يدور في أذهان الكثير بعض من التساؤلات حول الحقبة الملكية في مصر، وبالرغم من مرور قرابة السبعينعامًا منذ إنتهاء العهد الملكي، إلا أنه لازال هناك بعض الغموض حول تلك الفترة والكثير من الأسرار، و من بين أبرز هذه الأسرار قصة الهدية المشؤومة التي أهداها الزعيم النازي الشهير أدولف هتلر لـ فاروق آخر ملوك مصر.
بالكاد قد تكون سمعت عن الحادث الأشهر في حياة الملك فاروق المعروف بـ" الحادث المشؤوم"، حيث يعرف عن فاروق الأول هوايته الأقرب لقلبه، وهي حبه الشديد لصيد البط، حيث كان يذهب إلى محافظة الإسماعيلية خصيصًا لممارسة تلك الهواية.
حتي جاء تاريخ 15 نوفمبر من العام 1943 عندما كان " فاروق" عائدًا من رحلته المعتادة للصيد بالقرب من الإسماعيلية، وأثناء قيادته لسيارته المحببة يتفاجأ بمقطورة إنجليزية تنحرف عن اتجاهها لكي تدخل معسكرها، فتسد الطريق أمامه لتصطدم سيارته بمقدمة هذه المقطورة، ونتج عنها تحطم الباب الأمامي وسقوطه من السيارة، وأصيب بإصابات بالغة فى عموده الفقري.
عرفت هذه الحادثة على مر التاريخ بـ " حادث القصاصين " نظرًا لنقل الملك فاروق إثرها إلى المستشفى العسكري بالقصاصين بعد رفضه تمامًا للعلاج في معسكر الاحتلال الإنجليزي، ومن هذه التفاصيل عن الحادثة المشؤمة في السطور السابقة، يمكنك عزيزي القارئ توقع العلاقة بين السيارة التي كان يقودها الملك فاروق الأول، التى كانت هدية زفافه من زعيم النازية.
شهد يوم الخميس الموافق 20 يناير من العام 1938، حفل زفاف أسطوري للملك فاروق الأول والمملكة فريدة، وفتح حينها قصر القبة أبوابه لإستقبال هدايا ملوك الدول الأجنبية والعربية، وكانت ضمن هذه الهدايا سيارة فريدة من نوعها قدمها الزعيم الألماني أدولف هتلر،لفاروق الأول.
كانت السيارة التي أهداها هتلر للملك فاروق نادرة الوجود، حيث تمتاز بتفردها نظرًا لإنتاج شركة مرسيدس بنز نسختين منها فقط تحت مسمى 770، الأولى كان يملكها هتلر، والثانية كان قد تم إهدائها لشاه إيران.
وتميزت السيارة مرسيدس بنز طراز 770 بمحرك 6 سلندر تبلغ سعته 7655 سي سي، متصل بناقل حركة يدوي الأداء مكون من 5 سرعات، وبلغت قياسات هذا الطراز من شركة مرسيدس ألى حوالي ما يقرب من مترين عرضا و 6 أمتار طولًا.
اتسم الطراز المُهدى للملك فاروق بأنه مصفح ويحتوي على زجاج واقي يحمي ركابها من الرصاص، اشتهرت بأنها السيارة الأقرب إلى قلب فاروق الأول وتحلت السيارة بلونها الأحمر الزاهي، وهذا يفسر الفرمان الملكي الذي أصدره الملك فاروق بالحظر على أي مواطن الإقدام على شراء سيارة حمراء اللون خلال فترة حكمه.
كانت السيارة مرسيدس بنز 770 هي نفس السيارة التي كان يقودها الملك فاروق أثناء حادث القصاصين، مما أدى إلى تردد كثير من الأقاويل حينها من بينها أنها سيارة مشؤومة ومنها أنها كانت حادثة إغتيال مدبرة، لكن حقيقة الأمر لم تكشف حتى وقتنا هذا.
وعرضت هذه السيارة للبيع في مزاد كبير بعد سقوط العهد الملكي، لتذهب حينها إلى تاجر يهودي بثمن بخس 70 جنيهًا فقط، لينتهي بها المطاف حاليًا بتواجدها في إحدى المتاحف الكبرى في روسيا.