الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة هزيمة أقوى مصارع على يد النبي محمد

قصة ركانة بن يزيد
قصة ركانة بن يزيد

وردت قصة مصارعة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- رُكانةَ بنُ يزيدٍ في عدد من كتب الحديث النبوي الشريف وكتب السيرة النبوية المطهرة، ومن العلماء الذين ذكروها: الإمام الترمذي، والإمام أبو داود، والإمام الحاكم في المستدرك، كما ذكره الإمام ابن عبدالبر في "الاستيعاب"، وابن هشام في "السيرة النبوية"، والبلاذري في "أنساب الأشراف"، وابن الأثير في "أُسْدُ الغابة"، وابن حجر في "تمييز الصحابة"، وغيرهم.

وتوفي رُكانة في أول خلافة معاوية سنة اثنتين وأربعين، وقال أبونعيم: مات في خلافة عثمان، وقيل: عاش إلى سنة إحدى وأربعين.

للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- معجزات عجيبة، كان بعضها سببًا في إسلام البعض، وقصة ومعجزة اليوم كانت مع أمير من أمراء العرب المشهورين وفرسانهم الأشداء، ضخم الجسم، وقوي العضلات، وما صارع أحدًا إلا صرعه.

وفي يوم قبل الهجرة النبوية المباركة دعاه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى الإسلام، فأبى، فتحداه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يتصارع معه، وإن غلبه يتقبل ما يدعوه إليه النبي، وبالفعل صارعه النبي -صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله- فصرعه ثلاث مرات، ولم يكن أحد قد غلبه من قبل، وفوق كل هذا أراه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- معجزة أخرى، حيث دعا له شجرة فأتت إليه تسعى، ثم أمرها فعادت إلى مكانها مرة أخرى.

حديث القصة:
قال أبو داود: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَسْقَلاَنِىُّ عَنْ أَبِى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىِّ بْنِ رُكَانَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رُكَانَةَ صَارَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَصَرَعَهُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم....

وتفصيل ذلك ما رواه ابن إسحاق في سيره فقال: وَحَدّثَنِي أَبِي إسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ، قَالَ كَانَ رُكَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ الْمُطّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ أَشَدّ قُرَيْشٍ، فَخَلَا يَوْمًا بِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي بَعْضِ شِعَابِ مَكّةَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَا رُكَانَةُ أَلَا تَتّقِي اللّهَ، وَتَقْبَلُ مَا أَدْعُوك إلَيْهِ؟ قَالَ إنّي لَوْ أَعْلَمُ أَنّ الّذِي تَقُولُ حَقّ لَاتّبَعْتُك، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَفَرَأَيْت إنْ صَرَعْتُك، أَتَعْلَمُ أَنّ مَا أَقُولُ حَقّ؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَقُمْ حَتّى أُصَارِعَك. قَالَ فَقَامَ إلَيْهِ رُكَانَةُ يُصَارِعُهُ فَلَمّا بَطَشَ بِهِ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَضْجَعَهُ وَهُوَ لَا يَمْلِكُ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا، ثُمّ قَالَ عُدْ يَا مُحَمّدُ فَعَادَ فَصَرَعَهُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ وَاَللّهِ إنّ هَذَا لَلْعَجَبُ أَتَصْرَعُنِي فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ إنْ شِئْت أَنْ أُرِيكَهُ إنْ اتّقَيْت اللّهَ وَاتّبَعْت أَمْرِي، قَالَ مَا هُوَ؟ قَالَ أَدْعُو لَك هَذِهِ الشّجَرَةَ الّتِي تَرَى فَتَأْتِينِي، قَالَ اُدْعُهَا، فَدَعَاهَا، فَأَقْبَلَتْ حَتّى وَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ فَقَالَ لَهَا: ارْجِعِي إلَى مَكَانِك. قَالَ فَرَجَعَتْ إلَى مَكَانِهَا قَالَ فَذَهَبَ رُكَانَةُ إلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ سَاحِرُوا بِصَاحِبِكُمْ أَهْلَ الْأَرْضِ فَوَاَللّهِ مَا رَأَيْت أَسْحَرَ مِنْهُ قَطّ، ثُمّ أَخْبَرَهُمْ بِاَلّذِي رَأَى، وَاَلّذِي صَنَعَ».