الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب البراهمي تكتب: عيشوا اللحظة

صدى البلد

 أنعم الله سبحانه وتعالى على كل خلقه فلم يترك إنسانا دون أن ينعم عليه. ولكن الإنسان نفسه لا يشعر بالنعمة لأنه دائما يتطلع إلى ما ليس في يده، إلا النادر من البشر .
فلماذا لا يسعد الإنسان بالنعمه ولا يستمتع بها فالبعض انعم عليه الله بالصحة والبعض بالمال والبعض بالأولاد والبعض بزوجه محبه أو زوج محب . والبعض بمسكن جميل والبعض براحه البال . والبعض أسره وأهل يدفئون حياته .والبعض عمل ومصدر رزق لا يجده غيره . والصديق المخلص أو الصديقة المخلصة من نعم الله . والجار الطيب من نعم الله . والزميل المتفهم البشوش من نعم الله 
وكثيرا جدا من النعم .
ولكننا للأسف لا نعيش فيها ولا نشعر بها لأنها موجودة  . 
فمن لديه الصحة ينظر لمن لديه المال فيشعر بنقص ما عنده . وبدلا من حمد الله على نعمته يشعر بالحرمان من المال فينغص على نفسه حياته .
ومن لديه الأولاد. لا يلاعبهم ولا يتقرب منهم بالعكس يبعد عنهم ليستريح من الضوضاء ويشغل فكره بأنه لا يستطيع توفير متطلباتهم 
رغم أنه لو اغدق عليهم بالحب والتعامل الحسن لكانوا أسعد حالا ممن لديهم المال . 
ومن  أنعم الله عليه بمنزل بسيط لا يستمتع فيه بالبهجه لأنه يطمح في منزل أوسع أو حي أرقى . 
ومن لديه عمل لا يشكر الله عليه رغم أن غيره لايجده  ولكنه يذهب متأففا ساخطا كارها لهذا العمل . 
 ومن لديه المال يبحث عما ينقصه من راحه بال أو صحه 
ولا يحمد الله ولا يتصدق و كل همه كيف يزداد .
ومن لديه أهل لا يسأل عنهم ويبتعد رغم أن غيره يتمنى أن يكون لديه أهل يكونون له سند أو يشاركونه مباهج الحياة أو آلامها . 
ومن لديه زوجه محبه يطمع في الصداقات المحرمة ويبتعد عن زوجته. 
وكذلك بعض الزوجات لا تحمد الله ودائما تقارن بين زوجها والآخرين . فلا هي عاشت سعيدة معه ولا هي ستتزوج الآخرين . 
نعم الله كثيرة جدا لا تعد ولا تحصى 
فحافطوا عليها بالحمد .
عيشوا تلك النعم . لماذا دائما نتحسر على ما فات ولا نرى الجمال الذي في أيدينا .
لماذا نتذكر الماضي رغم أننا عندما كنا فيه لم نعشه .
أغلب البشر يقولون ياريت أيام زمان ترجع تاني . 
ولو عادت نفس الأيام لفعل نفس الشخص نفس الأفعال  
لأنه هو نفسه لا يعيش النعم .
فعش  أيامك كما هي واستمتع بلحظاتها  وبكل ما فيها .
فالطعام البسيط الذي تتذوقه ربما غيرك لايستطيع ان يأكله وربما غيرك لا يجده اساسا .
والمسكن الضيق ربما غيرك يتمناه . 
 والاهل كثيري الطلبات ربما غيرك يتألم لفقدهم. 
دائما دعائي اللهم اعطني كل نعمه في وقتها . فما أصعب أن يكون للإنسان المنزل الواسع مع الوحدة . أو المال الوفير مع المرض . فاللهم اكرمنا بما أنت اهله وليس بما نحن نستحق. 
عيشوا اللحظات واشكروا الله على النعم بالرضا بها  وحسن استغلال وجودها .فاليوم الذي يذهب من العمر لا يعود  والتحسر على ما فات لا يفيد