الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. علاء الشال يكتب: إثيوبيا.. فن إفشال المفاوضات داخليا وخارجيا

صدى البلد

من أساليب الحرب النفسية المعروفة استخدام الدعاية ومحاولة (ممارسة التأثير النفسي بغرض تقوية وتدعيم الروح المعنوية لأفراد الأمة وتحطيم الروح المعنوية للآخرين).

وما سبق ذكره يتجلي في النموذج الإثيوبي بوضوح، فإثيوبيا لديها مشاكل داخلية قاتلة ، والداخل الإثيوبي بركان يوشك أن ينفجر بل انفجر فعلا ، ولم يجد رئيس وزراء إثيوبيا فرصة أفضل من سد النهضة للتعمية عن مشاكله الداخلية والهروب من الصراعات داخل الشأن الإثيوبي.

التعنت الإثيوبي مقصود منه إفشال أي مفاوضات حول سد النهضة قد تؤتي بنتائج ملزمة ، ففي تصريح للدكتور محمد عبد العاطى، وزير الموارد المائية والري بتاريخ 21/3/2020م قال ("إثيوبيا لديها مشاكل داخلية وتحاول أن تدارى عليها، والبنك الدولى والولايات المتحدة كانا شاهدين على ذلك"، مضيفا: "هما بيقولوا للناس إنهم هينقذوهم من الفقر، وهما كل الكهرباء بيبعوها، وإزاى هيفيدوا المواطن الإثيوبى، والبعض قال إن إثيوبيا تنفق أموالا ضخمة على السد في حين أنها ممكن تحقق المطلوب بتكلفة أقل ولكنها لم تفعل ذلك".


وأشار إلى أن هناك مشاكل داخلية فى إثيوبيا، وتحاول أن تجعل مصر المسئولة عنها أمام الشعب الإثيوبى، مصدره بذلك أزمة أمام الشعب الإثيوبى وهذا غير صحيح.

فنجد أن الشأن الداخلي الإثيوبي دخل في أتون الصراعات والتحول السياسي والانتخابات المؤجلة، إضافة إلى خوف رئيس الوزراء الحالي من أكبر منافسيه جوهر محمد المنتمي إلى عرقية الأرومو؛ والغريب أن إثيوبيا  لا تزال تُحّمل مصر مسؤولية فشل المفاوضات لأنها تتمسك بحقوقها التاريخية والجغرافية، والأعجب أن رئيس الأركان الإثيوبي يتحدث عن الحرب وقت التفاوض، ويدعو مصر إلى التنازل عن حقوقها وقبول المنطق الإثيوبي، وبيان الخارجية الإثيوبية يدين القاهرة، لأنها تتحرك دبلوماسيًا على النطاقين الدولي والأفريقي، لشرح موقفها ويعتبره ضغوطًا وسوء نية، بينما تستغل أديس أبابا كونها مقر منظمة الوحدة الأفريقية، وتشيع الأباطيل عن مصر ومواقفها، وتحفز الدول الأفريقية لمعاداة مصر، لأنها تطالب بحقها المكتسب في مياه النيل منذ مطلع التاريخ".

ويختتم الكاتب مقاله بقوله: "ولذا يظل السؤال مطروحًا وبقلق شديد، ما الذي تحمله الأيام المقبلة، إن جاءت والعطش يضرب مصر أرضًا وإنسانًا؟ وهل يظل التفاوض مُجديًا والموت على الأبواب؟ أسئلة مُربكة وتضع كل الاحتمالات على الطاولة".

ومن أهداف الحرب النفسية الداخلية  توحيد قوى الشعب، وتناسي الخلافات، وبهذه الطريقة فكر كل المحتلين قديما وحديثا، وكانت الحجة واضحة، فقديما كانت الحجة تخليص القدس من أيدي المسلمين، وحديثا كان غزو العراق وتدميره بحجة أسلحة الدمار الشامل، ولقد فكر قادة الصليبيين في النجاة ببلادهم من المجاعات والأوبئة التي حلت ببلادهم، وفكر الأمريكيون في نفط العراق، وتقسيم جيشه، وكانت آلة الإعلام قديمًا وحديثًا تقف كسلاح أساس في إثارة النزعة الدينية والعرقية للشعب وتحريضه على الوقوف بجانب الجيوش، وإيهام الجمهور بأن حرب قادته عادلة بالرغم من كونها حربا للهروب من المشاكل الداخلية والخارجية.

ومن يتابع صفحات إثيوبيا على صفحات التواصل الاجتماعي يرى جيدا أن هناك حملة تعبئة عامة لا نظير لها ضد مصر،ويربط القائمون على تلك الصفحات ، وعلى صفحة رئيس وزراء اثيوبيا الممولة بين مشروع سد النهضة وبين النهضة المزعومة في البلاد وكان سد النهضة سيولد الذهب وليس الكهرباء، بدليل عقد العزم على إنشاء سدين آخرين على ضفاف النيل الأزرق!

الرسالة الموجهة داخليا للشعب الإثيوبي يقوم بها رئيس وزراء إثيوبيا من خلال إصراره على التعنت والرفض لأي بصيص أمل ليظهر لشعبه أنه حريص على حقوق وهي ليست هكذا فيكفيه ما يصنع بشعبه والرسالة التي يوجهها خارجيا مفادها مصر هي التي ترفض وتتعنت.


على صناع القرار في إثيوبيا المجاورة أن يدركوا جيدا أن التهرب من الاتفاقيات والمماطلة كثيرًا لن تجدي مع دولة بحجم مصر، وأن سد النهضة ورقة خاسرة في الرهان الانتخابي الحالي.. 

حفظ الله مصر وجيشها ورئيسها.