الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ميليشيات إيران.. الطبعة الجديدة للاستعمار


 خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف في موسكو. كان تركيز المملكة أن تقول لبوتين في عقر داره، إن ميليشيات إيران خطر إقليمي ودولي وأن على روسيا أن تغير حساباتها مع إيران تمامًا. خصوصا وأن الجميع يعلمون مدى الدعم الروسي لإيران نكاية في الولايات المتحدة الأمريكية.

والحاصل أن ميليشيات إيران المسلحة، هى لب القصيد في الخلاف مع طهران. صحيح أن الخلاف شاسع معها في أيديولوجية الثورة الإيرانية وتوجهاتها نحو التوسع. وصحيح أن هناك خلاف شاسع مع إيران في النظام الديني الكهنوتي الذي عاد بالإيرانيين ألف سنة للوراء.

وبالطيع العقلاء لا يصدقون "البروبجندا الكاذبة"، حول تقدم إيران واقتصاد إيران. فهذا فارغ يجر فارغًا. لأن كل المؤشرات الاقتصادية الدولية تؤكد أنه نظام مهترىء وأن هناك معاناة شديدة لأكثر من 80 مليون إيراني تحت حكم المرشد خامنئي ونظامه.

 لكن قد تكون هذه "هموما داخلية" تخص الشعب الإيراني في المقام الأول، وهو بصراحة لم يتردد على مدى السنوات الماضية في الخروج باحتجاحات عارمة في عشرات المدن الإيرانية لإعلان الغضب ضد حكم الملالي.
لكن بالعودة لميلشيات إيران، فهى صورة جديدة للاستعمار في العصر الحديث. فإيران لم تحتل اليمن مثلا لكن ميليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لها والتي تلقى الدعم منها تقوم بالواجب، وهو دعم مادي ومدني وعسكري.
وإيران لا تحتل لبنان مثلا، لكن ميليشيا حزب الله الارهابية تقوم بالواجب، وشاهدنا أكثر من مقال سابق في هذه المساحة، كيف خسر لبنان جراء السيطرة الإيرانية والميليشياوية على مقدرات بيروت.

إيران لا تحتل العراق مثلا، ولكن ميليشيات الحشد الشعبي تقوم نيابة عنها بتحقيق الأجندة الإيرانية، ومؤخرا رفع عناصرها علانية المطالبة بتطبيق "ولاية الفقيه" في العراق. ثم إن ميليشيات إيران ذاتها من الحرس الثوري وفاطميون وزينبيون وحزب الله قامت بآداء أدوار شيطانية بمعنى الكلمة في سوريا.
من هنا جاء التصريح المباشر لوزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، في وجود وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بأن ميليشيات إيران تعطل السلام في سوريا واليمن. والحقيقة أنها تذبحه وتقف حجر عثرة أمام مشاريع التسوية في اليمن وسوريا وغيرهما.

ومن منطلق التدخل السافر في شؤون الدول العربية، تبدو طهران عدوا كبيرا للعرب. فأجندة إيران تقوم على حساب التوسع في البلدان العربية، وعلى دب الفوضى فيها عبر "ميليشيات مسلحة".. وهذه كارثة.
ويبقى السؤال..هل هناك نهاية قريبة لميليشيات إيران بعد خروج ترامب من البيت الأبيض؟
للأسف ووفق مختلف الرؤى فإن هذا قد يبدو صعبا للغاية. لان أجندة بايدن تختلف جذريا عن أجندة ترامب. وفي حين أن ترامب كان يعتبر إيران وإرهابها أولوية قصوى لإدارته فإن بايدن لا يشاركه نفس الإحساس ولا التوجه.

وعليه ففترة "بايدن" وكما هو متوقع ستكون "أعوام الربيع" بالنسبة لميليشيات إيران، وإن لم تكن هناك وقفة عربية جادة أمامها وعدم استمرار الرهان على التحرك الأمريكى، فستكون تداعيات وجودها أفدح مما هو عليه الآن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط