الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هند عيسى تكتب: مصر دولة المواطنة

صدى البلد

إن تعريف الوطن أوسع من مجرد مكان، وهذا ما فسره د. جمال حمدان في كتابه «شخصية مصر» حيث قال: إن الوطن علاقة بين الجغرافيا والتاريخ، وإنه توافق للزمان والمكان في نفس الإنسان. إنّ الوطنية عبارة عن مشاعر، ومن يعرف المعنى الحقيقي للوطن يتولد عنده الانتماء إليه، وتتولد عنده طاقة إيجابية تحُثّه على العمل والإنتاج والتفاؤل رغم كل الأزمات والمشاكل.

والمواطنة هي الدائرة الأوسع التي تستوعب مختلف الانتماءات في المجتمع كما أنها تضع من المعايير التي تلزم الأفراد بواجبات والتزامات معينة تحقق الاندماج والتشاركية في تحقيق مصالح الأفراد والوطن من ناحية، ومن ناحية أخرى تسم المواطنة وسبل تكريسها بالمسؤولية العامة والأهداف الوطنية.
ومن ثم تعد المواطنة هي البوتقة التي تضمن انصهار جميع الانتماءات لصالح الوطن ضمن أطر نظامية ومن خلال الالتقاء على أرضية المصلحة الوطنية العامة، ويتم ذلك بناء على معطيات الفكر العالمي اليوم والتي يروج لها في ساحاتنا الفكرية ومنتدياتنا الثقافية من خلال ابعاد الهوية، الانتماء، التعددية وقبول الاخر، الحرية والمشاركة السياسية.

كما انها تقوم على إقرار مبدأ المساواة في التعامل مع أفراد المجتمع ولا يمكن بفضل هذا المبدأ تفضيل فئة على أخرى ولا حتى شخص على آخر هذا يعطي انطباع لكافة فئات المجتمع أن القانون يطبق على الجميع وهذه المعطيات بمجملها تجعل من التناقضات في المجتمعات وحدة اجتماعية يهب فيها الجميع متوحدين للمحافظة على الانجازات الاجتماعية.

وتهدف لخلق مجتمع راق وضع له أسلوب قانوني اجتماعي في الحياة، وهذه القاعدة ما كان لها أن تنهض لولا التناصر فيما بينها وجعل مصلحة المجتمع فوق مصلحة الفرد بل فوق مصلحة الطائفة وبالتالي مصلحة دولتهم فوق كل مصلحة وهذا هو أساس المواطنة وأننا جميعًا كمصريين نسيج واحد متماسك شريك في حب الوطن والإخلاص له وتجمعنا روابط الأخوة والسلام والمحبة وتعتبردراسة المواطنة مهمه لتعزيز المشاركة في خدمة المجتمع ومعرفة الحقوق والواجبات.

شكلت الدولة المصرية على مر العصور نموذجًا متميزًا في الوحدة الوطنية بين نسيجي الأمة مسلمين ومسيحيين واثبت التاريخ ان الوحدة الوطنية كانت من اهم ركائز وتقدم مصر قبل وبعد الفتح الإسلامي واستطاعت مصر بمسلميها ومسيحيها ان تقدم للوطن أفضل ما لديها وان تحقق ازدهار سريع وطفرات اقتصادية وعلمية وعسكرية.

المسلمين والمسيحيين شركاء حتى في النضال الوطني والوحدة الوطنية فثورة 1919 كان شعارها عاش الهلال مع الصليب وفي حرب 1973 سعيا سويا لتحرير الأرض وتحقيق النصر ورد العدوان فمصر بلد المواطنة والتعايش المشترك في وطن واحد و دولة الثلاثين من يونيو مثلت نقطة تحول فارقة ومضيئة بعد أن تسارعت وتيرة الجهود على كافة الأصعدة لبناء دولة تعلي وترسخ قيم المواطنة والانتماء وعدم التمييز والمساواة بين مختلف طوائف الشعب في الحقوق والواجبات، فضلًا عن توفير حياة كريمة لجميع المواطنين دون النظر إلى ديانتهم أو معتقداتهم فالكل سواء، لتشكل هذه القيم حائط صد وخط دفاع لمواجهة الكثير من التحديات والمحاولات لإثارة الفتن داخل المجتمع المصري، والحفاظ على أمنه واستقراره وبذلت الدولة جهودا بملف المواطنة، لاسيما بناء وترميم وتقنين أوضاع الكنائس، وكذلك اتخاذ خطوات جادة ومتوازية في محاربة الإرهاب وقضية البناء والتنمية .