي مَسْئولية الإنْسان أمامِ الله، فَهي مَسْئولية لا تَقِفْ عِنْدَ الحُدودِ الظاهِرة مِنَ الأقْوال والأفْعال فَحَسْبْ، بَلْ تَتَناوَل الظاهِرَ والباطِنْ – فاللهلا يَخْفَى عَلَيْهِ شَئْ في الأرْضِ ولا في السَّماء، وهو عَليمٌ بِذاتِ الصُدور – فالإنْسانمَسْئول عَنْ نَواياه، والجَماعة مَسْئولة عَنْ عَمَلِها، ومِنْ هَذهِ المَسْئولية يُبْرِزُ الواجِب كَمَبْدأٍ أساسي في النِّظامِ الإسْلامي – ويَعْنيارْتِباط الحَقِّ بِالواجِبِ في النَظَرية الإسْلامية أنَّ ما لِلفَرْدِ وما لِلجَماعة مِنْ حَقّْ، فَهوَ واجِب على الفَرْدِ والجَماعة يَرْقى إلى دَرَجة ِالإلْزام – وعلىهذا الأساس فَإنَّ تَدْعيم الشُعورِ الدِّيني وتَنْقيَتَهُ هو الحَلُّ الأمْثَل لِتَدْعيمِ الشُعورِ الأخْلاقي وتَقْوية الشُعورِ بِالواجبِ والالْتِزامِ بِقَضايا الجَماعة والتَضْحية في سَبِيلِها – وعلىعَكْسِ ما حَدَث في الغَرْبِ – نَجَحَ الإسْلام – مُنْذُ أيَّامِهِ الأولى في التَوْحيد بَيْنَ الدِّينِ كَمَصْدَرٍ لِلأخْلاقِ والشَريعة التي هي بِمَثابةِ روحِ القانونِ كَمَصْدَرٍ لِلنِّظامِ الاجْتِماعي والسياسي– وهَكَذا تَطَوَّرَتْ – دوْنَ تَنَاقًضْ – النَزْعاتِ الروحية والصوفية مَعَ المَنْظومَة الفِقْهية. 

• ويَبْلُغُ الإخاءُ الإسْلاميُّ حَدِّ الفَريضة، فَلا يَكْتَمِلْ إيمان الفَرْدِ حَتَّى يُحِبَّ لِأخيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ، وهو إخاء يَرْقى بِالإنْسانِ إلى غايةِ البِرِّ والرَحْمة دونَ ضَعْفٍ أو اسْتِكانة، فَهَذا الإخاء هو الذي يَطْبَعُ القيَم الإسْلامية بِطابِعِها الفَريدِ مِنْ الحُرِّية والعَدْل - ويُجَرَّد الفَرْدُ مِنْ شَهَواتِ المالِ والجَسَدِ والسُّلْطانْ، وتَسْتَقيم مَعَهُ الُمساواة على الواجِبِ والضَمير أكْثَر مِمَّا تَسْتَقيم على وازِعِ القانون - فالمُساواة فيالإسْلام تَقوم على أساسٍ مِنَ العَقيدة، فالنَّاس سواسية أمامَ الله مِنْ حَيْثُ الواجِبِ ومِنْ حَيْثُ الجَزاءْ – هَذِهِ المُساواة تؤْكِّدُها الفَرائِضِ والعِباداتِ ويَجْري تَطْبيقِها وِفْقًا لِروحِ الإسْلام – وساوىالإسْلام بَيْنَ الرَجًلِ والمَرْأة في الحُقوقِ والواجِباتْ، ولَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَهُما إلَّا فيما تَقْتَضيهِ طَبيعة كُلٍّ مِنْهُما مِنْ أعْمالٍ وتَكاليفْ – وأنْكَرَالإسْلام العُنْصُرية والتَمايُز والاسْتِعْلاء والَتفاخُر بِالأنْساب، لَكِنَّهُ لَمْ يُنْكِرْ التَفاوُت في مَآثِرِ الأفْرادِ وتَمَيُّزِهِمْ العَقْلي والخُلُقي بِالتَّقْوى والعِلْم، فَهَلْ يَسْتَوي الذينِ يَعْلَمونَ والْذينَ لا يَعْلَمونْ ..؟ وقَدَّمَ الإسْلامُ حَلًَّا نِهائيًَّا لِمُشْكِلةِ الفَقْرِ والعَلاقة بَيْنَ الأغْنياءِ والفَقَراءِ بِفَرْضِ الزَّكاة التي جَعَلَها أَحَدْ أرْكانه الأساسية التي يُتَعَبَّدْ بِها – فَهي قَرينة الصَلاة – كَماحَثَّ على أعْمالِ البِرِّ والتَقَرُّبِ إلى الله بِالصَدَقاتِ والإنْفاقِ في وُجوهِ الخَيْر – فالإسْلاميُقيمُ قانونَ لِلتَوازُنِ والعَدْلِ بَيْنَ أفْرادِ الأمَّة الإسْلامية، بِحَيْثُ يُصْبِحُ لِلفَقيروالمَحْروم حَقٍّ مَعْلوم في مالِ الثَريِّ المَيْسور – فَكانَتْ الزَّكاة أساسًا لِلتَكافُلِ الاجْتِماعي الذي يُمَيِّزُ شَريعة الإسْلام – فالأهْدافالاجْتِماعية لِلإسْلامِ مَقْصورة على التَخَلُّصِ مِنَ البُؤْسِ والفَقْرِ ولا تَمْتَدُّ إلى تَسْوية المَلَكية بَيْنَ الجَميع أو الاسْتيلاء على أمْوال الأغْنياء – فالغاية هي القَضاء على الفاقة والحِرْمان حِفاظًا على كَرامةِ الإنْسان.

