الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حمدي متولي يكتب: حكايات تليفزيونجي «5»

صدى البلد

فى شريط الذكريات أحداث وشخصيات لا تنسى جمعها كلها مبنى ماسبيرو العريق، ووددت أن أكتب اليوم عن شخصية ربما تكون غير مشهورة ومعروفة إلا لمن عايشها وعاصرها، ولكنها شخصية محورية فى حياتى العملية بماسبيرو وفى حياة ومشوار كثيرين.

كنوع من الوفاء وددت أن أتذكر من علمنى فى بداياتى وتعامل معى معاملة الأب للابن والمعلم والزميل.. هو الزميل علي شعراوى رحمة الله عليه والذى تطاردنى صورته منذ فكرت فى الكتابة عن حكايات هذا المبنى العملاق.. فوجدته يطاردنى فى منامى ويذكرنى بما تعلمته منه.

فقد كان يجلس ليتذكر حكايات الأغانى حيث كان يقوم بإعداد برنامج من أغانى الأفلام مع الإعلامية الراحلة أحلام شلبى.. فعلمنى الكتابة وحب السينما والتعامل مع شريط السينما ١٦ مللى و٣٥ مللى.. علمنى ترتيب الفيلم وإعداده ومونتاج اليوزوتيف والتعامل مع شريط الصوت .

فقد كان علي شعراوى من أوائل من استقبلونى بهذا الكيان العملاق وهو المدرسة الأولى لى فى التعامل مع الشاشة واحترام أداء العمل والاجتهاد والتميز فى أداء الواجب، فالكل يعمل ولكن من هو المميز فى عمله؟.

علمنى أن أعمل من أجل العمل ويكون العمل هو عنوان المخرج وليس صوته.. علمنى أنه لابد أن يبحث الجميع عنك من أجل تميزك واختلافك، علمنى الحرص على التفرد.. دروس ودروس تعلمتها بداخل هذا المكان.

كان ماسبيرو مفعما ومليئا بالناس الحلوة الناس التى تساعد الآخرين وخاصة الشباب وبادئى المشوار المهنى بداخله.. الكل كان يساعد ويعاون ويساهم فى تخريج أجيال ناجحة وصف ثان، فلا أنسى الأستاذ جورج بطرس الذى كان يعمل فى المونتاج السينمائى وفى دور العرض والأستاذ قدرى ابن السيدة زينب والأستاذ إبراهيم غراب مدير عام الإعداد والتنفيذ بالقناة الأولى والأستاذ عز الدين المنشاوى الذى ما زلت أتواصل معه حتى الآن.. أطال الله فى عمره.

شخصيات وشخصيات تأثرت بها وما زلت أتذكر ذلك العصر الذهبى لماسبيرو بأجياله المتعاقبة التى كانت تعمل من أجل العمل ومن أجل إثبات الذات.. فقد كان هذا هو المغزى وراء هذا الكيان الذى وُلد عملاقا.