الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب أحمد البراهمي تكتب: التسليم

صدى البلد

من أجمل النعم التي ينعم بها الله على عبده هما نعمتا الرضا والتسليم. 
والتسليم هو اليقين بأن ما كتبه لنا هو الخير كله والتسليم بأن الأمر كله بيد الله .
وإن ما يكون لنا إلا ما كتبه الله .
وذلك أعلى درجات الإيمان .
وهو اليقين .صحيح يجب علينا أن نعمل وأن نحاول وأن نسعى. ولكن لابد من وجود إيمان داخلي بأن ما يكون الا ما يريد الله .
وإن كل ما نفعله هو فقط أسباب .
لأن الله جعل لكل شيء سببا .
وقد أمن الرسل والأولون بربهم فسلموا كل أمرهم إليه دون نقاش ودون تبرم  وبرضاء تام لأن عبادتهم كانت طاعة 
حتى لما هو غير مألوف. . وحتى لو كان الأمر لا يتناسب مع منطق الحياة .

ولكن هي الطاعة لرب العالمين دون جدال فيما أمر . والبعد دون نقاش عما نهى .
 لأن  يعلمون أن عدم الطاعة عاقبته وخيمة 
فقد قال الله لآدم وزوجه؛ لا تقربا هذه الشجرة. . ولكن عصى آدم  ولم يمتثل لما أمر الله به . فخرج من جنته . ولكن الرحمن الرحيم تاب عليه وقبل توبته .
 و جاء نسل أدم فكان منهم الرسل والأنبياء و الأتقياء . 
و. عندما أمر الله الرسل بالطاعة لم يخالفوا أمره فقد أمرَ اللهُ  سيدنا نوح عليه السَّلام بأن يصنعَ السَّفينة فلم يتردد 
َ بل قام على الفورِ دون أن يسأله :  وماذا تفعلُ سفينة في وسط الصحراء. 

︎و عندما أمرَ اللهُ سيدنا  إبراهيم عليه السَّلام أن يذبح ابنه إسماعيل  لم يتردد ولم يخف على ابنه او بمعنى أدق لم يعارض أمر الله  رغم قسوته على نفسه ورغم  علمه أن في ذلك الأمر نهايه حياة ابنه . 

ولكن حبه لإرضاء الله كان أكبر من حبه لأبنه . 

︎و عندما أمرَ الله أم موسى أن تُلقى ابنها الذي تخاف عليه  في النهر .
أطاعت رغم خوفها الشديد. ورغم علمها أنه قد يتعرض للغرق وتفقده . 

وعندما تركَ سيدنا  إبراهيمُ عليه السَّلام السيدة  هاجر وابنها في صحراء قاحلة و ليس معهما إلا جراب تمرٍ و قربة ماء طاعه لأمر ربه . 
لم تسأله إلا سؤالًا واحدًا : آلله أمرك بهذا َ ؟..
فلما قال لها : نعم ..
قالتْ : اِذهبْ فلن يُضيِّعنا !!..
ثم كان مراد الله .
فجعل الله السفينة نجاة من الطوفان الذي أغرق العالم  كله. 

وأنزل كبشا  فداء للطفل الذبيح .
فكانت رحمه الله  وكان  قدر الله 
فلم يكن القصد ذبح الغلام . ولكن كان  القصد ذبح التعلق  بغير الله . 
ذبح التعلق بالولد . ..
 فمن أسلم أمره لله في يقينه وقناعاته  وآمن به . و سلِّمْ  لله بما أمر به  فأطاع  دون جدال 
أعطاه الله فوق ما أراد . وأكرمه بكرمه  الذي ليس له حد . 
اللهم ارزقنا حسن الطاعة  لك وحسن التوكل عليك وحسن الإيمان بك وحسن اليقين .