مثلما تمتلك مصر محمد صلاح في كرة القدم، وأحمد الأحمر في كرة اليد، ومحمد إيهاب في رفع الأثقال، وبيج رامي في كمال الأجسام، وميار شريف في التنس، تمتلك أيضًا الطبيب باسم أمين في الشطرنج.
باسم أمين هو أسطورة مصرية في لعبة الشطرنج وُلد في 9 سبتمبر عام 1986، وتخرج في كلية الطب عام 2012.
تُوج باسم أمين بالعديد من الجوائز القارية والعالمية، أبرزها أفريقيا "فردي" 5 مرات، وبطل أفريقيا تحت 20 عامًا، وبطل البحر المتوسط رجال 2014، وبرونزية العالم تحت 20 عامًا 2008، والمركز الأول في في البطولات الدولية للأستاذة 7 مرات، إضافةً إلى ميداليتين ذهبيتين وأخرى برونزية.
وفي نوفمبر 2018، حصل باسم أمين على أعلى تصنيف في تاريخ مصر والعرب وأفريقيا في لعبة الشطرنج.
باسم أمين تحدث لـ"صدى البلد"، عن بدايته مع لعبة الشطرنج، وترك مجال الطب، ومشوراه من الهواية إلى العالمية.
إليكم نص الحوار:
في البداية نريد معرفة كيف بدأت حكايتك مع لعبة الشطرنج؟
كنت شخصًا هادئًا في صغري وأحب ألعاب الذكاء، بدايتي مع الشطرنج بدأت في سن 5 سنوات عندما أحضر والدي لعبة الشطرنج وبدأ في تعليمي، وبالفعل أحببت اللعبة كثيرا.
في إحدى المرات كنت ألعب ضد والدي وسقطت قطع الشطرنج على الأرض، ليقول لي والدي سنبدأ دور جديدا، لكنه تفاجأ بأنني أحفظ أماكن القطع، ومن هنا كانت بدايتي مع لعبة الشطرنج.
والدي لاحظ أنني أمتلك الموهبة، وبالفعل جلب مدربًا لي في لعبة الشطرنج وبدأت أشارك في بطولات في مصر، حيث كانت أول بطولة أشارك فيها كانت بطولة الجمهورية وكان عمري وقتها 6 سنوات وحصلت على المركز الثاني.
كيف كنت تجمع بين الدراسة ولعب الشطرنج؟
الأمر كان صعبا للغاية خاصة في الثانوية، كانت أضطر إلى بدء الدروس مؤخرا في شهر يناير تقريبا، لكن رغم ذلك استطعت أن أحصل على 104% تقريبا، حيث حصلت على 97% إضافةً إلى حصولي 7% حافز رياضي بعض تتويجي ببطولة أفريقيا للشباب.
درست الطب أيضًا، وتخرجت بتقدير جيدا، لكن قررت عقب الانتهاء من الخدمة العسكرية، ترك مجال الطب والتركيز مع الشطرنج فقط.
هل ترك مجال الطب كان سهلا عليك؟
القرار لم يكن صعبا، لأنني كنت رقم 1 على مصر والعرب وأفريقيا في لعبة الشطرنج، في حين أنني كنت سأبدأ مشواري في مجال الطب من الصفر.
والدي قال لي أنني يمكن أن أكون طبيا جيدا وسط أطباء كثيرين مميزين، هل في الشطرنج أنت رقم 1.
لست نادما على ترك الطب من أجل الشطرنج، كان من المستحيل الجمع بينهما.
ما هو أصعب موقف تعرضت له في حياتك؟
كنت أدرس في السنة الثالثة بكلية الطب، وأستعد للمشاركة في بطولة العالم تحت 20 عاما، وكان عليّ الاختيار بين المشاركة في البطولة أو خوض الامتحانات، واختارت لعب البطولة وقتها، وحققت ميدالية برونزية، لكن لذلك لم يكن كافيا بأن تفكر الكلية في إعادة الامتحان لي.
أيضا في الصف الثالث الإعدادي كنت أشارك في بطولة العالم تحت 12 عاما، عدت إلى مصر لأجد 3 إنذرات بالفصل.
هل واجهت تعليقات سلبية بسبب ترك مجال الطب من أجل لعب الشطرنج؟
نعم، في الفترة الأخيرة على السوشيال ميديا، البعض تناول قصتي كنوع من التفاؤل، في حين هاجمني البعض، لكن في النهاية أعذرهم لأنهم لا يعلمون أن الشطرنج رياضة عالمية "مش مجرد لعبة على القهوة".
لو كنت ألعب كرة القدم كانت الناس ستعذرني، لكنني أتعرض لهجوم من البعض بسبب لاعبي الشطرنج، حيث يقال لي من أين تعيش ولماذا انصرفت عن الطب، وهل أنت وارث عشان تعمل كده ولا أهلك بيصرفوا عليك.
هل تحقق أموالا جيدة من وراء لعبة الشطرنج؟
دخلي الرئيسي لا يعتمد على المشاركة في البطولات المحلية، أنا أشارك مع 3 أندية أوروبية إلى جانب الجوائز العالمية التي أحققها من البطولات العالمية.
هل تواصل معك أحد من المسئولين خلال الفترة الماضية خاصة بعد انتشار قصتك على السوشيال ميديا؟
لا نهائيا، لكن سبق وأن تحدثت وزير الشباب والرياضة في مايو 2019، وقال لي ما هي طلباتك، قلت له أريد مدرب شطرنج شخصيا من أجل المنافسة على البطولات العالمية، لكنه أخبرني بأن هذا الأمر صعب في الفترة الحالية.
أتمنى أن تتم الاستجابة لطلبي خلال الفترة المقبلة.
ماذا يمثل لك النجم المصري محمد صلاح؟
أحب محمد صلاح على المستوى الشخصي، وأشاهد جميع مبارياته ليفربول من أجله.
محمد صلاح يلعب الشطرنج أيضا ويعلم مكة أيضا، أنا أدعوه لأن يواجهني في لعبة الشطرنج.
ما رسالتك إلى الجماهير؟
أتمنى أن يعرف الشعب المصري معلومات أكثر عن الشطرنج، وأن يتعلم أكبر عدد من الناس خصوصا الأطفال والأجيال القادمة اللعبة، لأنها مفيدة جدا لتكوين الشخصية.