تنتمي الصين وإفريقيا إلى دول العالم النامي، بغض النظر عن الأوقات الجيدة أو السيئة، كانا دائماً أصدقاء حقيقيين ورفيقي سفر، "الحقيقة، الواقع، الصداقة، الإخلاص" هي الفلسفة الثابتة لسياسة الصين تجاه إفريقيا.
الإخلاص "الحقيقي" للأخوة بين الصين وأفريقيا، تظهر في الحرب ضد
الوباء الذي تشترك فيه الصين وأفريقيا في السراء والضراء. في أصعب لحظات لمعركة
الصين ضد الوباء، أعلن وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي جماعياً في
فبراير أنهم سيقفون إلى جانب الصين حكومةً وشعباً ضد هذا الوباء. عندما بدء انتشار
الوباء إلى إفريقيا، مدت الصين يد العون على الفور، وأرسلت على التوالي 148 فريقاً
من الخبراء الطبيين إلى أكثر من عشر دول، وأنشأت آليات تعاون نظير مع 46 مستشفى في
42 دولة أفريقية، وقدمت المساعدات المادية العاجلة لمكافحة الوباء إلى جميع
البلدان الأفريقية تقريباً.
ينعكس"واقع" التعاون الصيني الأفريقي في ثمار التعاون البراجماتي
بين الصين وأفريقيا. في عام 2019، بلغ رصيد الاستثمار المباشر الصيني في إفريقيا
49.1 مليار دولار أمريكي، بزيادة تقارب مائة ضعف عن عام 2000؛ وبلغ حجم التجارة
بين الصين وأفريقيا 208.7 مليار دولار أمريكي، أي 20 ضعفًا عن عام 2000. حيث أصبحت
الصين أكبر شريك تجاري لأفريقيا لمدة 11 عاماً متتالية، وساهمت بأكثر من 20٪ في
النمو الإقتصادي لأفريقيا لسنوات عديدة. صاغت الصين وأفريقيا بشكل مشترك ونفذا على
التوالي "خطط التعاون الرئيسية العشرة" و "الإجراءات الثمانية
الرئيسية". حيث وقعت 44 دولة أفريقية ومفوضية الإاتحاد الأفريقي على وثيقة
تعاون "الحزام والطريق" مع الصين. ساعدت الصين إفريقيا على بناء أكثر من
6000 كيلومتر من السكك الحديدية، و6000 كيلومتر من الطرق، وما يقرب من 20 ميناء
وأكثر من 80 منشأة طاقة كبيرة الحجم. تم الانتهاء من عدد كبير من المشاريع الرائدة
الجديدة مثل مركز مؤتمرات الإتحاد الأفريقي، وشبكة النقل وتحويل الطاقة الوطنية
المصرية، وخط سكة حديد أديس أبابا - جيبوتي وخط سكة حديد مومباسا - نيروبي، حيث تم
استخدامها في إفريقيا، مما أدى إلى تغييرات كبيرة في التنمية الاقتصادية
والاجتماعية لأفريقيا.
تتجسد "الصداقة" بين الصين وأفريقيا في التبادلات الشعبية
والثقافية من المودة المتبادلة. أقيم بنجاح حفل الشباب الصيني الأفريقي، ومنتدى
مركز الفكر، والحوارالراقي للتنمية وللحد من الفقر، ومركز تبادل الأخبار بين الصين
وأفريقيا وأنشطة أخرى. قدمت الصين ما يقرب من 120 ألف منحة دراسية حكومية إلى
الدول الأفريقية، وأنشأت 61 معهد كونفوشيوس و 44 فصل دراسيتابع لكونفوشيوس في 46
دولة أفريقية، كما أرسلت 21 ألف فريق طبي إلى 48 دولة أفريقية، تم تشخيص وعلاج
حوالي 220 مليون مريض أفريقي، وأنشأ الجانبان 150 زوجاً من المدن الشقيقة.
إن "الإخلاص" في العلاقات الصينية الأفريقية متأصل في اعتقاد
الصين وأفريقيا المشترك بأنهما سيساعدان بعضهما البعض. الصين وأفريقيا يتكاتفان
للدفاع عن التعددية، ومعارضة الأحادية والحمائية، وحماية النظام الدولي بحزم مع
وجود الأمم المتحدة في صميمها، وحماية المبادئ الخمسة للتعايش السلمي وغيرها من
القواعد الأساسية للعلاقات الدولية، كل ذلك قد أدى إلى حماية المصالح المشتركة
للبلدان النامية والمصالح العامة للمجتمع الدولي. لا تتدخل الصين مع الدول
الأفريقية في استكشاف مسارات التنمية التي تناسب ظروفها الوطنية، ولا تفرض إرادتها
على الآخرين، ولا تضع أي شروط سياسية للمساعدة، ولا تسعى لتحقيق مكاسب سياسية خاصة
في الاستثمار والتمويل. فيجب أن يتم الاستماع إلى أصوات 2.6 مليار شخص في الصين
إفريقيا واحترامهم، حينها يمكن للعالم أن يتمتع بالإنصاف والعدالة الحقيقيين.
