المسنون و كبار السن يتميزون بعدة خصائص تجعلهم أكثر عرضة لفيروس الكورونا مثل وجود مرض مزمن أو أكثر مهمل العلاج أو لم يكتشف بعد.
هناك أكثر من 700 مليون شخص في العالم هم فوق سن الستين ، و بحلول عام 2050 سيكون عددهم حوالى ملياري نسمة. الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا هم أكثر عرضة للإصابة بوباء كوفيد-19 وتطوير شكل أكثر خطورة من المرض.
يشيخ نظام المناعة لديى بعض المسنين ، و الجهاز المناعى هو المنوط به محاربة الفيروسات بل كافة الميكروبات الغازية لأجسامنا . شيخوخة جهاز المناعة لدينا لا تتزامن بالضرورة مع عمرنا الزمني، فمن الممكن أن يصاب شاب بشيخوخة الجهاز المناعى لأنماط حياتية خاطئة .
مثل أي جزء آخر من الجسم، يشيخ الجهاز المناعي بتقدم العمر، مما يجعل البعض أكثر عرضة للإصابة بطائفة من الأمراض.
تشمل الاستجابة المناعية الطبيعية فى الإنسان خطوطًا دفاعية تتحفز بعد دخول أى ميكروب في أجسامنا. تتألف هذه الاستجابة من كريات الدم البيضاء التى تشمل الخلايا المتعادلة ، التي تهاجم الميكروبات الغازية ؛ وكريات الدم البيضاء التى تسمى الخلايا الوحيدة التى تنبه الخلايا المناعية الأخرى إلى حدوث عدوى بالميكروبات الغازية ، فتتحرك الخلايا المناعية القاتلة، التي تعمل على الفتك بالميكروبات الغازية والخلايا المريضة. للأسف هذه الخلايا الثلاث تقل كفاءتها بتقدم العمر بمرور السنين والأعوام .
تتكون الاستجابة المناعية المكتسبة من الخلايا الليمفاوية التائية (التي تًنتج في الغدة الزعترية ، و تحدد وتقتل مسببات الأمراض أو الخلايا المصابة)، و الخلايا الليمفاوية البائية(التي تُنتج في نخاع العظام، وهى المسؤولة عن إنتاج الأجسام المناعية المضادة). وتستغرق هذه الاستجابة بضعة أيام لكي تظهر، ولكن بمجرد حدوثها، ستتذكر العامل المسبب للمرض في المستقبل وتقاومه .
بتقدم العمر تقل الخلايا الليمفاوية الجديدة ، وهى ما نحتاجه لمكافحة عدوى جديدة مثل كورونا كوفيد-19. وكذلك خلايا الذاكرة المناعية التى تكافح العدوى بناء على خبرات العدوى السابقة لا تعمل بشكل جيد أيضًا مع تقدم العمر .
بتقدم العمر تُنتج الاستجابة المناعية الطبيعية عددًا أكبر من الخلايا ولكنها لا تعمل بشكل جيد، أما الاستجابة المناعية المكتسبة فتنتج عددًا أقل من الخلايا الليمفاوية البائية وعددًا أقل من الخلايا اللمفاوية التائية. تبدأ الغدة الزعترية ، وهي الغدة الصماء المسؤولة عن إنتاج الخلايا اللمفاوية التائية، في الانكماش عند سن العشرين.وعند سن السبعين ، تبقى منها نسبة ثلاثة في المائة فقط ، مع قلة الاستجابة للعدوى بشكل عام ، بل وقلة الاستجابة المناعية للقاحات بتقدم العمر.
الشيخوخة تولد المزيد من الالتهابات في الدم والأنسجة. يعتبر كبار السن من أكثر الفئات اللاتى تتبع الإجراءات الوقائية و أخذ الأحتياطات اللازمة إلا أن الكثير منهم يصاب بـفيروس كورونا كوفيد-19.
فى الصين كانت نسبة الوفاة ترتفع فى حالة وجود أمراض القلب والأوعية الدموية إلى %13.2% ومرض السكري إلى 9.2% % وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة إلى 8.0 %، وارتفاع ضغط الدم إلى 8.4 %، فى حالة لا توجد أمراض مسبقة تصبح نسبة الوفاة 0.9% .
