الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وليد نجا يكتب: الاختيار المر في العلاقات الإنسانية

صدى البلد

العقل والحكمة يمتلكهما الإنسان عندما يفصل بين رغباته وإمكانياته ودائما عدو الإنسان الأول هو نفسه فرزق الإنسان لن يأخذه غيره ويحتاج الحصول عليه إلي العمل والعرق ولكي تحيطه البركة يجب امتلاك صفاء النية وحب الخير للجميع، وهناك قاعدة اقتصادية عند التسوق بأن قيمة ما نمتلكه من نقود تحدده طريقة صرفها فلو معك مبلغ 100 جنية من الممكن أن تشتري مكونات وجبة غذاء  يتم إعدادها في المنزل تكفي خمسة أشخاص ولو اشتريتها  بنفس مكوناتها من أحد المطاعم ستتكلف 300 جنيه إذا قيمة ما حصلت عليه يحدد من طريقة توجهاتك و اختياراتك، وإذا افتقد الإنسان للحكمة فإن مصروفاته تتعدي إمكانياته وفي هذه الحالة يتحول إلي الاختيار المر بين ما تربي عليه من قيم وبين ما فرض عليه من اختيار وبصورة أدق يتم تطويعه وإرغامه فيبني نفسه من هدم أخيه وابتزازه مهما كان هذا الأخ محبا له وذلك لكون ما يمده بالمال لسد العجز في المصروفات تتعارض مصالحه مع مصالح أخيه ونري ذلك  جميعا في مجتمعاتنا  العربية في ظاهرة ما يطلق عليه الطرف الثالث ابحث عن المستفيد وخاصة في الصراعات العلمية والسياسية  والعائلية فعندما تتعارض المصالح تدبر المكائد ونفس الطريقة تستخدم  في العلاقات الدولية وبين مكونات الدولة الواحدة.

 

ولتبسيط الموضوع سوف نضرب مثالا لو هناك مصنع شهير ينتج منتجا جودته عالية والشركة المنافسة تريد شراءه من صاحبه ليحمل ماركتها  لعدم استطاعتها منافسته وصاحب المصنع يمتلك المبادئ والقيم ولا يريد الدخول في صراعات مع أحد ويرفض المساومة والابتزاز فيبدأ المنافسون دراسة شخصيات المحيطين به ويستقطبون زوجة أحدهم التي تعشق المظاهر وتفتقد إلي الإمكانيات وتعشق الوجاهة الاجتماعية يتم دعمها ماليا حتي تتحول العلاقة إلي الإرغام والتطويع  فتبدأ في الضغط علي زوجها وإرغامه بين أبناءه وبين أرحامه أصحاب المصنع فيبدأ في خيانتهم ونقل دراسات الجدوى للشركة التي تربي فيها للمتربصين بها، ويستغل معرفته بتفاصيل حياته ويصدر أحد النساء في الواجهة فتبدأ في التبلي ونسج قصص من الخيال ولأن الشركة المنافسة مفلسة أخلاقيا فتغذي تلك الصراعات والخاسر الأكبر هم أصحاب المصنع الذي يتم استهدافهم  لجودة منتجهم وعندما يتم اكتشافه تحيل صلة الأرحام صاحب المصنع من الإبلاغ عن خيانته له ويكون عليه الاختيار المر وهو أن يصبر ويدعو لهم بالهداية كنوع من البر وليس القهر والإرغام وكون الطرف الآخر مرغما وجميعهم خاسرون لو غابت القيم فلن ينجو  منهم غير من يملك الماديات ويفعل العبادات.

 

تلك القصة توضح ما حدث في مجتمعاتنا العربية من ثورات في السنوات الماضية  والسبب الرئيسي في قطيعة الأرحام نتيجة الحقد والغيرة والحسد  فالطرف المفلس والذي تفوق مصروفاته إمكانياته  هو من يتسبب في المشكلات ويحاول أن يتسبب في زوال نعمة أقرب الناس إليه كنوع من تصفية الحسابات السياسية والاجتماعية وذلك ما يطلق علية الاختيار المر بالنسبة للحاقدين والصبر الجميل للصادقين فتحيطهم رحمة الله سبحانه وتعالي وينطبق عليهم قول المولي، بسم الله الرحمن الرحيم «أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63صدق الله العظيم. (يونس: 62- 63)