يصادف عام 2020 الذكرى العشرين لتأسيس منتدى التعاون الصيني الأفريقي.
وبتوجيهات من منتدى التعاون الصيني الأفريقي، أصبحت التعاون والتبادل بين الصين
وأفريقيا رفيع المستوى، واستمرت الثقة السياسية المتبادلة في التعمق، واستمر
التعاون في مختلف المجالات في تحقيق نتائج هامة. في 4 ديسمبر، حضر مستشار الدولة
ووزير الخارجية الصيني وانغ يي مؤتمر رفيع المستوى عبر الفيديو حول "تعاون
الأمم المتحدة مع الاتحاد الأفريقي" الذي نظمه مجلس الأمن بصفته الممثل الخاص
للرئيس الصيني شي جينبينغ وألقى كلمة هامة. في هذا الاجتماع، طرحت الصين أيضاً
أربعة "مقترحات صينية" تتعلق بالإجراءات النشطة التي اتخذتها الأمم
المتحدة لمساعدة إفريقيا على تجاوز الصعوبات:
أولاً، يجب أن نركز على الوحدة في مكافحة الوباء ودعم الشعب الأفريقي في
بناء خط دفاع قوي للصحة والسلامة. ومساعدة أفريقيا في الحصول على مواد الوقاية من
الأوبئة والأدوية والتشخيص والخبرة العلاجية والتكنولوجيا والدعم المادي. العمل
بشكل فعال على تعزيز توافر لقاح فيروس كورونا المستجد والقدرة على تحمل تكلفته في
البلاد الأفريقية، واختراق "الميل الأخير" من اختناقات النقل في توزيع
المواد والأدوية واللقاحا، ودعم أفريقيا لتعزيز أنظمة الوقاية من الصحة العامة
ومكافحتها، وبناء مجتمع صحي للإنسان.
ثانياً، هدف "القضاء على إطلاق النار في إفريقيا"، دعم الشعوب
الأفريقية في بناء وطن يسوده السلام والاستقرار. وتنسيق وتعزيز مبادرة الاتحاد
الأفريقي "للقضاء على إطلاق النار في أفريقيا" ومبادرة وقف إطلاق النار
العالمية للأمين العام غوتيريش. والاستمرار في تنفيذ "الوثيقة الإطارية المشتركة
للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بشأن تعميق الشراكة من أجل السلام والأمن".
ثالثًا، باستخدام خطة التنمية المستدامة لعام 2030 كنقطة انطلاق، ندعم
الشعوب الأفريقية في تطوير الرؤية للازدهار العالمي. اعتبار القضاء على الفقر كهدف
أساسي ودعم بناء منطقة التجارة الحرة الأفريقية. وعلى البلاد المتقدمة أن تتخذ
خطوات أكثر صلابة في المساعدة الإنمائية الرسمية، وتخفيف عبء الديون ونقل التكنولوجيا.
رابعاً، اتخاذ موضوع الإنصاف والعدالة كموضوع رئيسي، ودعم الشعوب الأفريقية
لتقاسم ثمار الحكم العالمي. وينبغي للأمم المتحدة أن تعكس كذلك احتياجات ومصالح
أفريقيا من حيث وضع القواعد، وتخصيص الموارد، وتوزيع الموظفين، وتعزيز تمثيل
البلدان الأفريقية وأصوتها. عند التعامل مع القضايا الأفريقية، يجب أن نحترم إرادة
الشعوب الأفريقية، إفساح المجال للمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية مثل الاتحاد
الأفريقي للعب دورهم.
إن تطور العلاقات الصينية الأفريقية لا يتوقف أبداً. نظراً لأن العالم يمر
بتغيرات كبيرة غير مسبوقة منذ قرن من الزمان، وقد أدت جائحة فيروس كورونا المستجد
إلى تسريع تطور التغييرات، فإن الاقتراحات التي قدمها مستشار الدولة ووزير
الخارجية الصيني وانغ يي تهدف إلى تعزيز تصميم الدول الأفريقية على مكافحة الوباء
وإثارة ثقة الشعوب الأفريقية في اعتناق السلام، وتعزيز الإيمان بالتعاون الصيني
الأفريقي.
مصر دولة أفريقية كبيرة وممثلة للاقتصادات الناشئة، وتتمتع بميزة جغرافية
تتمثل في ربط آسيا وإفريقيا وأوروبا، وتمثل العلاقات بين الصين ومصر ذروة واتساع
وعمق ودرجة حرارة العلاقات الصينية الأفريقية. كما أن لتنمية العلاقات بين الصين
ومصر أهمية نموذجية ودور رائد في التعاون الصيني الأفريقي. الصين مستعدة للعمل مع
الدول الأفريقية بما في ذلك مصر لدفع الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين
الصين وأفريقيا إلى مستوى أعلى. نحن على يقين بأنه في "حقبة ما بعد
الوباء"، ستتكاتف الصين وأفريقيا لبناء مجتمع صيني أفريقي أوثق مع مستقبل
مشترك وكتابة فصل جديد من التعاون المربح للجانبين والتنمية المشتركة.