قلة المناعة مع تقدم العمر ، وجد فى الصين أن نسب الوفيات ترتفع مع تقدم العمر إلى 80 سنة وأكثر تصبح 14.8 %، ومن 70-79 سنة تصبح 8.0 %،ومن 60-69 سنة تصبح 3.6%،ومن 50-59 سنة تصبح 1.3%، ومن40-49 سنة تصبح 0.4%،ومن 30-39 سنة تصبح 0.2%،ومن 20-29 سنة تصبح 0.2% ، ومن 10 -19 سنة تصبح 0.2%، وعند عمر أقل من 9 سنة تصبح الوفيات صفرًا.
أشارت العديد من الدراسات على مرضى كورونا كوفيد- 19 الحالات الجرحة إلى حدوث عاصفة من مواد كيمائية تسمى السيتوكينات ، و إطلاق عاصفة من الستوكينات ، تؤدي إلى صعوبة عملية الأكسجة ( عملية تبادل الغازات ) وزيادة معدلات فشل الأعضاء والوفيات . تختلف كيمياء عاصفة السيتوكينات إلى حد ما حسب الجنس و العمر . الرجال الأكبر سنًا لديهم ، في المتوسط ، خلايا منتجة للسيتوكينات أكثر من النساء الأكبر سنًا . النساء المسنات لديهن خلايا مناعية بائية وخلايا مناعية تائية أكثر و أفضل من الرجال المسنين .
سوء التغذية يكثر فى المسنين ، لعدم قدرتهم على توفير الطعام أو إعداده، و وجود مشاكل بعظام الفكين ، أو سقوط الأسنان ، و ارتفاع نسب تدخين التبغ . التوتر يشيع فى المسنين ، وهو غالبًا لمعيشتهم بعيدًا عن الأولاد ، أو فى بيوت المسنين . لدى المسنين أيضًا قلة الحركة بسبب مشاكل العظام و الأعصاب و العضلات . قلة غسل الأيدى شائعة فى المسنين لقلة الحركة عندهم .
عدم الالتزام بالكمامة شائع أيضًا عند المسنين لأسباب عدة، مثل عدم القدرة على استخدام الكمامات بدون مساعدة ، و الشعور بالاختناق عند استخدام الكمامة . يكثر فى المسنين عدم الالتزام بالتباعد الاجتماعى عند زيارة الأقارب لهم ، وتبادل القبلات والأحضان والمصافحات ، و هم يثقون فى الأقارب ولا يتخيلون أو يصدقون أن الأقارب قد ينقلون فيروسات الكورونا القاتلة للمسنين . الحركة صحة وبركة ومناعة ، و حتى الأنشطة البدنية الخفيفة مثل المشي تساعد في إبطاء شيخوخة الجهاز المناعي.
ننصح المسنين بالتغذية الجيدة المناسبة لحالاتهم الصحية ، و علاج الأمراض المزمنة أولًا بأول ، والبقاء قدر المستطاع في الهواء الطلق أو في مناطق جيدة التهوية، و الحفاظ على المسافة الآمنة بينهم وبين الآخرين (على الأقل مترين). مع تجنب الاختلاط بمجموعات كبيرة والأماكن المزدحمة، و تجنب مشاركة الطعام وأدوات المائدة .
عند التعامل مع كبار السن يجب غسل الأيدى بالماء والصابون لمدة ٤٠ ثانية، وارتداء الكمامة . عند المرض بأى عدوى تنفسية ، تجنب التعامل مع كبار السن لحمايتهم من العدوى.
ينبغى تطعيم كبار السن بالتطعيمات المتاحة مثلا تطعيم الإنفلونزا الرباعى ، وتطعيم الكورونا . يوصى بالتطعيم ضد المكورات الرئوية لكبار السن لأنهم أكثر عرضة للإصابة بمرض المكورات الرئوية. بالإضافة إلى التهابات الأذن والتهاب الجيوب الأنفية ، يمكن أن تسبب بكتيريا المكورات الرئوية أمراضًا أكثر خطورة ، مثل الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا و تسمم الدم.