• ...هَذِهِ بَعْضٌ مِنْ مَلامِحِ الإسْلام – فالمُسْلِمونَ مُطالَبونَ الْيَوْمَ بِتَفْعيلِ قيَمِ الإسْلامِ الحَقِّ في حَياتِهِمْ، حَتَّى يَكونوا مُعَبِّرين عَنْ صِدْقِ انْتِمائِهِم لِلإسْلام– وغَيْرَالمُسْلِمينَ مُطالَبينَ بِإعادَةِ النَظَرِ في مَوْقِفِهِمُ العَدائي مِنَ الإسْلام – لِأنَّهُ لاعِلاجَ لأزْماتِهِم الروْحية والمادِّية التي تَعْصِفُ بِمُجْتَمَعاتِهِم في غَيْرِ الإسْلام...؟!؟ هذاهوَ الإسْلام ... وهَذِهِ حَقيقَتَهُ... لا يَجِبُ الاخْتِلافَ حَوْلَها ... لِأنَّ رِسالةَ السَماءِ الأخيرَةِ إلى الإنْسانيةِ الراشِدة–لايَنْبَغي أنْ يَخْتَلِفَ عَلَيْها أحَد ... إلَّامَنْ تَنَكَّرَ لِلعَقْل وجانَبَ الرُشْدَ والصَوابْ...!؟!.

____________________________________

* د/ على عزت بيجوڤيتش "الإسلام يين الشرق والغرب" ترجَمة محمد يوسف عدس – موسسة باڤاريا – ألمانيا – طبعة 1997م.

** نيقولا ميكياڤيلي (1469-1527م) مؤَلِّف كِتاب "الأمير" الذي دَعا فيهِ إلي الفَصْلِ بَيْنَ السياسة والأخْلاقِ الفاضِلة – فالغاية عِنْدَه تُبَرِّر الوَسيلة – ومِنْ أقْوالِهِ: على الإنْسان أنْ يَكونَ بارِعًا في الكَذِب والغِش. واشْتَقَّ مِنْ اسْمِهِ مُصْطَلَح "الميكياڤيلية بِمَعْنى الخداع السياسي" و"ميكياڤيلي" هو مَنْ يَعْتَنِق مَذهبه في السياسة وتَحْقيقِ الهَدَف بِغَضِّ النَظَرِ عَنِ الوَسيلة.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط