الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب البراهمي تكتب: أنقذوا الصناعات الثقيلة

صدى البلد

صناعة الحديد والصلب والألومنيوم والغزل والنسيج – رسالتي لسيادة الرئيس.. 
من وجهة نظري أن الدول المتقدمة والمتطورة هي التي تقوم علي الصناعة , وهي التي تمتلك أدوات الإنتاج . وأعتقد أن أي مصنع أو شركة صناعية لديها مقدرات نجاح ومكاسب مهما كانت حالتها , وأنه لا يخسر إلا من لا يملك العقل الحكيم و أنه في حالة تعذر وجود مكسب يكون الحل في بحث الأسباب التي تؤدي إلي الخسارة , ولا يكون الحل في التصفية , وتشريد العمال وفقد مصدر دخل هام للدولة .

فمن الممكن تقليل الاستيراد أو حتى منعه من أجل الوصول إلى نجاح المنتج المصري , ومحاولة تخفيض أسعار الطاقة للمصانع بما يتناسب مع الإمكانيات , ومحاولة تدريب العمال . والأهم بحث أسباب تدني الصناعات ومن المتسبب فيها.
 
ربما أنا لا أملك الفكر الذي يحقق نجاح الصناعات ولكن أكيد يوجد المفكرون والمختصون الذين يملكون ذلك الفكر , كما يجب تنقية العاملين بالإبقاء على من يخاف على بلده ويكون منتجا فعلا , وأن تكون الرواتب أغلبها عن طريق حوافز تتناسب مع الإنتاج من أجل رفع مستوى كفاءة المصانع . 

فمن المحزن أن يتم تصفية شركة مثل الحديد والصلب إلا إذا كنا لا نملك المواد الخام ,  فقد أنشأت مصر شركة الحديد والصلب، وهي  إحدى الشركات التابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، وذلك عام 1954 لاستغلال خامات الحديد في أسوان. 

وعلى مدار عقود، لعبت الشركة دور الريادة في المنطقة، في مجال إنتاج الحديد ومشتقاته. فلماذا التصفية الآن؟  فمن الممكن الاستعانة بخبرات أجنبية  مثلما تمت الإستعانة في  بدء الإنتاج عام 1958 بتكنولوجيا ألمانية تعود إلى بدايات القرن العشرين  ثم تطورت  تلك الصناعة فى الستينات والسبعينات بتكنولوجيا روسية.

أما مصانع الغزل والنسيج  فبعد أن كانت مصر مصدرة لأجود الملبوسات القطنية , ولدينا مصانع تقوم علي زراعة القطن , منها الغزل والنسيج و الملابس الجاهزة ,وكانت مجالا فسيحا لكثير من العمالة في هذا المجال  وكنا نرتدي أجمل الأقمشة من خامة وألوان  وتفصيل ’أصبحنا نستورد  ملابس لا تناسب أجواء بلادنا ولا بها أي جمال . 

ثم  مؤخرا  في يونيو  2020 كشف وزير قطاع الأعمال العام أنه جرى البدء في تصفية 22 شركة، من أصل 32، تابعة للشركة القابضة للغزل والنسيج. 
وحاليا توجد بعض المشاكل في شركة مصر للألومنيوم بسبب عدم حصول العاملين علي حوافزهم الإنتاجية . 

لذلك أرجو التدخل السريع لإنقاذ الصناعات الوطنية , فكل شيء مهما بلغت خسارته يمكن إنقاذه , وليس القضاء عليه بالتصفية .
 فلو استمررنا علي هذا الحال فلن نكون في مصاف الدول المتقدمة  وسنخرج من دائرة الإنتاج إلى دائرة الاستهلاك و لن ينفعنا ما نبني من مدن وطرق وكباري وحضارة لأن من وجهة نظري الحضارة الحقيقية هي الاكتفاء وتحقيق الذات والإبقاء على الأيدي العاملة كمنتجة  وليس كمستهلكة.