الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان البيه يكتب: فاسأل به خبيرا

صدى البلد

مشكلة الناس أنهم يتكلمون ويفتون في كل الأمور فكل منهم يتكلم وكأنه خبير في السياسة وفي الدين وفي الاقتصاد وفي أحوال العباد والبلاد، وقد غاب عنهم قول الله تعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، وقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "رحم الله امرئ عرف قدر نفسه"، وهذه مصيبة كبرى، يا سادة لكل شيء أهل، للسياسة وإدارة شئون البلاد والعباد أهل، وللإقتصاد، وللسياسة أهل، ولعلوم الدين أهل، ولكل مجال من مجالات الحياة المختلفة أهل، وكل خبير في أي مجال هو من أهل الذكر الذين أمرنا الله تعالى بسؤالهم والرجوع إليهم.

هذا وليس كل دارس في أي مجال يعد خبيرًا وأهل ذكر، فبعض من الناس الدارسين ولكنهم غير فاهمين ولنأخذ على سبيل المثال المدعو الدكتور يوسف القرضاوي مفتي الجماعات الإرهابية، فهو دارس وحاصل على دكتوراه في علوم الدين وللأسف غير فاهم للعلوم والأحكام الشرعية، فجعل بفهمه الخاطئ من إرهاب وسفك دماء الأبرياء واستباح دماء المسلمين وغير المسلمين جهادًا في سبيل الله، وأفتى بأن قتل رجال الجيش والشرطة أهل  الجهاد الحقيقي المشروع في الإسلام أنه جهاد في سبيل الله، وأعتقد أن فتاويه المغلوطة تنم على أنه جاهل، وأنه مغرض، ومتآمر على الإسلام والمسلمين وأنه قد باع دينه بدنياه .

وهناك بعض العلماء من خريجي الأزهر دارسون للعلوم الشرعية ولكنهم فاقدون لروحانيات الإسلام وواقفون عند شكلياته ورسومه، ويتضح ذلك من شدة عدائهم للصوفية والتصوف ومعاداة أهله وتطاولهم عليهم بمناسبة وبغير مناسبة، ومع كونهم عَلماء في أحكام الفقه إلا أنهم يجهلون حقيقة منهج التصوف، ذلك المنهج الذي يجلي جوهر الإسلام وروحانياته، وبه يكمل الدين فهو الذي يعني التخلق ومجاهدة النفس والإرتقاء إلى مرتبة الإحسان، وهو الذي عرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

وفي هذا التعريف النبوي إشارة إلى مقام المراقبة والمشاهدة والورع، وأعتقد أنهم لم يدرسوا منهج التصوف ولم يطلعوا على سير ومناقب أئمة التصوف أمثال الإمام أبو القاسم الجنيد، وأبي طالب المكي، وإبراهيم بن أدهم، والحسن البصري، والإمام أبو حامد الغزالي صاحب إحياء علوم الدين، وسهل بن عبدالله التستري، وذي النون المصري، وغيرهم من صفوة الأمة الإسلامية وعظمائها من أهل الله الذين نسبهم الله تعالى إليه من خلال قوله عز وجل: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا والآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم".

ووصفهم أيضًا سبحانه بالصدق في العهد والوفاء به حيث قال تعالى: «مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)»- سورة الأحزاب.