غطى الحزن محافظة بورسعيد عقب علمهم برحيل ابراهيم الجباس راعى حمام السلام بميدان الشهداء.
واعتاد الكثير من الاهالى متابعته يوميا من خلال البث المباشر الذى يخرج به عليهم عقب صلاة كل فجر وهو يطعم الحمام بالميدان .
وبدى الاندهاش على اهالى بورسعيد المتابعين له يوميا متضرعين الى الله
بان يرحمه ويسكنه فسيح جناته كون الخبر ملئ صفحات التواصل بعد وقت قصير من انهاءه
البث وكأنه كان يودع الجميع ويودع ايضا الحمام الذى حذره فى اخر رسالة له قبل ان
ينهى البث بأن يكون حذر حتى لايأكله المواطنين .
كانت صدى البلد التقت فى اغسطس من العام الماضى بالجباس ليروى لها قصة نزول الحمام يوميا وتجمعه فى ميدان الشهداء فى ظاهرة جديدة ببورسعيد دعى الفيد القيادة التنفيذية وقتها بان تتبنى الامر وتعمل على تسويقه سياحيا كبلدان العالم التى حولت الميادين الهابط بها الحمام لمزارات سياحية .
ومن المفارقات التى شهدتها بورسعيد قبل رحيل الجباس بدقائق انه خرج على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى داعيا اهالى بورسعيد و بورفؤاد بالخروج لصلاة الفجر وطالبهم بالدعاء للمرضى و الترحم على الاموات وكأنه يطلب الترحم عليه شخصيا .
وفاجأت هالة الجباس شقية الراحل اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد الذى توجه اليوم عقب صلاة الفجر الى الميدان وكأنه ذهب لينفذ وصية بوجودها وابناء الراحل واسرته بنفس مكانه وكأن الجميع جاء لينفذ وصية الراحل ويرعى الحمام الذى اختفى جميه الا القليل حزنا على وفاة راعيه .
وقالت الجباس لمحافظ بورسعيد انها علمت من احد الاشخاص المرافق دائما لشقيقها ان المتوفى عقب البث اصطحبه الى المقابر واخبره بمكان دفن والده ووالدته وترحم عليهم وقراء لهم الفاتحة وكأنه يخبرهم بأنه قادم اليهم بعد قليل .
حمامة السلام تهبط على ميدان شهداء بورسعيد.. وكلمة وحدوا الله لغة مناجاة.. شاهد
كان ميدان شهداء بورسعيد شهد ظاهرة جديدة خلال تلك الأيام لم تحدث من قبل، حيث تحول الميدان إلى محطة للحمام بكل أنواعه يتخذ منه موطنا.
ويحط طائر الحمام بأعداد كبيرة مع شروق كل صباح جديد على المساحات الساشعة بالميدان، مما دفع الأهالي إلى التوجه إليه عقب صلاة الفجر كل يوم لالتقاط الصور التذكارية.
وحرصت جميع الأعمار على التواجد بالميدان لتقديم الحب لطائر الحمام لجذبه ناحيتهم لمداعبته والتقاط الصور التذكارية معه متوددين إلى البورسعيدى إبراهيم الجباس، راعى تلك الظاهرة.
وكانت كاميرا "صدى البلد" اقتربت من الراحل "الجباس" فى اغسطس 2020 لتتعرف على الحقيقة لظاهرة تجمع طائر الحمام فى ميدان شهداء بورسعيد ليبدأ فى رواية القصة منذ بدايتها.
وقال الراحل إبراهيم الجباس وقتها إن ظاهرة تجمع الحمام بالميدان بدأت منذ قرابة العامين عندما لاحظ أثناء خروجه من صلاة الفجر بالمسجد العباسى، أقدم مساجد المدينة الباسلة والقريب من الميدان، تجمع بعض من طائر الحمام بحديقة الميدان.
وأضاف الجباس وقتها : "ألهمنى الله أن أرمى لتلك الأعداد القليلة بعضا من الحب كأى مواطن محب للحمام فى مداعبة منى له، فوجدت الحمام يقبل لالتقاط الحب".
وتابع: "حرصت فى فجر اليوم التالى على أن أحضر معى بعضا من الغلة التى يأكلها الحمام لألقيها له عقب صلاة الفجر عند خروجى من المسجد، وبالفعل تجمع الحمام لالتقاط الحب".
وواصل الراحل الجباس روايته: "فى اليوم التالى وجدت أعداد الحمام سبحان الله تتزايد وكأنها تنتظرنى لألقى لها حب الغلة، مما دفعنى إلى زيادة الكمية الملقاة يوما بعد الآخر، فكانت الأعداد تتزايد معها يوميا حتى بلغت أكثر من مائتى زوج بما يعادل 400 فرد حمام يتوقع زيادتها كل يوم".
وشدد الراحل على أنه تولدت بينه وبين الحمام صداقة، فبات يوجهه داخل الميدان كيفما يشاء ليجمعه تحت كلمة التوحيد، فعندما يريد دعوته للتوجه من مكان إلى آخر يتركه ويذهب إلى النقطة التى يريده أن يصل إليها وينادى عليه "وحدوا الله"، فسرعان ما يتوجه الحمام إليها بسرعة البرق.
وأوضح أن الظاهرة التى يشهدها ميدان شهداء بورسعيد تلقى اهتماما بالغا من اللواء أركان حرب عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، ودعما متواصلا، حيث يقع الميدان فى مواجهة شرفة مكتب المحافظ شخصيا.
وشدد الراحلالجباس وقتها إن اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، لطالما يصطحب كبار ضيوفه إلى شرفة مكتبه كى يشاهدوا حمام السلام القابع فى الميدان وكأنها رسالة إلى العالم أجمع بأن بورسعيد التى تصدت للعدوان الثلاثى عام 1956، والتى شيد بعدها تلك الميدان بقرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تخليدا لذكرى شهداء بورسعيد هى بلد السلام.
واكد راعى الحمام أن الحمام كطائر يرمز إلى السلام فى كل بلدان العالم عندما يهبط على أرض فإنها أرض للسلام، لافتا إلى أن هناك ميادين عالمية يزورها السائحون من شتى بقاع الأرض ليلتقطوا الصور التذكارية مع الحمام.
ودعا الجباس رحمة الله عليه جميع أبناء مصر المحروسة لزيارة ميدان
الشهداء والتقاط الصور التذكارية مع حمام السلام، مؤكدا أن بورسعيد هى درع الوطن
وأمنه وأمانه، مشددا على ضرورة وضع ميدان شهداء بورسعيد على خريطة السياحة
العالمية للدلالة على أن مصر بلد السلام.