الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«بايدن» أسئلة في العصر الأمريكي الجديد


منذ الحرب العالمية الثانية، والعالم كله يردد هذه المقولة شبه الخالدة، "إنه إذا عطست الولايات المتحدة الأمريكية أصيب العالم كله بنزلة برد" وتغيرت العصور وتبدلت العهود. لكن لا تزال الامبراطورية الأمريكية كما هى، قوية ولها أجندات إمبراطورية ورؤى تختلف من قائد لآخر، لكن الذي لا خلاف عليه. هو أن تبقى الولايات المتحدة الأمريكية أو أمة المهاجرين القوة الأعظم في العالم وهى كذلك بالفعل.

وخلال فترة الاضطرابات والمعارك تجاه الانتخابات الأمريكية الرئاسية الأخيرة، انشغل بعض "السذج والظرفاء" للأسف بمقولة أن الربيع سيعصف بالولايات المتحدة الأمريكية. وأن خلاف ترامب وبايدن، قد يكون سببا في هزة ضخمة لهذه الإمبراطورية الجبارة التي تنتشر أساطيلها في البر والبحر والجو عبر قارات العالم المختلفة.

 لكن القضية في رأي كثيرين وأنا واحد منهم، لم تكن تتجاوز "خلاف شرس" بين قائد سيرحل وآخر سيأتي. 
لا أحد ينكر أن الولايات المتحدة اليوم منقسمة بين معسكر ديمقراطي وآخر جمهوري، وهو ما يبرز من تصويت قرابة 75 مليونا من الأمريكيين لترامب ومثلهم وبزيادة 5 ملايين آخرين لبايدن.

لكن "الربيع نفسه" سيبقى بعيدا عن الولايات المتحدة الأمريكية لعقود قادمة في رأيي. وإن كانت بعض إدارات الشؤون فيها مثل إدارة أوباما شجعت عليه وشجعت الفوضى ورعتها عبر هيلاري كلينتون وغيرها. فالولايات المتحدة الأمريكية نفسها محصنة ضد الربيع والدمار لعقود قادمة.

والسبب باختصار أن لديها أعظم دساتير على الأرض ولديها ديمقراطية عفية تسمح بمعركة هائلة مثل التي خاضها ترامب ضد بايدن، ثم تخرج واشنطن منها كأن لم يحدث شىء.

"الديمقراطية الرهيبة" رغم الزلات والخلافات أكبر مما يظنه الكثيرون. ولعل بايدن رغم الخلاف معه وفق ماضيه حتى الآن، كان محقا في البداية عندما احتدم الخلاف قبل أكثر من شهرين ونصف على منصب الرئاسة فقال إن الدستور الأمريكي واضح يوم 20 يناير ظهرا تسقط شرعية رئيس وتتقدم شرعية آخر وهو ما كان.

 لكن المهم وبعد يومين فقط من تولي بايدن رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وكما هى عادة العالم كله الآن، وبعد ساعات من قراراته المكثفة في الهجرة والتغير المناخي ومد معاهدة الأسلحة النووية 5 سنوات والتفكير في العودة سريعا لمنظمة الصحة العالمية، أن نتلمس فكر ادارته وخطواتها.

وبالطبع كان بارزا عندما تقدم بعض الوزراء الجدد في ولاية بايدن للكونجرس لعرض رؤاهم تجاه الفترة الجديدة، أن دولة مثل إيران، سيطرت سيطرة شديدة على محاور كلمات "بلينكين ورفاقه" وهو ما يدل على أنها تمثل تهديدا متصاعدا للولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها. وفي حين أن الرئيس السابق ترامب قيدها بسلسلة هائلة من العقوبات وخرج من الاتفاق النووي. فإن بايدن سيسلك وفق الواضح، "طريق الاتفاق" معها ولا يزال لدى إيران ومعها الكثير الذي سيقال الفترة القادمة.

لكن كيف ستتصرف إدارة بايدن مع روسيا ومع التواجد الروسي في ملفات عدة في المنطقة؟! كيف ستتصرف مع الصين وهى ذا تواجد مكثف في المنطقة وخارجها؟ صحيح أن السياسة الخارجية الأمريكية كانت الحاضر الغائب خلال حملة الانتخابات الرئاسية ولم يشأ بايدن أن يتورط فيها وركز على قضايا الأمريكيين مثل كورونا وغيرها لكنها ستكون ميدانه الحقيقي بالفعل فهو مجال إمبراطوريته التي يبحث عنها بطريقة قد تغضبنا.

هل يكون أوباما 2 أم بايدن المختلف؟ هل نصطدم به في ملفات حقوقية وديمقراطية؟ أم يفهم مغزى الفوضى طوال 10 سنوات مضت في العالم العربي، ويعرف أن الدولة الوطنية تتعرض لهجوم سافر والدليل ليبيا والعراق وسوريا ولبنان واليمن.

إنها أسئلة وقراءة سريعة مختلفة الزوايا والرؤى تحاول أن تستكشف أبعاد العالم الجديد مع بايدن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط