الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان البيه يكتب: الخمس المهلكات

صدى البلد

يعاني البشر شرقا وغربا من إبتلاءات وأزمات شديدة ويعاني الكثير منهم من الفقر والجوع والمرض والجهل . وتعاني الشعوب الضعيفة من قهر وظلم وبغي الدول الكبرى وسطوتهم صاحبة القوة والنفوذ والسلطان  ويشتكي غالبية البشر  من الجدب وشدة المؤونة والسنين و يعانون من المجاعات والحروب ومن الظلم والجور  .ويعانون من أمراض وأوجاع لم تكن في أسلافهم ولم يتوصلوا إلى علاج لها مثل السكر والضغط وأمراض القلب  وغيرها وأخيرا فيروس كورونا الذي أدى بحياة الملايين من البشر ولازال خطره قائم يهدد البشرية بأسرها .هذا وعندما نتوقف عند الأسباب التي أدت إلى ذلك كله وننظر في كتاب الله تعالى الكريم  وهدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله نجد الأسباب ظاهرة ومعلومة وجلية وواضحة وضوح الشمس لا يستطيع أن ينكرها إلا كافر بالله وأعمى بصر وبصيرة . ففي القرآن يقول عز وجل  ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) . والآيات التي تدل على عقوبات الله للبشر لفسادهم وإفسادهم في الأرض كثيرة .هذا وقد جاء في هدى رسول الله الكريم  صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصف دقيق لأسباب معاناة البشر وهو الذي يقول فيه عليه الصلاة والسلام فيما رواه سيدنا عبد بن عمر رضي الله عنهما .. أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله  فقال ( يا معشر المهاجرين خمس إذا أبتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن . لم تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا .. ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم .. ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا المطر من السماء ولولا البهائم لم يُمطروا .. ولم ينقضوا عهد الله ورسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا  بعض ما في أيديهم.. وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم ) . صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله فقد أدركنا هذه الخمس المهلكات بحزافيرها..فالأولى منها ظهور الفساد بل تفشي الفساد في البر والبحر وتفنن البشر في أعمال الفسق والفجور  والمجون والخلاعة وتعرى الكثير من النساء وما اكثر الكاسيات العاريات وظهرت التقاليع الشيطانية وإنقياد معظم البشر خلف أهواء الأنفس والشهوات وتحكمت الغرئز في العقول وتفشى الزنا واللواط وأصبح المجاهرة بالسوء والفاحشة أمر عادي معلن مع غياب الحياء والخوف من الله عز وجل وخشيته بالغيب  وتم وضع قوانين لحماية الشذوذ والعهر والدعارة  وبلغ الشذوذ إلى إكتفاء الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة والعياذ بالله  . وأصبح معظم البشر بلا ضابط ولا رابط وبلا دين وبلا عقيدة وتناسوا الموت والقبر وأهواله والبعث والحساب ..من هنا ولأجل ذلك ظهر وفشا الطاعون والأمراض والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم .. ومن هنا ولأجل ذلك عم البلاء وظهرت الأوباء وتفشي الطاعون وكان عقاب الله للبشر الذي يحمل في ظاهره العذاب وفي باطنه الرحمة الإلهية وحكمة الله عز وجل ظاهرة جلية تجلت في قوله تعالى ( ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) بعد قوله سبحانه  ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس )  ..عزيزي القارئ نستكمل الحديث في المقال التالي إن شاء الله تعالى..